يلجأن إلى كي بناتهن لحمايتهن من الاعتداءات

في بعض الدول الأفريقية تنتشر بها حوادث الاغتصابات وحمل المراهقات بشكل كبير مما جعل الأمهات تلجأن إلى محاولة القضاء على علامات البلوغ قسرا لحماية بناتهن حتى و لو كان الأمر يستحق الألم في نظر الكثير من الأمهات.

حيث تعتبر ممارسة كيَ البنات عملية تحاول من خلالها الأمهات تأخير عملية نمو بناتهن بواسطة الأشياء الساخنة والثقيلة أمرا شائعا في الكاميرون، وكذلك في العديد من بلدان غرب أفريقيا ومنها نيجيريا وتوجو وغينيا وتشاد وكوت ديفوار.

فقد تستخدم بعض النساء الحجارة أو المدقات لمنع نمو الثدي ، في حين تقوم أخريات بسحق الأنسجة بواسطة قشور الموز الأفريقي الساخنة ، وبسبب لجوء الأمهات إلى الكي لسنوات ، تتعرض أجسام البنات لتلف بالأنسجة لا يمكن علاجه.

ووفقا لإحصاءات حكومية عام 2011 ، فإن ربع الفتيات يصبحن حوامل في الكاميرون دون سن الخامسة عشر، بينما يتعرض ما يقدر بنحو 4 % من النساء والفتيات للاغتصاب.

وأوضح الدكتور فلافين نودونكو مستشار فني و أنثروبولوجي في الهيئة الألمانية للتعاون الدولي في الكاميرون، أن الأمهات لا تردن لبناتهن المشاركة في النشاط الجنسي المبكر والحمل و ترك المدرسة.

وقال نودونكو: ” إنه في مجتمع يعتبر مناقشة الحياة الجنسية مع الأطفال من المحرمات ، لأسباب ثقافية ودينية ، تلجأ الأمهات إلى أساليب لها آثار خطيرة على صحة بناتهن ونفسيتهن ،
وإنهم لا يدركون مدى تأثير صدمة كي الثدي ، و إنها عملية مؤلمة للغاية ، ولكن من الصعب تغيير الأنماط السلوكية ومن الصعب العدول عن الخرافات ” .

وعلى الرغم من أن وزارة الأسرة وتمكين المرأة في الكاميرون صنفت الكي بأنه انتهاك لحقوق المرأة ، إلا أن الحكومة لم تصدر تشريعا ضد هذه الممارسة ، وتقول 80 % من النساء اللائي شملهن الاستطلاع الذي أجرته الهيئة الألمانية للتعاون الدولي إن صدورهن أصبحت مشوهة بشكل دائم بسبب كي الثدي ، وقالت نسبة 9 % إن لديهن صعوبة في إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية.

وخضعت 12 % من النساء في الكاميرون لتسوية صدورهن ، وفقا لدراسة جديدة استطلعت فيها الهيئة الألمانية للتعاون الدولي حوالي ستة ألاف فتاة وسيدة تتراوح أعمارهن بين 10 و 82 عاما .

وتقول سارة آكو المتحدثة باسم الشبكة الوطنية لجمعيات الخالات ، وهي جماعة تهدف إلى رعاية حقوق المرأة ، وتعمل بشكل وثيق مع الهيئة الألمانية للتعاون الدولي في العاصمة ياوندي “لقد رأينا فتيات ينمو لديهن التهابات وتشوهات لا تتجانس من الثدي بالإضافة إلى إصابتهن بأمراض نفسية”.

وانضمت إلى الشبكة أكثر من عشرة ألاف امرأة في الكاميرون للقتال من أجل حقوق الأجيال الأصغر سنا حيث يدرن حملات تثقيفية في المدارس والكنائس والإذاعة الوطنية من أجل الحشد ضد ممارسة كي الثدي.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.