الشيخ ناصر المحمد يستذكر رحتله الأولى الى لندن

في قصره الأنيق حيث الشجيرات المزروعة بعناية وملامح المعمار الكويتي بارزة في كافة تفاصيل المكان يستقبل رئيس الوزراء الكويتي السابق الشيخ ناصر المحمد ضيوفه كل يوم تقريبا من كافة المشارب: زعماء وشيوخ وصحافيين ودبلوماسيين ورجال اقتصاد والقائمة تطول.

لكن قصره في “الشيوخ” يعتبر واحداً من المحطات المهمة التي لا بد أن يمر بها زائر الكويت إن أكرمه الحظ.

وبابتسامة واضحة المعالم يحادثك الشيخ الذي غادر العمل الحكومي بعد سنوات طويلة، جال فيها نصف العالم طالباً ودبلوماسياً ورجل سياسة عن الذكريات، والمدن والتطور التكنلوجي والحضاري الذي يجتاح العالم عن ذكرياته وعلاقته بالمدن وذلك خلال لقاء غير مبرمج قُدِّر له أن يكون بعيداً عن الملفات السياسية التي تشتهر بها الكويت عادة.

وتولى الشيخ المولود في 22 ديسمبر 1940 رئاسة مجلس الوزراء الكويتي من 7 فبراير 2006 إلى 30 نوفمبر 2011.

وهو الابن الثاني لأول وزير دفاع في الكويت الشيخ محمد الأحمد الجابر الصباح.

وقد تلقى تعليمه بالمرحلة الابتدائية، والمرحلة المتوسطة في مدارس الكويت، بينما أكمل دراسته بعد ذلك خارج الكويت.

ومن خارج الكويت بدأ الحديث، أي من المدن وعنها، ولندن تحديداً، التي كانت وجهته الدراسية الأولى.

يقول الشيخ ناصر:” كانت لندن الدولة الأولى التي أذهب إليها خارج الكويت.

كان ذلك في عام 1954 عن طريق البصرة، لأنه لم يكن هنالك طائرات مباشرة بين الكويت ولندن.

استغرقت الرحلة يوم ونصف تنقلت فيها بين عدة مطارات قبل أن أصل لندن”.

ويستطرد بابتسامة رجل يرى ذاكرته أمام عينيه: “كنت أنا والطلبة الكويتيين لا نعود إلى بلادنا إلا مرة واحدة فقط في السنة.

نعود في الشتاء، ففي ذلك الوقت كانت حركة الطيران صعبة، والرحلات ليست متوفرة مثل هذه الأيام، وكذلك الأموال كانت شحيحة في ذلك الوقت بالنسبة لنا كطلبة شبّان”.

وتلقى الشيخ، الذي يوصف بأنه الرجل رقم الثلاثة في البلاد، تعليمه في المملكة المتحدة، ثم سويسرا التي حصل على شهادة البكالوريوس منها، وتحديدا من جامعة جنيف، قسم العلوم السياسية والاقتصاد.

وبدأ حياته العملية في عام 1964 عندما عين سكرتير ثالث في وزارة الخارجية الكويتية التي كانت المحطة الأولى قبل أن يتنقل في عدة مناصب مهمة.

بالعودة إلى ذكريات لندن، يقول لي، في مقابلة أجريت في قصره ذات نهار شات: “لندن في الخمسينات كانت جميلة جداً… كانت مدينة إنجليزية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.

ما يميّزها أيضاً هو أنها مدينة عريقة تهتم كثيرا بالتاريخ والمكان وذاكرته.

كان هنالك مطعم أعرفه منذ الخمسينات في شارع “ريجنت ستريت” ولا يزال إلى الآن موجودا هناك”.

وبالحديث عن العالم يتحدث الشيخ ناصر المحمد، الذي كان أصغر عميد للسلك الدبلوماسي خلال فترة عمله في إيران عن شكل المستقبل المتوقع في ظل الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم وكيف سيغيّر ذلك من شكل علاقة الإنسان مع محيطه.

يقول المحمد في حديث بصوته الهادئ الوقور: “العالم يتغيّر بسرعة شديدة ولا يمكن وقف التدفق التكنلوجي أو التطور العلمي، لأن العلم لا يتوقف.

صدقني خلال سنوات قليلة سيستطيع الإنسان أن يصل إلى أي وجهة في العالم خلال عشرين دقيقة.

العالم يتطور بسرعة، والتكنلوجيا جزء من هذا العالم الذي يتطور”.

ويضيف الشيخ الذي يتحدث أربع لغات:” التكنلوجيا جزء من حياتنا، بل جزء مهم وأصيل منها، رغم كثرة قصص التجسس مؤخراً… تخيّل أن هاتفك يمكن أن يفتحه أي شخص من خارج البلاد… المد التكنلوجي قوي لا نستطيع مواجهته”.
المصدر”إيلاف”

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.