“واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون” (آل عمران 103).
أتعجب من بعض الطائفيين المتطرفين ممن يتجاهلون طواعية القيم الاسلامية الصحيحة حول الأخوة والتعاضد الاسلامي ويستبدلونها بخطابات الكراهية. فالنفس الطائفي يهدد بتدمير الامة الاسلامية من الداخل حتى تصبح لقمة سائغة في أفواه أعدائها المشتركين. فأعداء الأمة يسعدون وقت ما تشتعل الفتنة الطائفية في أي بلد مسلم وذلك لعلمهم أن ذلك سيضعف المسلمين عامة. و نتساءل: كيف يسمح البعض لأنفسهم وخصوصا من يصفون أنفسهم بمسلمين ومؤمنين أن يتناسوا ويتجاهلوا القيم الاسلامية العامة التي تدعو لتآخي وتعاضد المسلمين في وجه أعدائهم بالرغم من اختلافاتهم المذهبية والثقافية? فهل يعتقد بعض المتطرفين الطائفيين أنهم أكثر وعياً من جميع أبناء أمة الاسلام حول مصيرهم المشترك? وهل يعتقد أهل الفتن والقلاقل أنهم يخدمون الاسلام عن طريق إشعال الفتن والاقتتال الداخلي بين أبناء أمة الاسلام?
إضافة إلى ذلك, هل يعتقد بعض المتطرفين الطائفيين أنهم سيدخلون الجنة أو سَيَدلُّون أتباعهم إليها عن طريق دعوتهم للتفرقة بين المسلمين? فمن يملك الحق في تخطئة المسلم الآخر? ومن يملك الحق في الفصل بين المسلمين حول ما يختلفون حوله سوى الله عز وجل? وكيف يأخذ أحد المتطرفين على نفسه مهمة تكفير وعزل أخيه المسلم فقط لأنه يتبع مذهباً إسلامياً مختلفاً عن مذهبه الاسلامي? وكيف يختزل بعض الطائفيين المتطرفين الاسلام الحقيقي في مذهب دون سواه, وكيف للطائفيين أن يرددوا أقاويل يخرجونها قسراً من سياقها التاريخي والفقهي الصحيح ويستغلونها لبث الفتنة بين المسلمين?.
أبرئ نفسي شخصياً من كل قول أو عمل أو سلوك أو تصرف طائفي ومتطرف. فلا يحمل المسلم السوي وزر فتن وقلاقل بعض المتطرفين الطائفيين, فهم لا يملكون الحق في إرغام الآخرين على سمعهم وطاعتهم. فالطاعة في أمور الدين هي للمولى عز وجل الذي حرم في كتابه الكريم الدم المسلم. من أنساهم نفسهم الطائفي المتطرف ما تشير إليه وما تعنيه القيم الاسلامية الصحيحة وخصوصا تلك التي تدعو إلى تعاضد وتآلف والمحبة المتبادلة بين المسلمين, تجاهلوا بإرادتهم حرمة إراقة دماء المسلمين وهي المرتكز العقائدي والفقهي لجميع أمة الاسلام. والله المستعان.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق