بأقل قدر من الخسائر البشرية والمادية، نجحت الكويت في تجاوز عاصفة الأمطار الغزيرة التي ضربت البلاد قبل أيام, واستطاعت خطة الطوارئ الحكومية احتواء تلك العاصفة.
ورغم كثافة الأمطار التي تجاوزت 94 ملم خلال يومين فقط في بعض المناطق, أظهرت البنية التحتية في البلاد أنها الأفضل خليجياً في التعامل مع دفق الأمطار الذي بلغ ذروته الاثنين الماضي، إذ بلغت نسبة الأمطار 40 ملم خلال 45 دقيقة فقط, وهي نسبة تجاوزت معدل أمطار الأسبوع الفائت في الدول الخليجية.
وبحسب وزير الأشغال عبدالعزيز الإبراهيم وخبراء الأرصاد، فإن أمطار الأيام القليلة الماضية تعد الأعلى منذ 30 عاماً, ورغم ذلك تم تصريف 95 في المئة من المياه المتراكمة في وقت قياسي لم يتجاوز ساعات، كما جرت إعادة التيار لـ70 في المئة من شبكة الوفرة، و85 في المئة من شبكة العبدلي، و80 في المئة من شبكة الخيران والنويصيب خلال فترة وجيزة من انقطاعها, بالإضافة إلى التعامل الفوري مع آلاف البلاغات الواردة لفرق الداخلية والطوارئ الطبية والإطفاء ما جنب البلاد حصول أي كوارث.
وبالمقارنة مع الدول الخليجية الأخرى، في نسبة الأمطار وحجم الأضرار، يبدو واضحاً أن الكويت حققت إنجازاً على مستوى كفاءة التعامل مع العاصفة، حيث اقتصر متوسط هطول المطر في السعودية على 25.6 ملم، وفي الإمارات على 22.2 ملم، وسلطنة عمان 36.7 ملم، وقطر 20.95 ملم والبحرين 13.5 ملم، ومع ذلك تجاوزت خسائر تلك الدول أضعاف ما أصاب الكويت، لاسيما في السعودية التي غرق فيها 310 مركبات، مع حوادث انهيارات في مطار الإحساء.
وبينما ألغى معرض دبي للطيران آخر أيام فعالياته السنوية، كانت الكويت تستضيف حدثاً عالمياً يتمثل في القمة العربية- الإفريقية الثالثة التي سارت بنجاح رغم الأمطار.
وفي السياق، أشار الفلكي د. صالح العجيري، إلى أن الكويت استطاعت أن تستوعب موجة الأمطار، مشيداً “بدور وزارة الأشغال في تصريف المياه عبر المجاري وخطة الطوارئ التي آتت ثمارها”.
وأضاف العجيري: “إننا أفضل حالاً من غيرنا، خصوصاً أننا نرى فيضانات وسيولاً جراء أمطار مماثلة في الدول التي تفوقنا في البنى التحتية”.
قم بكتابة اول تعليق