اكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حرص دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على مواصلة المسيرة المباركة للمجلس تنفيذا للتوجيهات السديدة لاصحاب الجلالة والسمو قادة دوله بتحقيق المزيد من الانجازات في اطار مسيرة العمل المشترك.
وقال الشيخ صباح الخالد في كلمته في اجتماع الدورة 129 للمجلس الوزاري التحضيرية للدورة 34 لمقام المجلس الاعلى ان تنفيذ توجيهات قادة دولنا يأتي تلبية تطلعات وامال ابناء دول المجلس وتوثيقا لروح العمل الخليجي المشترك والمسؤولية التاريخية التي نحمل امانتها من اجل مواكبة التحديات المعاصرة والمستقبلية لنتمكن من مواصلة عملية البناء وتحقيق التنمية المستدامة.
واضاف اننا نتطلع من خلال هذا اللقاء الى تحقيق المزيد من التنسيق السياسي والتكامل الاقتصادي في كل المجلات التي من شانها ان تسهم في تحقيق وحدة وترابط دولنا واتخاذ الاجراءات الواقعية الكفيلة بتعزيز امن واستقرار دولنا ويحفظ مكتسباتنا الحضارية ويعزز من ارثنا الثقافي بما يصون المسيرة الخيرة لمجلس التعاون.
وذكر ان دول المجلس تجاوزت العديد من التحديات والتهديدات الخطرة وحملت على عاتقها مسؤوليات كبيرة مبينا ان ما شهدته بعض الدول العربية من متغيرات سياسية وامنية واقتصادية استدعت العمل المضاعف وفق رؤى واضحة وعمل دؤوب لتحصين دولنا وحمايتها وتنشيط اقتصادياتنا ودعم اشقائنا في الدول العربية بما يحفظ امنها واستقرارها.
واوضح انه ما زال امامنا جهد في مد جسور التعاون والتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة في مواجهة ما هو مقبل من مخاطر وتداعيات محتملة وان نتعامل معها بروح تدرك الواقع والمصير الواحد المشترك لتحقيق اهدافنا السامية ومصالحنا العليا مشيرا الى نجاح استضافة الكويت لمؤتمر القمة العربية الافريقية الثالثة الذي اختتمت اعمالة في 20 من الشهر الجاري والنتائج المهمة التي تمخضت عنه هو انجاز مستحق لنا جميعا.
واعرب عن المه لما يجري على الارض السورية من سفك للدماء وتواصل للقتل ومزاولة مستمرة للتدمير والتهجير حتى بلغ الامر استخدام الاسلحة المحرمة دوليا ضد المواطنين العزل من نساء واطفال وشيوخ بصورة يندى لها جبين الانسانية مؤكدا ان دول مجلس التعاون الخليجي تجدد بشدة ادانتها لهذه الجرائم البشعة وما ترتب عليها من قتل لعشرات الالاف من المواطنين الابرياء وتهجير ونزوح الملايين .
وقال ان هذا الامر يضع العالم باسره امام تحد كبير يستلزم التدخل السريع والفعال من قبل الامم المتحدة والمجتمع الدولي وفقا لميثاق المنظمة وقواعد القانون الدولي ومن خلال مجلس الامن لاتخاذ الاجراءات الضرورية الكفيلة والرادعة لحماية المواطنين العزل والحفاظ على حياتهم اضافة الى تقديم مرتكبي هذه الجرائم الى محكمة الجنايات الدولية وتامين ايصال المساعدات الانسانية للشعب السوري في الاماكن المحاصرة وفي عموم الاراضي السورية وخارجها.
واوضح اننا في دولة الكويت نعمل مع الدول الشقيقة والصديقة لاستكمال ما بدأناه من عمل انساني عاجل لعقد المؤتمر الثاني للمانحين للشعب السوري مطلع العام القادم بهدف رفع المعاناة الكبيرة عنهم لافتا الى ضرورة توفير المستلزمات الغذائية والدوائية العاجلة .
واعرب عن امله في ان ينجح المؤتمر في حشد الجهود الدولية نحو توفير الدعم الكافي لمواجهة ماساة الشعب السوري الشقيق معربا عن تطلعه الى سرعة عقد مؤتمر جنيف الثاني الهادف الى وضع تسويه سياسية لهذه الازمة الطاحنة اضافة الى ضمان ايقاف مسلسل القتل وتضع حلول سلمية تحقق للشعب السوري تطلعاته بالاستقرار والامن والعيش الكريم.
وقال الشيخ صباح الخالد ان دول مجلس التعاون وانطلاقا من علاقتها المميزة مع مصر وايمانها بالمصير المشترك تثمن عاليا لمصر مواقفها الايجابية المساندة وعلى مر العقود تجاه قضايا دول المجلس ودعمها لامن واستقرار دوله موضحا ان دول مجلس التعاون تؤكد مجددا وقوفها مع مصر ومساعدتها حتى تتخطى هذه المرحلة بسلام ووئام.
وذكر ان دول المجلس تؤكد على موقفها الثابت وايمانها المطلق بوعي الشعب المصري الشقيق وقدرته على تجاوز مصاعبه الراهنة عبر حرصه على كل ما يحفظ امن واستقرار مصر ومقدراتها والتفاهم على بناء مسار اجتماعي واقتصادي متكامل ويحقق استيراتيجية طموحة وعادلة ضمن خارطة الطريق التي اعلنتها القيادة المصرية تتناسب مع مكانة الشعب المصري وتعجل من استعاة مصر لموقعها التاريخي والريادي .
واضاف ان دول مجلس التعاون تضع ضمن اولويات سياستها الخارجية كل ما يتعلق بقضية الشعب الفلسطيني باعتبارها القضية المركزية الاولى للامة العربية مؤكدا على الموقف الثابت من عدالة مطالب الشعب الفلسطيني الشقيق وحقه الكامل بان يهنا بالعيش الامن والكريم وبالحرية والعدالة وباستعادة ارضه المحتلة وانهاء كافة مظاهر الاستيطان والقمع الذي تمارسه سلطة الاحتلال الاسرائيلية.
وشدد على ان حل القضية الفلسطينية لن يتحقق الا من خلال ايجاد حل شامل لهذه القضية قابل للتنفيذ ومن خلال فترة زمنية محددة كي ينعم الجميع بسلام شامل وعادل معربا عن ارتياح دول المجلس لجهود الرئيس الامريكي باراك اوباما ووزير خارجيته جون كيري وعزمهما المضي قدما بمسيرة السلام.
وقال الشيخ صباح الخالد ان السلام العادل يجب ان يقوم على اساس حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وعلى حدود الرابع من يونيو 1967.
وذكر انه “تم المتابعة باهتمام نتائج اتفاق جنيف المبرم بين مجموعة ال 5 + 1 والجمهورية الاسلامية الايرانية فيما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني حيث عبرنا عن ارتياحنا لهذا الاتفاق” معربا عن امله ان يشكل مقدمة تهيئ للتوصل الى حل شامل لهذا الملف .
واكد اهمية التزام ايران بالتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفقا لمبادئ القانون الدولي وتطبيق المعايير لخاصة بالسلامة في منشاتها النووية والانضمام الفوري الى اتفاقية السلامة النووية.
واعرب عن تطلع دول مجلس التعاون الى ان تشكل نتائج الانتخابات الايرانية الاخيرة بدء مرحلة جديدة في العلاقات بين دول مجلس التعاون والجمهورية الاسلامية الايرانية قائمة على احترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل النزاعات بالطرق السلمية وعدم استخام لقوة او التهديد بها.
وقال ان الجمهورية اليمنية الشقيقة تحظى بدعم ومساندة دول مجلس التعاون من اجل تحقيق الامن والاستقرار في ربوعها مضيفا اننا نتابع باهتمام كبير الجهود التي تقوم بها الحكومة اليمنية في اطار تنفيذ المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية.
واضاف اننا نتابع النتائج التي تمخض عنها الحوار الوطني الشامل وندعو المجتمع الدولي الى تقديم كافة وسائل الدعم الكفيلة بانجاحها وتحقيق طموحات وتطلعات الشعب اليمني الشقيق بالامن والازدهار والاستقرار.
وعبر الشيخ صباح الخالد عن مشاعر الشكر والتقدير على العمل الدؤوب والمتواصل الذي شهدناه خلال الدورة الماضية والذي اثرى بلا شك مسيرة مجلس التعاون فيما خص بالشكر وزير خارجية مملكة البحرين الشقيقية الشيخ خالد بن احمد ال خليفة على ما بذله من جهود كبيرة ومقدرة خلال فترة رئاسته لاعمال مجلسكم الموقر.
وتقدم بالشكر الى الامين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف بن راشد الزياني والامناء العامين المساعدين وكافة الاخوة العاملين في امانة مجلس التعاون على ما بذلوه من مهام مميزة مع الجهات والمؤسسات المختلفة في دولنا للتحضير لهذا الاجتماع.
واعرب عن الشكر الى مقام خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود وللشعب السعودي بخالص العزاء وصادق المواساة بوفاة المغفور له الاخ الدكتور محمد بن احمد الرشيد رئيس الدورة الماضية للهيئة الاستشارية للمجلس الاعلى وعضو الهيئة مستذكرين مناقبه الشخصية الكريمة وسيرته العطرة سائلين المولى عز وجل ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه .
قم بكتابة اول تعليق