صلاح الساير: “ملوخية يا خبيبي”

اللهجة لغة الناس الدارجة والمحكية ويعرّفها بعض الباحثين بأنها «مجموعة من الصفات اللغوية التي تنتمي إلى بيئة خاصة ويشترك في هذه الصفات جميع أفراد هذه البيئة» واللهجات معروفة عند العرب القدماء وحملت اسم اللغة فيقولون لغة طي ولغة قريش ويقصدون لهجات تلك القبائل والمجتمعات العربية.

وقد تختلف اللهجات في الدولة الواحدة، ففي جنوب العراق، على سبيل المثال، تقترب لهجة البصرة من الكويت، اما جهة الغرب فيتحدث الناس بلهجة قريبة من لهجة شرق سورية.
قد يعيش المرء في مجتمع غير الذي نشأ فيه وتعود النطق بلغته أو لهجته فيضطر لمجاراة الواقع المتغير واستعارة لسان المكان الجديد، كمثل من يعيش في بريطانيا حيث يتوجب عليه الرطانة باللغة الإنجليزية ويكتبونها في الشام «الإنكليزية» أما في الكويت فوحدنا الذين نتحدث لغة الوافدين، فنخاطب المصريين باللهجة المصرية واللبنانيين بلهجتهم، وبدلا من تعويد الآسيويين من «الهنود السمر» على الكلام بلغتنا المحكية نخاطبهم بعربية مكسرة مثلما ينطقونها.

تذكر د.ليلى السبعان في كتابها «تطور اللهجة الكويتية» ان اللهجة قد تستعمل كلمة لفترة ما ثم تتركها وتزول من الاستعمال، ولعل أغرب مثال على زوال الكلمة الأصلية وجبة الملوخية التي يقال (والمصدر وكالة يقولون) ان أصلها «ملوكية» نسبة للملوك لعلو منزلتها بين الوجبات، ويبدو أن طباخا من أصل يوناني (خواجة) والخواجات ينطقون عددا من الحروف العربية بصوت «خاء» فخسف بمكانة الوجبة وأنزلها من رتبة ملوكية إلى ملوخية.

www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.