المجموعة العربية في فيينا: تجاهل إزاء الخطر النووي الاسرائيل

عبرت المجموعة العربية اليوم عن اسفها لتجاهل دول في الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي كانت تدافع عن مبدأ عالمية (معاهدة عدم الانتشار النووي) للقدرات النووية الاسرائيلية ما يؤكد التعامل بمعايير مزدوجة مع هذه المسألة.

وقال رئيس المجموعة العربية بالوكالة سفير سلطنة عمان لدى النمسا بدر بن محمد الهنائي في كلمة القاها امام اعمال مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يختتم اعماله مساء اليوم ان القلق من الخطر النووي الاسرائيلي تعززه سياسات وممارسات اسرائيل العدوانية المستمرة تجاه الدول العربية . وأضاف ان الدول العربية اكدت مرارا ان التصدي للانتشار النووي في الشرق الاوسط امر لا ينظر اليه كتسييس لاعمال الوكالة بل يعد جهدا دوليا يتطلب التعامل مع الخطر النووي الاسرائيلي الذي يهدد امن دول وشعوب منطقة الشرق الاوسط.

وفي هذا الخصوص ذكر السفير الهنائي أن اسرائيل انفردت من بين دول المنطقة بعدم الانضمام الى معاهدة عدم الانتشار النووي بل وشغلت ممارساتها السلبية في المجال النووي على مدار العقود الماضية الوكالة الدولية للطاقة الذرية واجهزة الامم المتحدة وهذا ما اتضح من القائمة الطويلة للقرارات الصادرة عن هذه المنظمات الدولية.

واعرب عن أسف الدول العربية لتأجيل مؤتمر الأمم المتحدة 2012 الخاص باخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية وباقي اسلحة الدمار الشامل والذي كان مقررا عقده في فنلندا قبل نهاية العام الماضي.

واكد الهنائي ان خطوة تأجيل هذا المؤتمر تمثل خرقا للالتزامات الواردة في الوثيقة الختامية لمؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي عام 2010 التي توافق عليها المجتمع الدولي وتتناقض مع التكليف الذي اصدره اعضاء المعاهدة لتلك الاطراف وهم السكرتير العام للامم المتحدة والاتحاد الروسي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة لعقد المؤتمر.

وعبر عن استياء الدول العربية من عدم التزام الاطراف المنظمة لمؤتمر 2012 بالمرجعيات والاطار الذي تم الاتفاق عليه في 2010 وقيام بعضها بوضع عدد من الشروط والقضايا التي تخرج عن موضوع انشاء المنطقة الخالية من الاسلحة النووية وغيرها من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط.

واكد السفير العماني ان “الذرائع التي ساقتها بعض الاطراف المنظمة لتأجيل المؤتمر غير مقبولة ولا مرجعية لها” معتبرا ان حجة الاوضاع الاقليمية المتوترة ليست مبررا لتأجيل المؤتمر بل حافزا لعقده في موعده حرصا على تحقيق الاستقرار في المنطقة خاصة ان كل دول المنطقة – ما عدا اسرائيل – اكدت مشاركتها في المؤتمر وطالبت بضرورة عقده في عام 2012 ضمن الاطار والمرجعيات المتفق عليها.

ولفت السفير الهنائي الى ان الدول العربية تعاونت بشفافية مع الجهود المتواصلة للميسر (فنلندا) ومع الاطراف المنظمة للمؤتمر وقدمت مقترحات ايجابية وبناءة لدعم انعقاد المؤتمر في موعده وحددت مواقفها بوضوح استنادا الى المرجعيات ولكنها تصر على ان عقد اي مشاورات تمهيدية من دون جدول اعمال محدد يستند الى المرجعيات وهي قرار الشرق الاوسط لعام 1995 والوثيقة الختامية لمؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار لعام 2010 ستكون غير مجدية.

وبين ان الدول العربية “اذ تؤكد حرصها على التمسك بتنفيذ قرار الشرق الاوسط لعام 1995 والوثيقة الختامية لمؤتمر المراجعة لعام 2010 فإنها تعرب عن اسفها لعدم احراز تقدم بشان تنفيذ هذا القرار خلال اجتماعات اللجنة التحضيرية الثانية لمراجعة معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية التي عقدت في الفترة من 22 ابريل الى 3 مايو 2013 في جنيف وتواصل مطالبتها الاطراف المنظمة للمؤتمر بتحمل مسؤوليتها في هذا الشأن”. وفي هذا الاطار اعربت الدول العربية عن تأييدها للمبادرة التي اعلنتها جمهورية مصر العربية امام الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لتفعيل الجهود الهادفة لإخلاء منطقة الشرق الاوسط من كل اسلحة الدمار الشامل باعتبارها مساهمة اضافية لدعم عالمية ومصداقية معاهدة منع الانتشار النووي ونزع السلاح النووي واسلحة الدمار الشامل الاخرى .

وحذرت الدول العربية من ان فشل الجهود الدولية في عقد مؤتمر 2012 المؤجل سيؤثر سلبا على مصداقية معاهدة عدم الانتشار وستكون له تبعات سلبية على عملية مراجعة المعاهدة بل وعلى نظام منع الانتشار.

كما اعربت عن اسفها لان امتناعها عن تقديم مشروع القرار العربي حول ” القدرات النووية الإسرائيلية ” خلال الدورتين 55 و56 للمؤتمر العام للوكالة لم يقابله اي تطور ايجابي يوحي باقتراب موعد تنفيذ قرار الشرق الاوسط لعام 1995 نظرا لاستمرار رفض اسرائيل حتى لفكرة عقد مؤتمر 2012 المؤجل وامعانها في وضع العراقيل امام انعقاده . وابدت المجموعة العربية عن اسفها لكون مداولات الدورة ال 57 للمؤتمر العام للوكالة في سبتمبر الماضي حول بند ” القدرات النووية الاسرائيلية ” وعملية التصويت التي تبعتها اظهرت ازدواجية في المعايير التي تحكم مواقف بعض الدول عند التعامل مع مشاغل الدول الاعضاء حيال وجود منشآت نووية غير خاضعة لنظام الضمانات الشامل للوكالة ما يؤثر سلبا على عملية اخلاء الشرق الاوسط من الاسلحة النووية وباقي اسلحة الدمار الشامل الاخرى وعلى السلم والامن الاقليمي والدولي. واكد السفير العماني ان مداولات دورات المؤتمر العام للوكالة تؤكد استمرار قلق مجموعة كبيرة من الدول الاعضاء من تزايد خطر القدرات النووية الاسرائيلية والتهديد الذي تشكله على الامن والسلم في الشرق الاوسط والعالم .

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.