أثمن ـ وثمنت ـ عاليا أداء الرئيس مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة وأثنيت في مقال سابق على تجديده في عمل الرئاسة البرلمانية وتوسيع اهتمامه الشخصي ببعض ما يتصل بمصالح المواطنين وقضاياهم واهتمامه بما يجول في خواطرهم والأمور الحياتية ذات الأولوية عندهم، وهذا عمل محمود ومشكور يستحق الالتفات إليه والإشارة إليه والإشادة به.
ولكنني أقف اليوم موقف المعارض لمسعى جديد سعى إليه السيد الرئيس الغانم، وهو دعوته إلى عقد مؤتمر برلماني يعقد في الكويت ويخص القدس.
وأوجه اعتراضي على هذا الأمر كثيرة يتداخل فيها الإحساس الخاص والموقف الخاص بي مع الموقف العام والشأن العام والسياسة العامة ككل وما يحتوي شأن القدس من تشابكات وتعقيدات سياسية ليس في قدرتنا فك تشابكاتها أو حتى عثورنا على رأس الخيط لفك تلك التشابكات والعقد. أي ان المؤتمر فيما لو عقد فلن يتجاوز القاعة التي انعقد فيها وما ألقي فيه من خطب رنانة زنانة صنانة وربما أشعار تلهب المشاعر وتجعل باب القدس مفتوحا على مصراعيه للداخلين إليها بسلام، كشأن شعراء العرب وحتى سياسييهم بتهوين الصعب وتقريب البعيد وتسهيل المستحيل، من شاكلة ياسر عرفات والذي كان يعد في كل مناسبة دينية، بأنه في العام القادم سنحتفل بهذه المناسبة في القدس!
ومات الرجل وصار ترابا ولم يحقق وعده لتلك الشعوب المفغورة أفواهها والتي تصفق له لحسن قوله وتصدق وعده الذي لم يكن يتجاوز دغدغة العواطف ودون أدنى إحساس بالمسؤولية السياسية لمثل هذه الوعود.
ولقد قال شاعر عربي همام ومنذ عام 1948:
«طلعنا عليهم طلوع المنون.. فصاروا هباءً وصاروا سُدى».
ويقصد بذلك اليهود طبعا وكيف «انتصر» عليهم العرب وجعلوهم «هباء وسدى»!
لذلك أتمنى تجنيب السيد الرئيس الغانم السير في مثل هذه الدرب الجدباء ذات الأشواك والتي لن تفضي إلى نتيجة هو ينشدها صادقا، ولكنها لن تتحقق وأتمنى ألا يصرف جهده ولا وقته في شأن خارجي لسنا ذوي علاقة مباشرة به، وربما هناك دول معنية به أكثر منا ونحن دولة صغيرة ذات مشاكل كثيرة، أرجو أن يوليها مجلس الأمة اهتمامه لحلها.
katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق