أجبرت ظروف الحياة مطلقة سعودية وأماً لثلاثة أطفال على أن تتجرع آلام وغصص الحياة على مدى 12 سنة، حتى استفادت من حملة التصحيح التي نفذتها الجهات المعنية لمتابعة أوضاع المخالفين لنظام الإقامة والعمل، وعملت عاملة نظافة بإحدى المدارس، لكي تعول أطفالها، إلا أنه حتى هذه الوظيفة التي تتكسب منها ما يكفي أطفالها لقيمات معدودة أصبحت تخاف من ضياعها بسبب عودة العمالة للمدرسة.
وتروي “ل. ف. س” التفاصيل قائلة: “أنا مواطنة سعودية أجبرتني ظروف الحياة بعد طلاقي منذ 12 سنة على إعالة ثلاثة أطفال من زوجي الأول، وكنت أنا الأم والأب في وقتٍ واحد، وعملت في مجالات كثيرة مثل الصوالين والمقاصف المدرسية في سبيل أن أعيش عيشة كريمة أنا وأبنائي”.
وأضافت: “تزوجت للمرة الثانية، وكانت ثمرة هذا الزواج طفلين آخرين، وزوجي الثاني لا يريد أبنائي من زوجي الأول، ورضيت أن أعمل في مدرسة قريبة من سكني بعد تصحيح أوضاع العمالة الأجنبية، حيث خلت بعض المدارس من عاملات النظافة، وسنحت لي الفرصة لكي أرى النور من جديد؛ إذ عملت في تغسيل وتنظيف دورات المياه بمبلغ أقل من ألف ريال، ولم أقصر أو أتغيب يوماً واحداً عن عملي بالمدرسة”.
وتابعت: “إلا أن حلمي سرعان ما تبدد، وبدأت أشعر بالضيق بعد أن عادت العمالة للمدرسة، وأحسست بأن المدرسة قد تتخلى عني، ولم تعد بحاجة إلى خدماتي، وما زلت كل يوم أقوم بتنظيف وغسيل دورات المياه بعد كل طالبة، كما أنني أقوم بكل ما يُطلب مني في هذه المدرسة، إلا أنني أشعر بأنه من الممكن أن يتم التخلي عني في أي لحظة، فأعود إلى حياتي السابقة”. وأضافت: “إنني أناشد أصحاب القلوب الرحيمة مساعدتي في الحصول على وظيفة تستر حالتي، وترحم دمعة أطفالي، بدلاً من خوفي صباحاً ومساءً أن أحضر إلى المدرسة وأجد الإدارة قد تخلت عني، ولم تعد بحاجة إليّ”.
قم بكتابة اول تعليق