في أجواء امتلأت بالفرحة والبهجة، احتفلت جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا مساء أمس الأول بتخريج الدفعة الثامنة من طلبة البكالوريوس والدفعة الرابعة من طلبة الماجستير للعام الجامعي 2012/2013م، وذلك برعاية وحضور وزير التربية والتعليم العالي الدكتور نايف الحجرف، وحضور الأمين العام لمجلس الجامعات الخاصة الدكتور حبيب طاهر أبل، ورئيس مجلس الامناء الدكتور عبد الرحمن صالح المحيلان واعضاء مجلس الامناء ورئيس الجامعة الاستاذ دكتور دونالد بيتس واعضاء هيئة التدريس فيها.
بدوره، أكد وزير التربية والتعليم العالي د.نايف الحجرف على أهمية المساهمة الفاعلة للقطاع الخاص في دعم مؤسسات التعليم العالي، مبينا أنه على الرغم من إيماننا بالقيمة التي يضيفها القطاع الخاص فإنه لا يكفي لضمان جودة التعليم والمخرجات التعليمية، لافتا إلى أن دور القطاع الخاص يكتمل من خلال دعم الجهود الحكومية ومؤسسات التعليم لدعم سوق العمل فيما يحتاجه وضمان جودة التعليم.
ووجه كلمته للخريجين قائلا: لقد مضت أيام الدراسة التي حققتم فيها النجاح، وقد حان الوقت لان تثبتوا بأنكم الداعم الحقيقي للبلاد ومستقبلها، متقدما في الوقت ذاته بجزيل الشكر والتقدير لأولياء الأمور على جهودهم المبذولة في رعايتهم واهتمامهم بأبنائهم.
وناشد وزير التربية ووزير التعليم العالي الخريجين والخريجات أن يضعوا الكويت نصب اعينهم وتحققوا مابذلتوا من أجله الجهد حتى تساهموا في نهضة ورفعة الكويت .
وفي كلمته وجه رئيس مجلس أمناء جامعة الخليج د.عبدالرحمن المحيلان التحية للخريجين والخريجات لهذا العام، متقدما لهم بالشكر على جهودهم في مقاعد الدراسة، وتعبهم وسهرهم أثناء تحصيلهم العلمي، سائلا الله سبحانه وتعالى أن يوفقهم في بقية العمر إلى مزيد من العلم والعمل وفعل الخير والبناء، كما توجه بالشكر إلى أولياء الأمور الذين تحملوا هذه المسؤولية الصعبة، في مواكبة ودعم أبنائهم وبناتهم خلال فترة التحصيل العلمي، متوجها بالشكر أيضا إلى وزارة التعليم العالي التي قدّمت المنح من خلال مجلس الجامعات الخاصة والتي ساعدت الابناء الأعزاء لاجتياز هذه المرحلة الدراسية المهمة، مثنيا في الوقت ذاته على جهود الجامعة متمثلة بالإدارة الجامعية وأعضاء هيئة التدريس الذين حرصوا على رعاية الطلبة وتعليمهم وصولاً إلى هذا الإنجاز.
وأكد المحيلان أن جامعة الخليج قد خطت خطوات واسعة منذ نشأتها تكللت بإنجازات نوعية وكمية متميزة، ‘ومن باب المقارنة الزمنية، يجدر بنا ذكر أن أقدم جامعة لا تزال عاملة حتى اليوم في الوطن العربي هي ‘جامعة القرويين’ بمدينة فاس بالمغرب التي أنشأت قبل 1054 سنة. وعالميا ‘جامعة بولونيا’ الإيطالية التي أنشأت قبل 925 سنة.
أيّا كان الأمر، فإن ذلك يدل على أن الجامعة كمؤسسة قادرة دوما على الارتقاء والتقدم والتجدد والتكيف، فالجامعات لاتزال من أقدم المؤسسات العاملة اليوم وأكثرها تجذّراً’.
وأوضح المحيلان قائلا: لطالما اعتمدت الدول المتقدمة على مؤسساتها التعليمية ومراكز أبحاثها لحل مشاكلها والتخطيط لمستقبلها، وذلك بوضع الحلول المثلى وهي العامل الرئيسي لتقدم شعوب العالم اجتماعيا وتقنيا واقتصاديا، ولهذا يجب أن تحضى المؤسسات العلمية بمساحة كافية من الحرية، حرية لإدارة ذاتها ومراقبة أدائها ومراقبة الجودة من خلال الاعتمادات المؤسسية والاكاديمية والمهنية المحلية والعالمية.
وزاد بقوله: لننظر إلى ما نحن عليه كأمة أو كجزء من منظومة بالخليج أو كبلد عندما كان العالم الغربي يغطس بظلام القرون الوسطى، غزت معاقل أوروبا والأندلس وأطراف الصين بعلم نافع مبهر ودين وسط، فلما زاحم شغف الدنيا وترفها الكتاب والمخبار.
ولكن دار الزمن وضعفت الأمة وطغت عليها أمم أخرى استخدمت أساس علمنا لتعلمنا الآن.
مستطردا بقوله: وفي الكويت وبعد أن كنا نطوف العالم بمراكبنا ونبني المدارس خارج أرضنا ونصدر الثقافة والفنون، وبعد أن كنا قادة في كثير من المجالات أصبحنا تابعين، ودليل على ذلك النتائج التي ظهرت أخيرا في التقرير العالمي للتنافسية Global Competiveness Report 2013-2014 والذي يقارن 148 دولة من خلال مائة مؤشر موزع على اثنى عشر محور منها على سبيل المثال لا الحصر : العمل المؤسسي والبنية التحتية والتعليم الأساسي والصحة والتعليم العالي واستخدام التكنولوجيا وتنمية المؤسسات المالية والشفافية والاختراع وفرص العمل .
وللأسف الشديد سجلت الكويت مراتب متأخرة جدا مقارنة بشقيقاتها في دول مجلس التعاون الخليجي فكان ترتيبها 37 بينما جاءت قطر بالمرتبة الـ 13 والامارات في المرتبة الـ 19، والمملكة العربية السعودية في المركز الـ 20، وعمان 33 والبحرين 43. وكما جاء ترتيب الكويت 110 في مجال الاختراع و 105 في مجال تنمية المؤسسات المالية و 105 في مجال قدرة أسواق العمل و 84 على مستوى مؤسسات التعليم العالي والتدريب، و 77 بمجال التعليم والصحة. نحن جزء من هذه الدولة ونحن دولة في خطر ضمن أمة في خطر، لم نستطع أن نعطي عالم حائز على جائزة علمية عالمية ولا حتى منتوج واحد ينتفع به.
ومع هذا كله، لم ولن أفقد الأمل بعد ما تم إنجازه خلال الاثني عشر سنة الماضية من عمر الجامعة، حيث البداية كانت حلم راودت بعض الأخوة الذين كانت قلوبهم مليئة بحب الكويت وآمن بهم من رأى أن يتحمل مخاطر إنشاء حرم جامعي متكامل، وذلك أتي قبل صدور مرسوم إنشاء الجامعات الخاصة في عام 2000، وبتوفيق من الباري عز وجل وهمة المخلصين افتتحت جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا أبوابها في سبتمبر 2002، فتخرج منذ ذلك التاريخ 3000 طالب وطالبة وها نحن اليوم نحتفل بتخريج الدفعة الثامنة وتضم 714 طالب. كما ان خلال هذه الفترة القصيرة من عمر الجامعة، لي الفخر أن اعلن عن التميز في مجال النشر العلمي حيث ما نشر للزملاء أعضاء هيئة التدريس من أبحاث بدوريات علمية مرموقة يعتبر نسبيا الأعلى بالمنطقة.
وأكد المحيلان أن جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا هي جزء من جسد هذا البلد وهذه الأمة، لذا يجب أن تقوم بدورها كاملا، مبينا أن الجامعة لم تفتح أبوابها فقط لاستيعاب الفائض من أعداد خريجي الثانوية العامة، ولا لمنحهم شهادات لنزج بهم في ردهات المؤسسات الحكومية أو مكاتب المؤسسات الخاصة، ولكن ليكونوا مواطنين صالحين مشاركين في التنمية البشرية والمجتمعية، مستدركا بقوله: لن ألعن الظلام ولكن أطلب من خريجينا أن يكونوا الشعلة التي تنير الطريق ولن ألقي اللوم على الحكومة فهي منا ونحن منهم، ولن أبالغ في نقدي لأداء أعضاء مجلس الأمة، فهم إخواننا وأخواتنا ونحن من أوكلهم مهمة تمثيلهم.
فالسؤال الملح الان ما الحل؟ الحل ينبع من هنا (إشارة إلى الجامعة) أنه تحدي كبير أضعه أمام مجالس هذه الجامعة وإداراتها وأعضاء هيئة التدريس، والأهم أمام طلبتها وخريجيها، انتم الكويت والكويت أنتم .أنتم سيكون منكم الوزير وعضو مجلس الأمة، والعاملين بالمؤسسات الخدماتية والانتاجية وانتم مدرسي الأجيال القادمة، أنتم من سيتعامل بالصدق والشفافية، أنتم من سيرتقي بالتعامل مع الآخرين، أنتم من سيرفع مستوى تعليمنا أنتم المستقبل والامل.
وعليه أعلن من هذا المنبر، أن جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا ستبدأ بعقد ورش عمل لمناقشة ودراسة نتائج التقرير التنافسي السالف الذكر، وتفتح المجال للإدارة وأعضاء هيئة التدريس والطلاب لمناقشة وطرح حلول لإصلاح هذا الوضع الشائب ومن ثم رفعة للحكومة وللمجلس .
وختم موجها كلمته للطلبة: ها أنتم تدخلون معترك الحياة في ظروف وملابسات عالمية جديدة، وقد دخلت منطقتنا هذا العصر بفضل تحرك الشباب الذين أبَوْا إلا أن يكونوا جزءا من العالم المعاصر تحركهم هموم الكرامة والعدالة. دعونا نأمل أن تنتفض منطقتنا العربية بأكملها على تخلـّف دام عقودا لتلحقَ بركب الحضارة المعاصرة بفضل الشباب المتعلم الواعي الرافض للجهل والتعصب والغلو والفساد والانغلاق، بعبارة أخرى، أنتم الأمل لمستقبل مشرق للوطن.
من جهته، عبر رئيس الجامعة د. دونالد بيتس عن سعادته لتخريج أكبر دفعة في تاريخ جامعة الخليج منذ تأسيسها، مبينا أن ما أنجزه الخريجون يمثل خطوة شديدة الأهمية في حياتهم، فاليوم يجني الخريجون فيه حصاد دعم وتشجيع ومؤازرة قد تلقوها من عائلاتهم وأصدقائهم، وكل من بَمَعِيَتِهم.
وأوضح في كلمة وجهها للخريجين قائلا: إن المتغيرات هي الحقيقة الثابتة والوحيدة في الحياة، وبقاء الحال ليس فقط ضرباً من الخيال، بل هو المحال بعينه’، مبينا أن فهم التغير نظرياً يبدو للوهلة الأولى بالأمر السهل، إلا أن تقبله عاطفياُ هو التحدي الأصعب، بل إن التفاعل معه والاستجابة لمتغيراته والتأقلم معها هو ما يجعل ذلك التحدي الأكبر، ‘وإنني لواثق ومتأكد من إدراككم لطبيعة الحياة بتغيراتها وتحولاتها، فقد درستم الكثير من الشخصيات والمنظمات خلال دراستكم، وقد مثلوا أمثلة واقعية على عدم الاستجابة لقوى التغيير وما عانوه من نتائج ترتبت على جمودهم وانتهت وللأسف بفشلهم.وأعتقد أنكم قد عجبتم من هؤلاء الذين كانوا في أمس الحاجة للتغيير في مواقف مصيرية إلا أنهم تغافلوا عن ذلك برغم وضوح الحل أمام أعينهم.
وتابع قائلا: أعتقد أن دراستكم تلك ستقيكم الوقوع في شرك نفس المواقف في المستقبل، بل وستسهم في استيعابكم لمواقف أخرى مشابهة أو حتى توقع مواقف أخرى مختلفة، فحتى التحديات والمعوقات متغيرة، ولكن الاستعداد النفسي لذلك يحسم نصف الطريق لحل أية مشكلة، وهذا أمر أنتم مستعدون له تماماً وواثق أنكم توافقوني عليه.
وأضاف: كما أريدكم أن تمعنوا النظر في شهاداتكم، تذكروا أنكم بالأمس كنتم طلاب وطالبات واليوم أنتم خريجون وخريجات، تذكروا أن ما كان حلماً بالأمس قد غدا واقعاً اليوم، وأنه من الآن فصاعداً سيقع عليكم تحمل مسئولية تطبيق ما تعلمتوه في الحياة العملية بتفهم عقلاني واستيعاب وإدراك لمفهوم التحول، والتغير، وأن لا شيء يدوم إلى الأبد وأن بقاء الحال من المحال.
من جانبه ألقى الطالب عبدالله العبدالجادر كلمة نيابة عن الخريجين قال فيها: نحن الان على أبواب وداع جامعتنا الحبيبة، وقد تخرجنا وقلوبنا معلقة بهذا الصرح بذكرياته وأشخاصه، لكن الوقت قد حان لحصاد ما زرعنا في هذة السنوات والانطلاق نحو المستقبل مع حفظ الذكريات الجميلة بذاكرتنا والمضي قدما في حياتنا العملية.
مبينا أن أعظم أصل و أكبر قيمة أكتسبناها هي علاقاتنا وصداقتنا التي تكونت داخل أسوار هذه الجامعة فأجمل الذكريات تكون مع هؤلاء الأشخاص سواء في العمل معهم أو بالدراسه معهم أو أكتفينا بالجلوس معهم وتجاذب اطراف الحديث فغدونا اخوة وأخلاء ونكاد نعرفهم منذ الأزل وأصبحنا اسره واحدة اسره جامعه الخليج.
وأوضح العبدالجادر أن جامعه الخليج للعلوم والتكنلوجيا قد شهدت في الاونه الاخيرة تطورا ملحوظا في شتى المجالات فقد سرت هنا روح جديدة وانطلقت نحو الرياده، فمنذ انطلاق مسيرتها وجامعه الخليج تمثل صرحا تربويا وتعليميا شامخا وهذا النجاح لم يأت من عبث، بل جاء عبر الخطط الموضوعه والاستراتجيات المدروسه والشراكات العلميه وبرامج تأهيل وتوظيف الخريجين، وغيرها من العوامل التي ساهمت بشكل فعال في تقدم الجامعة وتطورها، لاسيما في العمل الطلابي داخل أسوار الجامعة، متمثلا برابطة الطلبة والأندية الطلابية.
واختتم قائلا: ايها الامهات والاباء سهرتم الليالي و الايام وبذلتم جل قدرتكم على تربيتنا وتعليمنا فكنتم خير معين لنا في حياتنا، نعلم أنه من المستحيل أن نوفي حقكم فلا كلمات تفي بحقكم ولا أبيات شكر ترقى لمقداركم والله أسأل أن يعيننا على طاعتكم وبركم.
قم بكتابة اول تعليق