بدأت اليوم أعمال الدورة الثانية للجنة العليا المشتركة بين دولة الكويت والجمهورية الإسلامية الإيرانية حيث ترأس الجانب الكويتي رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح فيما ترأس وترأس الجانب الإيراني وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف .
تم خلال أعمال الدورة إجراء المباحثات الرسمية المشتركة واستعراض مجمل أوجه التعاون بين كافة القطاعات في البلدين الصديقين . واستهل الشيخ صباح الخالد أعمال الاجتماع بكلمة استعرض فيها مسيرة العلاقات بين البلدين الصديقين مشيدا بانعقاد الدورة الثانية للجنة المشتركة باعتبارها فرصة للتشاور وتبادل وجهات النظر حول أنجع السبل لإغناء مسيرة التعاون الثنائي بين الجانبين والتنسيق بشأن القضايا ذات الإهتمام المشترك هذا نصها بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
معالي الأخ الدكتور محمد جواد ظريف وزير الشؤون الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة الأخوات والإخوة الأفاضل أعضاء الوفد المرافق السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يطيب لي بداية أن أعرب لمعاليكم الكريم عن صادق مشاعر الود والترحيب في بلدكم الثاني الكويت متمنين لكم ولأعضاء الوفد المرافق طيب الإقامة والتوفيق كضيوف أعزاء بين إخوانكم وذلك بمناسبة بدء أعمال الدورة الثانية للجنة الكويتية الإيرانية المشتركة موقنين وببالغ التفاؤل بأن الحرص المشترك للبلدين الصديقين على تفعيل أعمال هذه اللجنة وتحقيق تطلعاتها العليا سينعكس نجاحا على نتائج أعمالها وقراراتها الختامية.
معالي الأخ الكريم محمد جواد ظريف الأخوات والإخوة تنعقد أعمال دورتنا هذه ومنطقتنا تشهد العديد من التطورات والمتغيرات السياسية والأمنية والاقتصادية تستدعي من جميع الأشقاء والأصدقاء التعاطي مع مستجداتها بروح المسؤولية المشتركة صونا لأمنها وترسيخا لاستقرارها وتعزيزا لرفاهية شعوبها.
معالي الأخ الكريم محمد جواد ظريف الحضور الكرام إن تأسيس اللجنة المشتركة بين البلدين وإن كان يشكل استجابة حقيقية لحرص الجانبين على الانطلاق بالعلاقات الوثيقة إلى شراكة إستراتيجية دائمة فهي تشكل أيضا امتدادا وتأطيرا نموذجيا لعلاقة طويلة وممتدة من التعاون السياسي والتبادل التجاري لقرون عديدة تواصلت عبر تجسيدها بعلاقات دبلوماسية راسخة جاوزت اليوم الخمسين عاما مرت خلالها بالعديد من المستويات المتفاوتة في سيرها وعمقها إلا أن في مجملها اتصفت بالثبات والاستقرار والحرص على ترسيخ أسس بنيانها.
وقد مرت هذه العلاقة الوثيقة بين البلدين بالعديد من المحطات الهامة فالصلة الرسمية كانت على الدوام في أعلى سلم أولويات وتطلعات قادتي البلدين مستذكرين هنا وبكل فخر الزيارة التاريخية التي قام بها إلى العاصمة طهران سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه عندما كان رئيسا للوزراء في عام 2003 والزيارة الرسمية التي قام بها رئيس مجلس الوزراء السابق سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح حفظه الله في نوفمبر من عام 2009. كما نستذكر الزيارتين الرسميتين لفخامة الرئيس السابق للجمهورية الإسلامية الإيرانية محمود أحمدي نجاد إلى دولة الكويت في عام 2005 وعام 2012 علاوة على تنوع الزيارات العديدة التي قام بها المسؤولون في البلدين حيث مثلت هذه الزيارات تميزا هاما ونوعيا لهذه المسيرة المباركة وتعبيرا حقيقيا عن مدى عمق وتميز العلاقات الوطيدة بين البلدين الصديقين.
معالي الأخ محمد جواد ظريف الحضور الكرام لقد شرفني سيدي حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بتمثيل سموه في حفل تنصيب فخامة الرئيس حسن روحاني في شهر أغسطس من العام الجاري وكان لي أثناء الزيارة شرف لقاء فخامته حيث نقلت إليه أطيب تمنيات أخيه حضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه بالتوفيق والسداد لقيادة الجمهورية الإسلامية وشعبها العزيز نحو كل ما يحقق آماله وطموحاته بالعزة والرخاء متطلعين في هذا المقام المزيد من توثيق عرى التعاون والتواصل مع دول المنطقة والعالم من أجل صالح ورقي الجميع وفي إطار من حسن النوايا والاحترام المتبادل.
ولا ريب أنكم تشاطروننا الرأي بأن سياسة تبادل المنافع والمصالح هي حجر الأساس في العلاقات الثنائية فما نشهده وللأسف الشديد من واقع اقتصادي واستثماري وتبادل سلعي وتجاري بين الجانبين لا يرقى إلى مستوى الطموحات ولا يعبر مطلقا عن هذه العلاقة التاريخية ولا ينسجم أيضا مع مستوى العلاقات السياسية لذا فنحن مدعوون في هذه اللجنة إلى حث الخطى لتعميق البحث من أجل تجاوز هذا الواقع للانطلاق بمضامين التعاون الاقتصادي ومجالاته نحو الطموحات.
وقد تابعنا وبكل السرور والارتياح الاتفاق الذي أبرمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومجموعة الخمسة زائد واحد فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني آملين أن يرسخ هذا التطور الكبير الثقة بسلمية البرنامج النووي الإيراني وبما يعزز الاستقرار الإقليمي والدولي مؤكدين في هذا الصدد أهمية استمرار التعاون التام بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي من شأنه أن يطمئن دول المنطقة وشعوبها.
معالي الأخ الكريم محمد جواد ظريف الحضور الكرام ختاما أسأل المولى عز وجل كل التوفيق والسداد لأعمال اللجنة المشتركة الكويتية الإيرانية متمنيا للبلدين وشعبيهما العزيزين وافر الأمن والأمان ومزيدا من التقدم والازدهار. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وفي هذا الإطار وقع الجانبان الكويتي والإيراني على محضر اجتماع اللجنة حيث وقعه عن الجانب الكويتي رئيس مجلس الوزراء بالانابة ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وعن الجانب الإيراني وزير الخارجية محمد جواد ظريف .
حضر أعمال اللجنة كل من وكيل وزارة الخارجية خالد سليمان الجارالله ومدير إدارة آسيا السفير محمد أحمد المجرن الرومي وسفير دولة الكويت في طهران مجدي أحمد الظفيري ومدير إدارة مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح ومدير الإدارة القنصلية السفير طلال عبداللطيف الفلاح ومدير إدارة المراسم السفير ضاري عجران العجران ومدير إدارة مكتب الوكيل الوزير مفوض أيهم عبداللطيف العمر ونائب مدير إدارة مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الوزير مفوض صالح سالم اللوغاني .
قم بكتابة اول تعليق