عبداللطيف الدعيج: الناخب الكويتي… والكوبة

اعتقد انني ادين للمواطنات الكويتيات بالاعتذار عن مقال الاربعاء الماضي. ليس لانهن لسن جديرات بــ «الدعاوي الجايدة» التي خصصتهن بها، فهن كما بينت في نهاية المقال يستحققنها بجدارة. ولكن لان الرجل او المواطن الكويتي بدا بريئا في ذلك المقال، في الوقت الذي تحملت المواطنات وحدهن المسؤولية عن الانحدار الحالي الذي نعيش، والناتج عن سوء خيارات الناخب الكويتي بشكل عام. ان الناخب الرجل الكويتي هو الذي مارس الانتخاب في البداية، وهو الذي ارسى قواعد واتجاهات الانتخاب في الكويت. المواطنات او «الحريم» اللاتي حملتهن مقالة الاربعاء الماضي وحدهن مسؤولية المآسي التي نعيش اقتفوا اثر الاب او الاخ او الزوج في الانتخاب. ومارسن العملية الانتخابية وفق التقاليد والاعراف الكويتية التي ارساها قبلهن المواطن الذكر الكويتي. هذا بالاضافة الى ان «التشهير» بهن تم بسبب تفريطهن في حقوقهن الخاصة التي تجاهلتها مجالس الامة بسبب سوء اختيار النساء لمن يمثل قضاياهن، بينما الرجل مع الاسف هو من فرط في البداية في الحقوق العامة.

صحيح ان السلطة دأبت منذ بداية العملية الانتخابية، على تخريب هذه العملية وعلى استغلالها لتثبيت تفوقها واستمرار احتكارها لادوات الحكم. ولا داعي هنا لاعادة تكرار الحوادث وسرد التفاصيل التاريخية للعبث الذي مارسته السلطة في العملية الانتخابية، فكل هذا ثابت ومحفوظ وممل تكراره كما اعتقد. وصحيح ايضا ان المجاميع المتخلفة، بكل اتجاهاتها، قد استغلت الموروث الديني والقبلي للتحكم في خيارات الناخب. وفي تشكيل وعيه بما يتفق مع طروحاتها ونظراتها الخاصة في المحافظة وفي معاداة التجديد والتطوير. صحيح ايضا ان السلطة مع المجاميع المحافظة قد استخدمت كل المغريات لشراء ود الناخب وتغيير رؤاه السياسية. في الوقت ذاته الذي زرعت العراقيل امام تحقيق مصالحه، مالم يعلن خضوعه وارتباطه السياسي بنوابها وممثليها في الانتخابات. كل هذا صحيح.. لكن يبقى ان المواطن الكويتي كان يمتلك الخيار السياسي وكان يمتلك الارادة الحرة. لكن المؤسف ان التحديات والمغريات والتلاعب كان اكبر من وعي الناخب وارادته التي ضاعت وتم استلابها من قبل السلطة والمجاميع الاخرى المعادية للديموقراطية.

القصد.. ان مشكلتنا عامة، وان نساء الكويت لسن وحدهن من يقع عليهن اللوم كما بدا من مقال الاربعاء.. لكن الرجل او المواطن الكويتي يتحمل الذنب الاكبر والاساسي، لانه هو من ارسى قواعد واصول الانتخابات الحالية.. ولهذا نردد اذا جاء ذكر الناخب الكويتي رجلا قبل المرأة… و«الكوبة».

 

***

كتبت هذا المقال قبل قراءة اعتراض او رد الزميلة اقبال الاحمد. اعتقد انه يوضح ان الحق معها تماما، عدا ما اشرت اليه من ان الناخبة الكويتية تستحق لوما اكثر من الرجل لانها فرطت في حقوقها الخاصة، بينما ذكور الكويت لم يتركوا بابا لم يطرقوه من اجل الاستحواذ على ما يستحقون وما لا يستحقون.

 

 

عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.