عبدالله خلف: الخبز شاغل الناس إلاّ في الكويت

الخبز عماد الحياة وسمَّته شعوب بالعيش لأنه عماد العيش.. وفي آسيا يحتل الرّز المرتبة الاولى في غذاء الشعوب الى اقصى الشرق. وهذا عند شعوب شبه الجزيرة العربية يعتبر الغذاء الرئيسي.. كانت بيننا جالية عربية كريمة فاق تعدادها الشعب الكويتي، لفقدان البلاد من التخطيط.. رغم وجود وزارة للتخطيط.. حتى انتفت الحاجة الى التخطيط.. تفتح هذه الوزارة وتقفل كالسوق الموسمية.
وكان التلفزيون يستقبل وجوها، حكَّاية (حجاية) ينمقون الكلام بوجوه باسمة فيتفاءل المشاهدون للتلفزيون والوسائل الاعلامية الاخرى المقروءة والمسموعة – ويتكلمون باستعراض اعلامي، ويشرحون ان في البلد مخططاً رهيباً يحسب المال وفق الازمنة لكل يوم حسبة الى خمس سنوات، تدعى بالخطة الخمسية.. حتى ظهر الخبير المالي الاستاذ جاسم السعدون، وقال اي خطة خمسية تسوق اعلاميا فان قيل لكم هناك خطة مدروسة لثلاثة اشهر فلا تصدقون.. الامور سائدة خبط عشواء.. لا خطة ولا حسبان.. رغم ان رواتب الخبراء والمستشارين تبتلع ميزانية هائلة.
الدكتور عبدالرحمن عبدالله العوضي كان وزيراً للتخطيط، ظهر بعد التحرير ليعلن احصائية بعدد سكان الشعب الكويتي بواقع 650.000 ألف نسمة ذكوراً وأناثاً.
وكانت جالية عربية يفوق عددها الشعب الكويتي حتى قبيل شهر اغسطس 1990.. وبعد شهور من التحرير الى الان حلت جالية عربية اخرى كبرى مكان الاولى ليفوق عددها سكان الشعب الكويتي.
ومنذ عشرات السنين والمناهج الدراسية تقول كذبا ان الشعب الكويتي تعداده مليونان.. دون ان تذكر ان هذا العدد مع الجاليات العربية والآسيوية.. كيف يتم اذن التخطيط.. الامور تسير هكذا تقرير (بلير) قال ان سنة 2020 ستكون هناك كارثة مالية تعجز الدولة عن سداد الرواتب وسكت المسؤولون حتى انذر رئيس الوزراء بقرب الكارثة وانتهاء دولة الرفاه.. اذا كان كذلك لماذا لا يُرحّل العدد الهائل من الجاليات العربية والاسيوية والاخرى.. كما تعمل الدولة التي تعتمد على التخطيط الصحيح مثل سلطنة عمُان.. المباني الوزارية تُبنى كقلاع ضخمة لتستوعب الوافدين المبالغ في عددهم ثم يلحق المبنى بمباني ضخمة مؤجرة.
تقنين الاعمار الوظيفية للثلاثين اخذت تطبق على المواطنين دون الجاليات وفيهم في كل وزارة من تجاوز العديد من الثلاثينيات.
???
عندما يتجاوز عدد جالية افراد الشعب تكون الإمرة النافذة في يدهم وليس يد الشعب.
في زمن الجالية الاولى الكبرى تمكنوا من دعم الخبزة التي يرغبون فيها لتكون بعشرة فلوس..
وخبزة التنور التي اعتاد عليها المواطنون وبنفس الوزن غير مدعومة بقيمة عشرين فلسا.. وكانت بيننا وبين الجالية الاولى الكبرى مفاتحات وممازحات حتى قال احدهم لنا في جلسة: نحن خفضنا سعر خبزتنا فابحثوا انتم الكويتيون من يخفض رغيفكم كان ذلك في الستينيات وحتى الان لم يظهر من يخفض خبزتنا.
وليس من اولويات مجلس الامة ولا مجلس الوزراء البحث في الخبز.. وبدائل الرفاه البسكويت والكيك وكورنفلاكس.. لنقف عند رغيف التنور الذي يباع بعشرين فلساً هو تكلفة اجرة المحل في الجمعيات التعاونية والاسواق وغيرها، واجور العمال، والكهرباء والكيروسين وارباح المحل.. وعندما ينثر الخباز على الخبزة قليلاً من السمسم يصير سعرها خمسين فلسا كيف تحسب وزارة التجارة وحماية المستهلكين ذلك.. ذرة السمسم تفوق كل التكاليف المذكورة وتزيد عليها.. حقا ليس من اولويات الشعب والحكومة رغيف الخبز.. الرغيف «مالئ الدنيا وشاغل الناس» كما قالوا عن المتبي .. وغير شاغل لدولة الرفاه.

عبدالله خلف
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.