بسام العسعوسي: التنظيم الدولي لـ “الاخوان” يدار من داخل الكويت

اعرب الكاتب الصحافي المحامي بسام العسعوسي عن امله في ان تنتصر الحكومة لدولة القانون فيما يتعلق بالدعوى التي رفعها لحل جمعية الاصلاح الاجتماعي التي تخالف قوانين البلاد وتمارس النشاط السياسي.
وتساءل العسعوسي في حوار اجرته معه “السياسة”: لماذا تصمت الحكومة عن تهجم جمعية الاخوان المسلمين على الحكم في مصر وجيشها الذي حقق انتصاراً كبيراً للشعب المصري بعد ازاحة حكم الاخوان؟

ونبه الى ان الحكومة تتعامل بازدواجية حيث إنها مازالت تغلق نادي الاستقلال بحجة انه مارس النشاط السياسي وتغض الطرف عن جمعية الاخوان المسلمين ومجلتها التي تمارس السياسة.

واشار الى ان جماعة الاخوان في الكويت حاولت ابتلاع الدولة خصوصاً بعدما وصل التنظيم الدولي للاخوان المسلمين لحكم مصر وتونس وليبيا, متسائلاً: هل يعتقد اخوان الكويت ان الكويت وطنهم؟ وهل يعتقدون ان سمو الأمير هو أميرهم؟ بالطبع لا, لأنهم يرون ان المرشد العام للاخوان المسلمين محمد بديع هو اميرهم.

واضاف العسعوسي ان دعوى حل جمعية الاخوان المسلمين في الكويت تشبه دعوى حل جمعية الاخوان في مصر, مشيراً الى وجود تنسيق بينه وبين بعض الاططراف في مصر لحل جمعية الاخوان في الكويت.

وقال إن جمعية الاخوان في الكويت تقوم بممارسات ضد سياسة الكويت الخارجية خصوصاً فيما يتعلق بين مصر والكويت.. وفي ما يلي التفاصيل:

لماذا تحاول تجميد نشاط جمعية الاصلاح الاجتماعي في الكويت؟
جمعية الاخوان المسلمين في الكويت خرجت عن الاهداف التي انشئت من اجلها, لانها عبارة عن جمعية نفع عام توعوية ارشادية دينية, ومع هذا نجد ان هذه الجمعية تمارس العمل السياسي وهذا يخالف الاهداف الاساسية لها.

لكن ماذا عن ابرز المخالفات القانونية التي تمارسها هذه الجمعية؟
المشكلة الرئيسية التي نراها بأعيننا ان جمعية الاخوان المسلمين اصبحت دولة داخل الدولة وبل انها تجور على الدولة.

هذا الكلام ليس مستحدثاً, فهذه الجمعية التي كانت تحمل اسم “الارشاد” عندما تأسست في بداية الخمسينات كانت تمارس الدورين الدعوي والسياسي؟

نعم, هذه الجمعية كانت تسمى اولاً باسم جمعية الارشاد بعدما التقى الشيخ عبدالعزيز المطوع وشقيقه عبدالله حسن البنا في الحج اواخر الاربعينات وبعد هذا اللقاء تأسس في الكويت فرع للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين, والسؤال: هل جمعية الاخوان المسلمين حالياً وقبلها جمعية الارشاد التزمتا ببرامج واسس الانشاء؟ وما نجده الان انها جمعية دينية في العلن ولكن هي جمعية سياسية في الخفاء.

مخالفات قانونية

من ناحية قانونية الى اي مدى تجرم قوانين البلاد ممارسة جمعيات النفع العام الانشطة السياسية؟

المادة رقم “6” من قانون انشاء جمعيات النفع العام يحظر ممارسة اي جمعية نفع عام لاي عمل سياسي والدليل على ذلك انه تم حل نادي الاستقلال في السابق كما تم حل جمعية المحامين قبل ذلك والى الان لا يزال نادي الاستقلال مجمداً بسبب عمله في السياسة.

لماذا تسمح وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بأن تمارس جمعية الاصلاح الاجتماعي او غيرها من الجمعيات الاخرى العمل السياسي وهناك اصرار على استمرار غلق نادي الاستقلال, الا تعد هذه ازدواجية؟

هذه ازدواجية واضحة, وهذا الامر يثير لدينا الكثير من التساؤلات حول علاقة جمعية الاخوان المسلمين بالاسرة الحاكمة وبالنظام, فهل هناك تحالف؟ وهل هناك توجهات لاخونة الدولة ام ان هناك اموراً لا نعرفها؟

تحالف الحكومة و”الإخوان”

علاقة الحكومة بالاخوان قديمة, فهي استخدمتهم في العقود الاخيرة من القرن الماضي لضرب القوى القومية والوطنية الليبرالية كما فعل السادات في مصر عندما استخدم الاخوان لضرب اليسار ولكن هل تلمح بأن الحكومة الكويتية مازالت على تحالفها مع “الاخوان”؟
كل المؤشرات تدل على ان الحكومة مازالت على تحالفها مع الاخوان المسلمين في الكويت ما ادى الى ان تمدد جمعية الاصلاح الاجتماعي, كما ان هذه الجمعية لا تتحدى الدولة فقط بل تضع كل اوامرها على جميع اجهزة الدولة حتى وصل الامر الى اننا وجدناها تتضخم بصورة هائلة.

وصول جماعة الاخوان المسلمين للحكم في مصر – قبل موجة 30 يونيو الثورية وتونس وليبيا هل هذا الامر ساهم في تعاظم دور جمعية “الاخوان” في الكويت؟

في خضم ثورات الربيع العربي حاولت جمعية الاخوان المسلمين ان تأكل الدولة وتوهمت ان الكويت يمكن ان يبتلعها التنظيم الدولي للاخوان المسلمين.

تنظيم دولي

لكن هل ادى سقوط حكم الاخوان المسلمين في مصر الى جعل اخوان الكويت يعودون الى رشدهم والابتعاد عن حالة الغرور التي انتابت البعض منهم بعد وصول الرئيس مرسي لحكم مصر؟
رغم سقوط جسر الاخوان المسلمين في مصر لكن “ذيل الاخوان” الان في الكويت, واعتقد ان التنظيم الدولي لهذه الجماعة يدار الان من داخل الكويت والدليل الذي يؤكد ذلك ان جمعية الاخوان المسلمين في الكويت تستنكر دائماً ما يحدث الان في مصر وتصف ثورة الشعب على الاخوان بانها انقلاب. والسؤال: لماذا تتدخل هذه الجمعية في الشأن المصري؟

الا يعد تدخل هذه الجمعية في الشأن المصري مخالفاً لتوجه الحكومة الكويتية لمساندة مصر ودعمها في ظل الاجواء الجديدة؟

هذه الجمعية تعمل ضد سياسة الدولة الخارجية, فاذا كانت هناك علاقات كويتية – مصرية متينة كانت قبل وصول “الاخوان” للحكم واستمرت في ظل الحكم الجديد بعد الاطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي, لماذا لا تسير جمعية الاخوان في الكويت على نظام الدولة؟ واذا نظرنا الى مجلة “المجتمع” لسان حال “الاخوان” في الكويت لوجدناها تتحدث بصورة غير لائقة عن القيادة المصرية والجيش المصري وهذه المجلة لا تتحدث عن ان الجيش المصري قام بعملية تصحيحية لثورة 25 يناير بل عن انقلاب.

ككاتب ومحام, هل ترى ان الدعوى التي رفعتها ضد جمعية الاصلاح الاجتماعي ستؤدي الى حل جمعية الاصلاح؟

اتحدى هنا رئيس الحكومة من خلال هذه الدعوى لانني رفعتها ضد جمعية الاصلاح الاجتماعي وضد وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. والسؤال الذي اطرحه الان: هل الحكومة ستدافع عن جمعية الاصلاح الاجتماعي في هذه الدعوى؟ واحذر هنا ادارة الفتوى والتشريع من ان تقحم نفسها سياسياً في جمعية الاصلاح وعلى الاقل يجب على الحكومة ان تقدم ما لديها من مستندات تدين من خلالها اعمال وتصرفات جمعية الاصلاح الاجتماعي او على الأقل ان تقف على الحياد ولذلك فنحن نجد ان موقف الحكومة ورئيسها سيكون على المحك في هذه القضية, فاما ان تقف الحكومة مع تطبيق القوانين او ان تجامل جمعية الاصلاح على حساب تطبيق القوانين, واذا جاملت الحكومة فهذا معناه ان الدولة ستخالف قوانينها برعاية الحكومة.

متى تنظر المحكمة الدعوى التي رفعتها ضد جمعية الاصلاح؟

ستنظرها المحكمة في 16 نوفمبر المقبل, وهذه الدعوى شقيقة دعوى حل جمعية الاخوان في مصر.

البعض يرى ان السعي لحل جمعية الاصلاح الاجتماعي معناه محاولة لاقصاء الاخر؟

هذا الامر ليس فيه اي اقصاء للاخر نهائياً, فنحن مع الديمقراطية والاختلاف والحوار وفي الوقت نفسه مع الأسس الديمقراطية واحترام القوانين, ولكن هل تؤمن جمعية الاخوان المسلمين بالديمقراطية؟ فاذا كان اساس تنظيم الاخوان المسلمين يقوم على ان الاسلام هو الحل, فما هي الاماكن في الاسلام التي بها ديمقراطية وتعددية وممارسات دستورية؟ وبما ان جماعة الاخوان تطرح بأن الاسلام هو الحل فهي بذلك لا تؤمن بالدستور كما ان من شعارات الاخوان “الجهاد سبيلنا” اذن هذه الجماعة تنشد الدولة الدينية. وهل ولاء “الاخوان المسلمين” في الكويت للوطن؟ ومن هو أميرهم؟ هل هو صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أم أميرهم المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع.

صراع ليبرالي – إسلامي

لكن قد يرى البعض ان الدعوى التي رفعتها ضد جمعية الاخوان المسلمين في الكويت تصب اساساً في بحر الصراع الليبرالي- الاسلامي, ما ردك على ذلك؟

كليبرالي عندما اتحدث عن الديمقراطية يجب ان يكون الطرف الاخر امامي يتحدث هو الاخر بالديمقراطية, فانا مثلاً خطابي يكون حول تقدم البلد وتنميتها والارتقاء بالفن بمختلف مجالاته والطرف الاخر يتحدث عن مشاريع اسلامية ويدغدغ عواطف الناس بالدين, ونحن لسنا ضد الاسلام ولكن ضد الاسلاميين السياسيين وضد من يقول إن جمعية الاخوان المسلمين في الكويت تمثل الاسلام والمشكلة انه حتى مقولة “أخوان مسلمين” تنفي عن كل من ليس معهم انه من المسلمين, ولذلك مقولة “الاخوان المسلمين” فيها تطرف ومغالاة وعنصرية وفيها الغاء للرأي وهم ركبوا موجة الاسلام ليس حباً في الاسلام بل من اجل المصالح السياسية.

هل تجد ان الحكومة مازالت تقدم امتيازات الى جمعية الاصلاح الاجتماعي؟

لا اعلم لماذا تمنح الحكومة خمسة الاف متر مربع من الاراضي في منطقة الروضة المميزة لهذه الجمعية التي تحصل ايضاً على دعم هائل من الحكومة كما ان هذه الجمعية لديها 136 لجنة, فهل تعي الحكومة دور هذه الجمعية وغاياتها واهدافها وما تمارسه من شبكة وطيدة مع شخصيات مريبة, ألم يكن دور الاخوان المسلمين هو تشويه وجه الكويت خلال الاحتلال العراقي للكويت؟! ونذكر هنا الكثير والكثير مما قاله المرحوم الشيخ سعود الناصر عن اخوان الكويت وقت الغزو ولو كانت هذه الجماعة تريد الانتصار لدورها من الناحية الادبية لذهبت الى المحكمة لتبرئ نفسها مما قاله الشيخ سعود الناصر, كما ان يوسف ندا العقل المدبر للاخوان المسلمين تكلم عن جمعية الاصلاح الاجتماعي وعن شخصية كويتية ذهبت ايام الغزو والتقت صدام حسين.

لماذا لم يتم الافصاح عن هذه الشخصية الى الان؟

يجب ان يتم الافصاح عن هذه الشخصية الكويتية لانه يفترض ان الدولة علمت من هو هذا الاخواني الكويتي الذي ذهب للقاء صدام حسين وقت الغزو, خصوصاً ان منظر الاخوان يوسف ندا هو الذي اكد هذا الكلام لذلك نقول مراراً وتكراراً هل تعي الحكومة الكويتية ما يضمره “الاخوان المسلمين” لها؟ وهل يجرؤ الان احد في الحكومة الكويتية ان يفتح ملف مخالفات جمعية الاخوان المسلمين في الكويت رغم ان هناك مخالفات كثيرة وخطيرة تمارسها هذه الجمعية؟ وممَ تخشى الحكومة اذا قامت بتقليم اظافر جمعية الاخوان المسلمين فهل التحالف لا يزال قائماً بينهما؟ فعلى الحكومة ان تؤكد او تنفي ذلك.

“الشعبي” و”الإخوان”

على ذكر كلمة تحالف, ما رأيك في تحالف التكتل الشعبي مع الاخوان المسلمين في الكويت الان؟

التكتل الشعبي يتحالف مع الاخوان المسلمين من اجل المصالح السياسية رغم ان الاخوان هم من اسقطوا السعدون وحالوا بينه وبين رئاسة مجلس الامة والان يتحلاف معهم.

هل هناك تنسيق بينك وبين بعض الرموز المصرية المناهضة للاخوان المسلمين وذلك فيما يتعلق بدعوى حل جمعية الاصلاح الاجتماعي في الكويت؟

هناك تنسيق مع بعض الاطراف المصرية, لكن لا اريد أن افصح عن هؤلاء الاشخاص.

المفكر الاخواني د.طارق السويدان قال في ملتقى نظم في جمعية الخريجين الكويتية إن الاخوان في الكويت دعموا اخوان مصر حتى وصلوا الى السلطة وفي عدد من الدول الاخرى, هل ذلك يدل على ضلوع اخوان الكويت في ثورات الربيع العربي؟

نعم, التنظيم الدولي للاخوان المسلمين هو من قاد قطار الربيع العربي وهو من حاول الانقلاب على الكويت, ولا اعلم لماذا جمعية الخريجين الكويتية تستضيف الاخوان في ملتقياتها؟ بل ان الاخوان المسلمين لو وصلوا الى السلطة في الكويت فأول عمل سيقومون به هو اقصاء التيار الليبرالي وهذا ما حدث في مصر, حيث اقصى مرسي كل القوى الوطنية و”كوش” تنظيم الاخوان على جميع اجهزة مصر من خلال حزبه الاخواني.

تقارب أميركي – إيراني

التقارب الراهن بين الولايات المتحدة الاميركية وايران, هل يؤثر سلباً على المنطقة الخليجية؟

الولايات المتحدة تبحث عن مصالحها في ايران ولذلك على الدول الخليجية ان تبحث عن مصالحها مع ايران او مع اي طرف اخر, وعندما وقفت الولايات المتحدة مع الكويت إبان الاحتلال العراقي كان هذا نتيجة مصلحة اميركا في ذلك ومن ثم يجب على دول المنطقة ان تنسق فيما بينها للحفاظ على كياناتها بشتى الطرق.

المصدر “السياسة”

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.