صباح الخالد: استضافة القمة العربية الافريقية تنطلق من رؤية سمو أمير البلاد

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ان استضافة دولة الكويت القمة العربية الافريقية الثالثة تأتي انطلاقا من حرصها على أهمية تعزيز العمل العربي الافريقي المشترك وتحقيقا لرؤية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في هذا الشأن.

جاء ذلك في المؤتمر الصحافي المشترك الذي جمع الشيخ صباح الخالد والامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي وكبير الموظفين في مفوضية الاتحاد الافريقي السفير جان باتيست ناتاما هنا اليوم بمناسبة الاعلان عن الانطلاقة الرسمية لفعاليات القمة العربية الافريقية التي تستضيفها الكويت في شهر نوفمبر المقبل.

وقال الشيخ صباح الخالد ان تحقيق رؤية سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه يتمثل في أن تكون القمة العربية الافريقية الثالثة المقرر عقدها في الكويت بين 18 و 20 نوفمبر المقبل تحت شعار (شركاء في التنمية والاستثمار) البداية الحقيقية لانطلاق التعاون المنشود بما يعود بالنفع على مصالح الفضائين العربي والافريقي.

وأضاف ان فعاليات القمة تأتي امتدادا للقمة الاولى التي انعقدت عام 1977 في جمهورية مصر العربية الشقيقة ومن ثم القمة الثانية التي انعقدت في ليبيا الشقيقة عام 2010 موضحا ان اللجان التحضيرية للقمة الثالثة أنهت اجتماعاتها وفقا لخارطة الطريق المتفق عليها والبرنامج الزمني المتفق عليه.

وذكر ان تلك الاجتماعات تنقلت ما بين اثيوبيا ومصر والكويت على مدار أكثر من 12 اجتماعا تم خلالها اعتماد جميع الوثائق الخاصة بالقمة بما في ذلك مشروع اعلان الكويت الذي سيصدر بإذن الله عن القمة اضافة الى مشاريع القرارات.
وبين انه تم تعميم الوثائق على الدول الاعضاء قبل شهر من انعقاد القمة وفقا للوائح الاجرائية المتبعة ما يعتبر انجازا تشكر عليه اللجان التحضيرية ويعكس صلابة التعاون من أجل عقد قمة عربية افريقية مميزة تعبر عن المفهوم الحقيقي لعنوانها (شركاء في التنمية والاستثمار).

ولفت الى ان الفعاليات الثقافية للقمة سوف تنطلق ابتداء من يوم غد الخميس وحتى ال 16 من نوفمبر المقبل وتتضمن عددا من الفعاليات والعروض الفنية من خلال مشاركة بعض الفرق من الدول الاعضاء من الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية في اقامة أمسيات ثقافية وفنية في مختلف مناطق الكويت “نظرا الى ما تملكه تلك الدول من ارث انساني وثقافي غني يحكي قصة الترابط التاريخي العميق بين الاقليمين”.

وأشار الى المنتدى الاقتصادي العربي الافريقي الذي يندرج ضمن فعاليات القمة والذي سيعقد يومي 11 و 12 نوفمبر المقبل وقد تمت دعوة 600 شخصية لهذا المنتدى “الذي نأمل أن تصدر من خلاله توصيات تدعم تحقيق أهداف القمة”.

وأعرب عن عميق الشكر والتقدير لجميع الجهود الحثيثة التي بذلت من قبل الامانة العامة لجامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الافريقي في سبيل انجاح القمة وعلى العمل المتواصل من اجل انجاز كل الوثائق والتقارير والتحضيرات الفنية واللوجستية.

واعلن الشيخ صباح الخالد الاعلان الرسمي لانطلاقة القمة العربية الافريقية الثالثة معربا عن ترحيب حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه والشعب الكويتي بأشقائه وأصدقائه قادة الدول العربية والافريقية والضيوف الكرام في بلدهم الثاني الكويت.

وردا على تساؤل ما اذا كان اعلان الكويت سيتضمن انشاء صندوق لتخفيف العبء عن بعض الدول الافريقية أشار الى أن القمة المعنونة (شركاء في التنمية والاستثمار) ستشمل كل هذه الجوانب التي تعود بالنفع على الجانبين العربي والافريقي.

وعن سبب دعوة دول من خارج منظمتي جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي مثل ايران وروسيا قال الشيخ صباح الخالد “من المعروف دعوة التكتلات والمجاميع الدولية فدعوة ايران جاءت بصفتها تترأس حركة عدم الانحياز لذلك وجهت اليها الدعوة لحضور الجلسة الافتتاحية والقاء خطاب باسم حركة عدم الانحياز”.

وأضاف ان دعوة روسيا جاءت بصفتها رئيسا لمجموعة ال 20 لافتا الى أهمية هذه المجموعة واهتمامها بالمنطقتين العربية والافريقية والاستقرار فيهما “وهو ما ينطبق ايضا على حضور السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس منظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين احسان اوغلو والامين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني.

من جانبه قال الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي ان القمة العربية الافريقية الثالثة في الكويت تهدف الى تحقيق آثار عملية وافراز نتائج ايجابية ترفع من مستوى معيشة المواطنين في هذه المنطقة “ولا تقتصر على اصدار بيانات عامة لا ترقى الى مستوى التنفيذ”.

وأعرب الدكتور العربي عن الامل بأن تنجح هذه القمة في ترسيخ أسس مجالات التعاون بين الدول العربية والافريقية وأن تسهم في تحقيق نقلة نوعية بارزة في العلاقات العربية الافريقية تستند الى الاسس الاستراتيجية مابين الجانبين بما يضمن استقرار العالمين العربي والافريقي وتطورهما حاضرا ومستقبلا.

واضاف ان دولة الكويت بذلت مع الاتحاد الافريقي جهودا مقدرة خلال الاشهر الماضية للاعداد لهذه القمة من خلال مجموعة من الاجتماعات الفنية المكثفة سواء في القاهرة أو أديس ابابا او الكويت “جرى خلالها اعداد مجموعة من الوثائق تمهيدا لرفعها الى أعمال القمة بما فيها مشروع اعلان الكويت والتقرير المشترك لرئيس مفوضية الاتحاد الافريقي والامين العام لجامعة الدول العربية”.

ولفت الى الجهود والفعاليات المصاحبة لقمة الكويت ومن أبرزها المنتدى الاقتصادي العربي الذي ينظمه الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي وتتركز محاوره على التعاون العربي الافريقي في مجال التنمية والتجارة والاستثمار ودور المجتمع المدني في تعزيز التعاون العربي الافريقي في كل تلك المجالات.

وأبدى سعادته للمشاركة في الانطلاقة الرسمية للقمة العربية الافريقية الثالثة معربا عن شكر الجامعة العربية لدولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا على كل ما قامت به من اعداد ممتاز وشامل لانجاح هذه القمة.

كما تقدم الدكتور العربي بالشكر للاتحاد الافريقي على جهده المميز وتعاونه المثمر سواء في اطار اللجنة الثلاثية التي تضم الكويت والاتحاد الافريقي والجامعة العربية أو في اطار اللجنة العربية الافريقية المشتركة التي تضم من الجانب العربي الكويت وقطر والعراق ومن الجانب الافريقي اثيوبيا وبنين وتشاد اضافة الى الامانة العامة للجامعة العربية ومفوضية الاتحاد الافريقي.

وأشار الى ان العلاقات العربية الافريقية تستمد مقوماتها من الترابط المتين والحقائق الجغرافية والسياسية والاستراتيجية والثقافية مشيدا بحرص دولة الكويت على أن تكون القمة اقتصادية في المقام الاول “تحقق مصالح الشعوب وهو ما ينعكس في شعار هذه القمة (شركاء في التنمية والاستثمار)”.

وأكد استكمال الاستعدادات والتحضيرات كافة لانعقاد أعمال القمة العربية الافريقية الثالثة في الكويت والتي سيتناول جدول أعمالها عددا من الخطط والمشاريع الرامية الى تشجيع التجارة والاستثمار بين الدول العربية والافريقية الى جانب خطة طموحة تقدم بها الوزراء العرب والافارقة لتنمية الزراعة والامن الغذائي في المنطقتين.

وأعرب الدكتور العربي عن التطلع الى تنفيذ المزيد من الانشطة والبرامج وفي مجالات جديدة وصولا الى تعاون شامل يضم كل الهياكل والمؤسسات المتناظرة في كل من الاتحاد الافريقي الجامعة العربية “ليكتسب هذا التعاون بعده المؤسسي بالكامل ايذانا ببدء شراكة عربية افريقية وتكامل نوعي لرفع مستوى الشعوب”. وردا على تساؤل عما اذا كان البيان الختامي للقمة سيشمل الضمانات الاساسية للاستثمار في الدول الافريقية لاسيما مع معاناة بعضها من النزاعات أفاد بأن “جميع الموضوعات المتعلقة بهذا الشأن ستكون مطروحة في القمة”.

وبسؤاله عما اذا كان هناك خلاف بين جامعة الدول العربية والاطراف الاخرى حول موعد انعقاد مؤتمر (جنيف 2) حول الوضع في سوريا قال “ليس هناك خلاف فالمستقر أن يعقد المؤتمر في 23 نوفمبر الكقبل لكن هناك أمورا تأخذ بعض الوقت” مشيرا الى ان الولايات المتحدة الامريكية وروسيا هما اللتان قررتا أن يكون المؤتمر في هذه الفترة.

وأضاف الدكتور العربي ان الهدف من عقد هذا المؤتمر هو تنفيذ البيان الختامي الذي خرج به مؤتمر (جنيف 1) العام الماضي والذي يتلخص في طلبي بدء مرحلة انتقالية وتشكيل هيئة حكومية ذات صلاحيات كاملة بالاتفاق بين النظام والمعارضة في سوريا ويقتضي هذا التحدث بين الاطراف وهو ما لم يحدث حتى اللحظة.

وردا على تساؤل عما اذا كانت القمة العربية الافريقية ستدرس توجها عربيا للتعاون المباشر مع افريقيا قال “ان هناك دولا عربية كثيرة تعمل وتستثمر في افريقيا وفي كل المجالات بما فيها أحدث الدول الافريقية أي دولة جنوب السودان التي تستثمر فيها دولة الكويت وجمهورية مصر العربية وغيرها من الدول العربية”.

من جهته قال كبير الموظفين في مفوضية الاتحاد الافريقي السفير جان باتيست ناتاما ان موعد انعقاد هذه القمة “مناسب ويتصادف مع احتفال الاتحاد الافريقي بذكرى تأسيسه الخمسين هذا العام” مؤكدا ان الدول الافريقية والعربية تسير في المركب نفسه وهدفها تحقيق أهداف ملموسة لشعوب المنطقتين.

وأكد السفير ناتاما أهمية تطرق القمة الى القضايا الخاصة بالتنمية لاسيما ن الاتحاد الافريقي يعمل على الاستفادة من الموارد المتوفرة في القارة الافريقية بما فيه مصلحة القارة ومصلحة شركائنا وأصدقائنا.

واشار الى ما تمتلكه القارة الافريقية من الموارد الكثيرة “لكننا بحاجة الى ايجاد الثروات بفضل هذه الموارد من خلال العمل على استقدام الاستثمارات” مؤكدا ايمانه الكامل بأن تعزيز الشراكة بين افريقيا والدول العربية وتطويرها والترويج لها يساعد الطرفين على تحقيق اهدافهما.

وأعرب السفير ناتاما عن الامل في أن تخرج القمة الثالثة “باقتراحات ونتائج ملموسة تترك أثرا ملموسا على الحياة اليومية لشعوبنا” لافتا الى التزام الدول الافريقية بالمشاركة في فعاليات المؤتمر كافة بما فيها الاجتماعات والمنتدى الاقتصادي والقمة.
وأشار الى ان جميع الدول الاعضاء في الاتحاد الافريقي وعددها 55 دولة ستشارك في القمة العربية الافريقية في الكويت معربا عن شكر وتقدير الاتحاد الافريقي للكويت على استضافة القمة في دورتها الثالثة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.