تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية وماليزيا هنا اليوم بالتكاتف لتحفيز ريادة الأعمال التجارية على مستوى العالم وذلك خلال افتتاح فعاليات القمة الدولية لريادة الأعمال في نسختها الرابعة التي تستمر يومين.
وافتتح فعاليات القمة رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبدالرزاق ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري ممثلا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي اعتذر عن عدم حضور القمة بسبب أزمة تفعيل قانون تعطيل الحكومة الفيدرالية الأمريكية.
وأعلن الرئيس الأمريكي في خطاب متلفز بث خلال حفل افتتاح القمة أن بلاده ستقوم بتدشين مبادرة جديدة تدعى (أب غلوبال) لدعم وتدريب نصف مليون من رواد الأعمال في 100 مدينة حول العالم خلال الأعوام القليلة القادمة.
وأكد أوباما أهمية الشراكة العالمية بين رواد الأعمال من المجموعات غير الربحية والتي ستدعم 500 ألف من رواد الأعمال الجدد في العالم مشيرا في نهاية خطابه إلى أن الديمقراطية والتسامح والتقدم في ماليزيا يمكن أن تكون نموذجا لدول العالم.
من جانبه دعا وزير الخارجية الأمريكي في كلمة ألقاها أمام القمة إلى بذل مزيد من الجهود لتأسيس قادة من الشباب الواعد ومساعدتهم في تحقيق طموحاتهم لاسيما من خلال ريادة الأعمال.
وعبر عن خيبة أمل أوباما في عدم مشاركته اليوم حيث تعتبر هذه القمة من إحدى مبادراته والتزاماته تجاه الإقليم.
وفي كلمة مماثلة أكد عبدالرزاق أهمية الاهتمام برواد الأعمال لاسيما الشباب منهم وذلك ممن خلال إيجاد فرص عمل لهم لا تساعد فقط في دفع دفة التقدم الوطني بل تساعد أيضا لإيجاد حلول للمشاكل المعاصرة مثل الفقر والاستدامة والتنمية.
وأشار إلى خطاب أوباما الذي ألقاه في جامعة القاهرة قبل نحو 4 سنوات حين دعا إلى بداية جديدة للعلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي بعيدا عن الغموض والعنف لكن من خلال شراكة تحقق الأهداف المشتركة مضيفا أن من أهم تلك الأهداف التنمية الاقتصادية وترويج الفرص للجميع.
ورأى ان الأحداث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أظهرت هذا التحليل ببصيرة وذلك من خلال الكبت في سياسات غير مرنة وسياسات التهميش والإحباط التي جعلت الشباب المسلم في تلك الدول يصرخون من أجل التغيير ولم يزل صداهم يسمع حتى اليوم.
وأضاف أنه في ظل ضعف الاقتصاد العالمي من الضروري إيجاد واعتماد أكثر من مجال للنمو الاقتصادي موضحا أن عودة ريادة الأعمال مجددا إلى الساحة تعد من أهم مجالات النمو والتي تحتاج حسب بعض الاقتصاديين إلى مزيد من العمليات الإبداعية.
وقال انه في ريادة الأعمال نطمح لإيجاد صناعات جديدة والشباب هم من يقود دفة هذا التغيير لذلك يتوجب على مجتمعاتنا استغلال طاقات الشباب في استخدامهم للتكنولوجيا المعاصرة.
ولفت الى أهمية تمويل البحوث في مجالات عديدة لاسيما في الإبداع والابتكار إضافة إلى تيسير الأعمال التجارية من خلال توفير الحكومات للدعم المطلوب لرواد الأعمال الى جانب استمرار استثمار الحكومات في الجودة التعليمية على كافة المستويات وتشجيع مؤسسات التعليم العالي للتجسير بين البحوث والتسويق الأمر الذي سيفتح لرواد الأعمال الشباب آفاقا عديدة في المال والأعمال.
وشدد على أهمية الاستمرار في العمل تجاه التكامل الإقليمي والدولي للتأكيد على تقدم ريادة الأعمال واستفادتها الكاملة من الاقتصاد العالمي مشيرا إلى أن دول جنوب شرق آسيا (آسيان) تعمل تجاه إقامة مجتمع اقتصادي حيث ستجمع هذه الكتلة حوالي 600 مليون مستهلك في سوق واحدة.
وأعلن عبدالرزاق عن تأسيس المركز الماليزي الدولي للابداع والابتكار في منطقة (سايبرجايا) في ضواحي العاصمة كوالالمبور يجمع الشركات المختصة في وسائل الاتصالات المتعددة والبحوث والتنمية والإدارة تحت سقف واحد مضيفا أن المركز سيوفر جميع مايحتاجه رواد الأعمال بدءا من التمويل المالي وتطوير الأعمال مرورا بتسجيل حقوق الملكية والتدريب والإشراف على الأعمال.
وتستضيف ماليزيا هذه القمة لمدة يومين ويحضرها عدد من القادات والمسؤولين من جميع دول العالم بلغ عددهم أكثر من 3 آلاف مشارك من 123 دولة حيث سيناقشون قضايا التعاون بين رواد الأعمال والتجارة البينية بين الدول المشاركة وذلك تحت شعار (تقوية وترسيخ علاقات رواد الأعمال).
يذكر ان الرئيس أوباما هو من بادر الى فكرة تنظيم هذه القمة السنوية في عام 2010 بمدينة واشنطن كجزء في انخراطه مع العالم الإسلامي لتصبح بعد ذلك منصة عالمية لتشجيع الرواد وتسهيل مشاريعهم لتحسين اقتصادات بلدانهم حيث نظمتها في العامين الماضيين تركيا والإمارات العربية المتحدة.
يذكر أن سياسة أوباما بدأت تتجه نحو دول جنوب شرق آسيا ووسط آسيا لاسيما الإسلامية منها وذلك لبناء جسور عريضة مع العالم الاسلامي من خلال تخطيها للقضايا الأمنية والاقتصادية حيث دعا أكثر من مرة إلى بدايات جديدة في العلاقة بين واشنطن والعالم الإسلامي وأنه من الممكن إيجاد أرضية مشتركة للتفاهم بين الجانبين.
قم بكتابة اول تعليق