انتقد البابا فرنسيس بشدة الخميس “الفكر الواحد” العلماني الرافض للتنوع الديني، مدافعا عن حق المؤمنين بالتعبير عن معتقدهم في الاماكن العامة ضمن “احترام معتقدات الاخرين”.
وفي خطاب امام المشاركين في الاجتماع الموسع للمجلس البابوي للحوار بين الاديان، قال البابا الارجنتيني مرتين “لا”، لا “لاخوة مصطنعة” في الحوار بين الاديان حيث يقوم كل مسؤول ديني لضمان تفاهم مصطنع ب”التظاهر بالتخلي عن اغلى شيء لديه”.
ولا لتفاهم شكلي فقط مع المجتمعات العلمانية كما اضاف باسم احترام عقيدة “فكر واحد محايد نظريا”.
وفي لفتة خارج خطابه، قال “شهدنا في التاريخ مآسي الفكر الواحد”.
وانتقد البابا “خوفا نراه يتزايد في اكثر المجتمعات علمانية: الخوف ازاء البعد الديني”.
واضاف انه “يتم النظر الى الدين على انه دون فائدة وحتى خطر. ويزعم احيانا ان على المسيحيين ان يتخلوا عن معتقداتهم الدينية والاخلاقية في ممارسة مهنتهم. الفكرة الرائجة هي انه يمكن فقط من خلال اخفاء الانتماء الديني تأمين التعايش عبر الالتقاء في نوع من الفضاء المحايد”.
ويدافع الحبر الاعظم بذلك على ما يبدو بشكل غير مباشر عن حق رفض القيام بمهام لا سيما في ما يتعلق بالطاقم الطبي ورؤساء البلديات والمدرسين عندما يواجهون وقائع لا تؤيدها الكنيسة مثل الاجهاض والموت الرحيم او الزواج بين مثليي الجنس.
وتساءل “كيف سيكون ممكنا انشاء علاقات حقيقية وبناء مجتمع يكون متحدا حقيقيا عبر فرض التخلي عما يعتبره اي طرف جزءا من صميم كيانه؟”.
واعتبر البابا فرنسيس ان “المستقبل يقوم على التنوع وليس على التجانس حول فكر واحد محايد نظريا”، داعيا الكاثوليك الى التحلي “بالشجاعة” لتقديم انفسهم “كما هم في الحقيقة” وذلك “طبعا في اطار احترام معتقد الاخرين”.
وقام البابا بالتحليل نفسه بالنسبة للحوار الصعب في الغالب مع الديانات الاخرى مثل الاسلام، مستعيدا افكار البابا بنديكتوس السادس عشر حول حوار في اطار الحقيقة. وقال “الحوار لا يعني التخلي عن الهوية (…) ولا يعني ايضا التسليم بتسويات بشأن الايمان والاخلاق المسيحية”.
وشدد على “ان الحوار بين الاديان والتبشير بالانجيل لا يتنافيان بل يغذي احدهما الاخر”.
قم بكتابة اول تعليق