خالد الجنفاوي: ابن الكويت ولست ابن القبيلة

“بوركت يا وطني الكـويت لنا سكنا وعشت على المدى وطنا” اعتقد ان استخدام مصطلح “ابناء القبائل” لوصف شريحة من شرائح مجتمعنا الكويتي يتنافى مع واقعنا المحلي الوطني, بل اعتقد ان “المواطن الكويتي الحق” يشعر في قرار نفسه انه ابن لمجتمعه الكويتي وجزء لا يتجزأ من نسيجه الاجتماعي المتجانس. ومن هذا المنطلق, فاعتقد شخصيا انني كفرد حر ومستقل وكمواطن كويتي انتمي لوطني الكويتي ولمجتمعه المتعاضد, فلا اشعر بالغربة ولا بالاستغراب ولا باللانعزالية لان ما يحدد علاقتي الراسخة مع بيئتي الوطنية هو مقدار اخلاصي لها ومساهماتي الايجابية في تطويرها, بل اعارض شخصيا كل راي مبالغ فيه يدعي صاحبه ان الكويت بكل مؤسساتها المدنية والحكومية تميز بين مواطنيها. فجميع المواطنين الكويتيين ومن كل الشرائح الاجتماعية ينتمون لوطنهم الكويتي الديمقراطي والمدني. ولكن ما يُفاضل بين المواطنين في علاقتهم بمجتمعهم هو مقدار اخلاصهم ووفائهم بمتطلبات المواطنة الحقة. وهذه الاخيرة “المواطنة الحقة” تشير لسلوكيات وتصرفات نبيلة وايجابية نشات نتيجة تمازج فئات المجتمع وترابط المواطنين الكويتيين بصلات القربى والجيرة والصداقة والزمالة والاخوة الوطنية والنسب.
بل اعتقد ان كل شرائح مجتمعنا الكويتي المتوحد ينتمون لشعوب وقبائل واعراق تعارفوا وتوافقوا بسماحة كويتية معهودة على ثوابت وطنية تاريخية عكست تمازجهم وقبولهم المتبادل فيما بينهم. ولذلك يصعب في حقيقة الامر استمالة كثير من المواطنين الكويتيين نحو التقوقع القبلي او الطائفي او الفئوي, بل ما يحدث من شبه ميل طبقي او قبلي او طائفي يزول غالبا بزوال الانتخابات البرلمانية. ولذلك, فلا يوجد في الكويت نفس قبلي بحت ولا نفس طبقي فعلي ولا اصطفاف طائفي سلبي ينفي بشكل دائم الانتماء الوطني الخالص: جميع الكويتيين وبلا استثناء هم ابناء وبنات الكويت.
ابن الكويت هو من يشعر انه كمواطن حق جزء لا يتجزا من وطنه ومجتمعه الكويتي: فعواطفه وميوله وتصرفاته وسلوكياته وتطلعاته الانسانية النمطية تشكلت بطبيعتها في بيئة كويتية خالصة, والكويت الوطن بالنسبة الى ابنائها هي الام وهي الملاذ الاول والاخير وهي المرجع الاصيل والمعيار التاريخي الثابت لكل ما يشعر به المواطن الكويتي. اضافة الى ذلك, من يؤمن فعلا وقولا انه ابن الكويت هو من لا يعير اهتماما لبعض الاطروحات الشخصانية السلبية. وهو ايضا من يستمر يؤمن انه جزء اصيل وثابت من وطنه. فالكويت بالنسبة الى مواطنيها المخلصين تستمر بصمة ذهنية وعاطفية اصيلة واثرا راسخا في العقل والقلب الكويتي . فلعل وعسى.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com

المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.