صالح الشايجي: من يُنْصفُ “النصف”

لست وسط محكمة وتحت قوس العدالة، أرتدي ثوب المحاماة الأسود مقدما نفسي لهيئة المحكمة الموقرة مدافعا عن «سامي النصف».
ولست في الوقت عينه، أستعير لسان شاعر القبيلة لأجعل من «سامي» فارسها المغوار والبطل الذي لا يُشقّ له غبار.

بل أكتب هذه الرقعة مدافعا عن الحق الظاهر، أما الباطل الخفي فله أهله ومحاموه والناهبون منه مالا والناهب منهم ضمائرهم التي ما عاد لها من حاجة لديهم!

أنا لا أدافع عن الزميل الصديق «سامي النصف» وهو تحت سيف الظلم هذه الأيام يجتزئ كل يوم منه شيئا ويرميه بالباطل جهارا ليلا ونهارا، بل أكتب أدافع عن الحق أينما ولج وحيثما بطن، فلست ممن ينزه أصدقاءه ويرشرشهم بندى الفضيلة حتى وإن أمعنوا في الباطل وأكلوه مغمسا بالسحت، فأنا صديق الحق وصديق أهله، و«سامي النصف» من أولئك الأهل.

في خطابه المنشأ إنشاء كلاميا مرسلا، لم يبين السيد وزير المواصلات خطأ ما أقدم عليه «سامي النصف» رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية الكويتية، وألبس ـ ذلك الخطاب ـ الباطل رداء الحق ظانا أن الباطل يكفيه أن يتستر برداء الفضيلة ليكون حقا.

أين الجرم الذي ارتكبه «سامي النصف» فيما جرى وهو الذي أقدم على خطوة جريئة لقطع دابر الفساد ولشل الأيدي المرتشية الوالغة بالحرام، حينما حول الصفقة المشبوهة لتأجير طائرات بمبلغ 157 مليونا ولمدة ثماني سنوات فقط أي بكلفة 20 مليونا للعام الواحد، إلى شراء تلك الطائرات بمبلغ 80 مليونا وهو المبلغ الذي كانت المؤسسة في حال التأجير ستدفعه في أربع سنوات نظير تأجير، بينما بالمبلغ نفسه يستطيع تملك تلك الطائرات تملكا حرا!

لا عاقل ولا مجنون سيرى فيما فعله «سامي النصف» خطأ، إلا الذين في قلوبهم مرض ومن يريدون ثبات الفساد في إداراتنا ومؤسساتنا، ومن يمزق نياطَ قلوبهم، شريف أمين نزيه، يحمل معول الحق ليهدم أصنام الباطل.

ومشكلة «سامي النصف» انه جاء في الزمن الخطأ ليعدّل المعوجّ ويقوّم ميزان العدل، ولكن ماذا أقول وكل أزمنتنا خطأ، ولا أرى في الأفق تباشير زمن يحمل الحق ويعدل مع الشرفاء والمنصفين والوطنيين الذين لا يغمسون خبزهم الحلال بماء الباطل.

ولا أجد للتعبير عن حالنا سوى أن أقلب قولا مأثورا لأقول« دولة الحق ساعة، ودولة الباطل إلى قيام الساعة»!

وتلك دولتنا!

katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.