دافع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هنا اليوم عن قراره بفرض اجراءات مشددة لمنع المهاجرين الاوروبيين الجدد من الحصول على الاعانات الاجتماعية في بريطانيا.
وقال كاميرون في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ردا على انتقادات المفوض الاوروبي لسياسته ان “الحكومة البريطانية تشاطر انشغالات الراي العام المحلي بعد رفع الحواجز الاوروبية عن مواطني بلغاريا ورومانيا في يناير المقبل”.
واوضح ان سياسته تعتمد على مبادئ العدل وتوزيع الاعانات على من يستحقونها وعلى من دفعوا الضرائب مضيفا انه يريد ان يبعث برسالة مفادها ان “بريطانيا ليست ملجأ امنا وسهلا للاستفادة من الاعانات الحكومية”.
وانتقد كاميرون بشكل صريح مبدأ “التنقل الحر” الذي يشكل احد اعمدة الاتفاقية الاوروبية معربا عن اعتقاده بأن هذا المبدأ لا يجب ان يكون مطلقا.
واضاف انه “من حق اي مواطن اوروبي أن يبحث عن منصب عمل في اية دولة اوروبية” مشيرا الى ان هذا الحق لا يجب ان يتحول الى وسيلة للتنقل الحر من اجل طلب اعانات الدولة.
وشدد كاميرون على ان الاجراءات الجديدة ستشمل مواطني جميع دول الاتحاد الاوروبي الذين يرغبون في التنقل بين الدول بهدف الاستفادة من الاعانات المالية.
وتعهد بأنه في حال فوزه بالانتخابات المقبلة المقررة في مايو 2015 بأغلبية محافظة فإنه سيطلب من الاتحاد الاوروبي اعادة التفاوض بشأن بعض بنود اتفاقية الهجرة وتنقل الاشخاص.
وكان كاميرون قد كشف في مقال نشرته صحيفة (فاينانشل تايمز) في عددها الصادر اليوم عن حملة من الاجراءات التي سيتم اعتمادها قريبا بهدف الحد من الظاهرة التي اصبحت تعرف ب (الاعانات السياحية) للمهاجرين الاوروبيين.
ومن بين تلك الاجراءات سيتم تقليص قيمة الاعانات المخصصة للسكن وللباحثين عن العمل اضافة الى ترحيل المشردين ومن لا يملكون سكنا الى بلدانهم الاصلية.
كما سيمنع على المهاجرين الجدد طلب اعانة السكن والبطالة خلال الاشهر الثلاثة الاولى من دخولهم الى بريطانيا ووقف تلك الاعانة بعد ستة اشهر الا لمن يملك ضمانات بامكانية الحصول على وظيفة خلال فترة قصيرة.
وكان المفوض الأوروبي للعمل والشؤون الاجتماعية لاسلو اندور وصف الاجراءات البريطانية الجديدة بأنها “ردة فعل مؤسفة” محذرا من ان قوانين ومعاهدات الاتحاد الاوروبي تتنطبق على جميع دول الاتحاد ال28.
واكد في تصريح ل(بي.بي.سي) ان الحكومة البريطانية لم تطلع الرأي العام المحلي عن كافة الحقائق المتعلقة بمشكلة طلب الاعانات مشيرا الى ان “الاتحاد الاوروبي لديه اجراءات معمول بها للحد من هذه الظاهرة”.
وتخشى الحكومة البريطانية من تدفق اعداد كبيرة من مهاجري بلغاريا ورومانيا على البلاد بعد رفع الحواجز الاوروبية عنهما بداية من يناير المقبل الامر الذي سيمنح مواطني الدولتين البحث عن فرص عمل والعيش في بريطانيا.
وتحاول حكومة ديفيد كاميرون منع تكرار سيناريو مايو 2004 عندما تدفق مئات الالاف من المهاجرين البولنديين وبعض دول اوروبا الشرقية على بريطانيا وتسبب ذلك في زيادة الضغط على مناصب العمل والمستشفيات والمدارس خصوصا في المناطق القريبة من العاصمة لندن.
قم بكتابة اول تعليق