قال وكيل وزارة الخارجية الكويتية السفير خالد الجارالله ان تركيز الكويت على الجوانب الاقتصادية واطلاق (شركاء في التنمية والاستثمار) شعارا للقمة العربية الافريقية يأتي استشعارا منها بأهمية الانطلاق بالعمل العربي الافريقي المشترك الى آفاق تحقق تطلعات الشعوب.
وقال السفير الجارالله في كلمته خلال ترؤسه اجتماع كبار المسؤولين التحضيري للقمة العربية الافريقية الذي بدأ اليوم “اننا مطالبون في ظل انعقاد أعمال القمة الثالثة أن نثبت للعالم بشكل عام ولشعوب دولنا بشكل خاص بأننا قادرون على صياغة استراتيجيات تنهض بدولنا الى مستوى الطموح وتحقق لأبنائه آماله وتطلعاته”.
واضاف ان أبناء الامتين العربية والافريقية يراقبون نتائج القمة العربية الافريقية الثالثة وما ستتمخض عنه من قرارات تصب في صالح التعاون المشترك.
وشدد على ان تحقيق التعاون الاقتصادي المنشود يحتاج خلق الأجواء الملائمة للاستثمار وسن التشريعات اللازمة لتشجيعه وتحفيز التجارة البينية بين دولنا والاهتمام بالبنى التحتية المشتركة لا سيما المواصلات والاتصالات التي من شأنها زيادة حركة تبادل السلع والخدمات.
وقال ان تحقيق التنمية المستدامة التي يتطلع لها الجميع لن تأتي الا بعد وضع الخطط والاستراتيجيات التي تتطلب تعاونا صادقا في المجالات الاقتصادية بعيدا عن الساسية ومشاكلها واختلافاتها وخلافاتها.
ودعا المجتمعين الى التركيز على الجوانب الاقتصادية وتلمس آفاق التعاون ووضع الخطط في اطار زمني محدد حتى يمكن مراقبة تنفيذها ومنع تعثرها وازالة عوائقها.
وعبر عن التفاؤل لارتباط العالمين العربي والافريقي بروابط تاريخية وجغرافية منذ زمن بعيد امتزجت فيها الثقافات وتقاربت فيها الشعوب وانسجمت افكارهم مما يسهل التخطيط لمستقبل افضل يزيد من التقارب بين الشعوب ويحقق آمالهم ويرقى الى مستوى الآمال والطموح.
وقال السفير الجارالله ان الحقائق الجغرافية توضح ان اكثر من 70 في المئة من اجمالي اراضي الدول العربية تقع في القارة الافريقية وان مايقارب نصف سكان العالم العربي يقطنون في تلك الدول.
وأضاف ان العلاقات التاريخية العميقة التي تربط الكويت بالدول الافريقية انطلقت من أرضية تجارية عبر تبادل السلع بعد استقلال الكويت من منطلق حرصها على مد جسور التعاون مع القارة الافريقية.
ولفت الى ان الكويت اقامت علاقات دبلوماسية مع العديد من الدول الافريقية حيث كان عملها الدبلوماسي يسير بالتوازي مع حرصها على تنمية هذه القارة عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي لعب دورا بارزا في تقديم المنح والمساعدات والقروض للعديد من المشاريع التنموية والاقتصادية الرائدة في افريقيا.
وأعرب السفير الجارالله عن التقدير لما تقوم به الدول المشاركة في المحافظة على عقد لقاءات سنوية على مستوى كبار المسؤولين لبحث السبل الكفيلة التي من شأنها تحقيق مستويات عالية من التعاون الاقتصادي والتنسيق ما يؤكد على حيوية هذه اللقاءات وأهميتها وانعكاساتها الايجابية على ارض الواقع.
واكد “ان استثمار امكانيات دولنا على الوجه الأمثل والتعاون لخلق تكامل اقتصادي سيمكننا من اقامة اقتصاديات قوية راسخة قادرة على مواجهة التحديات وتجاوز العقبات مما سيحقق نقلة نوعية برفع المستوى المعيشي لأبناء أمتينا”.
يذكر ان الكويت تسلمت رئاسة الاجتماع الذي يستمر يومين في بدايته من ليبيا التي كانت ترأس القمة الماضية التي عقدت في مدينة سرت عام 2010 بمشاركة الغابون بالرئاسة.
قم بكتابة اول تعليق