بدأت اليوم فعاليات المؤتمر السابع لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حول منع ومكافحة العدوى لمناقشة افضل السبل لضمان كفاءة وجودة الرعاية الصحية المقدمة للحد من انتقال العدوى.
وقال وكيل وزارة الصحة الدكتور خالد السهلاوي في كلمة له بافتتاح المؤتمر الذي يستمر ثلاثة ايام ان وزارة الصحة حريصة على ترسيخ مفاهيم منع العدوى والسيطرة عليها عن طريق تطبيق السياسات والإجراءات المعتمدة من قبل المنظمات العالمية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية ومركز السيطرة على الأمراض المعدية.
وأضاف ان من أبرز التحديات الصحية هو نشوء أمراض معدية تسببها فيروسات وجراثيم جديدة وآخرها فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الجهاز التنفسي في الشرق الأوسط الأمر الذي يؤكد على أهمية العمل على ايجاد وتوفير وسائل ناجحة للتصدي لهذه الأمراض المعدية ومنع انتقالها وتفادي مضاعفتها.
واكد السهلاوي ايلاء سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء كل الرعاية والاهتمام لجودة الخدمات الصحية في البلاد مشيدا بجهود إدارة منع العدوى في وزارة الصحة والقائمين على المؤتمر.
وأعرب عن امله بان يخرج المؤتمر بتوصيات تثري مجال مكافحة العدوى بما يضمن كفاءة وجودة في الرعاية الصحية المقدمة.
من جهته قال مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي الدكتور توفيق بن خوجة في كلمة مماثلة ان فيروس كورونا يعد مشكلة عالمية ولكنه لم يتحول الى وباء حتى الان مؤكدا سيطرة دول مجلس التعاون الخليجي على هذا الفيروس.
وبين ان اللجنة الخليجية عقدت اجتماعا طارئا لوكلاء وزارة الصحة بدول الخليج مؤخرا في الرياض واتفقوا على وضع خطط احترازية للتعامل مع الفيروس وذلك بحضور خبير منظمة الصحة العالمية.
وذكر انه تم توحيد اجراءات الوقاية والكشف المبكر والتعامل مع حالات الإصابات وتبادل المعلومات بين دول الخليج ووضع بروتوكول خليجي للتعامل مع الفيروس وكذلك اعتبار مراكز الوقاية السعودية مراكز مرجعية لدول مجلس التعاون.
واكد بن خوجة ان مفهوم سلامة المرضى الذي يمثل توجها عالميا لكل النظم الصحية ليس لفظيا بقدر ما هو توجه فعلي وعملي يسعى إليه بشكل حثيث كل القائمين على تقديم الخدمات الصحية لتطبيق كافة المعايير القياسية الحديثة (كما ونوعا) ذات العلاقة بمجمل أساليب ووسائل التعامل مع المرضى بما يضمن سلامتهم كونهم يشكلون المحور الوحيد والأساس لتقديم الخدمات بمختلف تخصاصاتها.
وأضاف ان مشكلة العدوى المكتسبة داخل المؤسسات والمرافق الصحية تعتبر من المشاكل التي تؤرق النظام الصحي العالمي والإقليمي والوطني وهي ظاهرة منتشرة بين دول العالم المتقدم والنامي على حد سواء كونها أحد أسباب الوفيات بين المرضى المنومين والمراجعين للمؤسسات الصحية وتعد أهم أسباب إطالة مدة البقاء داخل المستشفى.
وبين ان العدوى قد تسبب إعاقة للمريض لمدة طويلة وقد تسبب أيضا الوفاة ومن هذا المنطلق فإن برنامج مكافحة العدوى يمثل أحد الأركان الأساسية للبرنامج الخليجي لسلامة المرضى كأحد الإستراتيجيات ذات الأولوية في هذه المرحلة ويأتي هذا الإهتمام نتيجة للعبء الإقتصادي الناجم عنها.
وأوضح بن خوجه ان احدى دراسات منظمة الصحة العالمية أكدت بأن معدل حدوث العدوى المكتسبة في المستشفيات بمنطقة شرق المتوسط بلغت 8ر11 في المئة وفي شرق أسيا 10 في المئة وأوروبا 7ر7 في المئة وقد تم تقدير إصابة مليون و400 ألف شخص حول العالم سنويا بمضاعفات العدوى المكتسبة بالمستشفيات.
وأضاف ان هناك دراسة حديثة للمنظمة بينت أن معدل حدوث العدوى المصاحبة للرعاية الصحية تبلغ من 5 الى 15 بالمئة من المرضى المنومين بالمستشفيات في دول العالم المتقدم حيث بلغت في الدول الأوروبية من 6ر4 الى 3ر9 بالمئة ووصلت في دول العالم الثالث ما بين 8ر14 الى 19 بالمئة مما يوضح مدى الفجوة في إتباع الأسس العلمية لمكافحة العدوى بين العالمين.
وبين أن مجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون أتخذ في هذا الشأن عدة قرارات أهمها التأكيد على مفهوم مكافحة العدوى المكتسبة ليشمل جميع القطاعات الصحية والعلاجية والفنية المساعدة في مختلف المرافق الصحية والعمل بالدليل الخليجي الموحد لمكافحة العدوى وإعداد خطة تدريبية متكاملة تتضمن دورات وزيارات ميدانية لبناء القدرات الخليجية المتخصصة.
وأضاف ان القرارات تتضمن كذلك إنشاء قاعدة بيانات على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي بإستخدام نموذج إلكتروني موحد والتوسع في عدد المقبولين في برنامج الماجستير لمكافحة العدوى من دول مجلس التعاون الخليجي حسب إحتياجات كل دولة والموافقة على الخطة الخليجية التنفيذية لمكافحة العدوى للمرحلة الخمسية الجديدة من 2011 الى 2016 وإعتماد العمل بموجبها.
وأشار بن خوجة الى أن من توصيات اجتماع الرياض في ابريل 2012 تشجيع فكرة عمل منتدى علمي سنوي لمكافحة العدوى والتركيز على قطاعي التعقيم المركزي والتخلص الأمن من النفايات الطبية والإسترشاد بتجربة الكويت في مجال التعقيم المركزي وبالتجربة العمانية للاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية.
من جانبه قال وكيل وزارة الصحة المساعد للشؤون الفنية الدكتور جمال الحربي أن الكويت تستضيف هذا المؤتمر للمرة الأولى مبينا أهميته في مكافحة العدوى داخل المؤسسات الصحية لما يحتويه من أوراق علمية هامة وتجارب منقولة من مختلف دول العالم التي ستقدم ما هو جديد من أبحاث ومعلومات طبية في هذا المجال.
وأكد ان المؤتمر سيخرج بمجموعة من التوصيات سيتم تعميمها على مستوى دول الخليج سعيا لتطبيقها وذلك نظرا لضرورة وجود أسلوب موحد على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي.
من ناحيتها قالت مديرة إدارة منع العدوى ورئيسة المؤتمر الدكتورة هيفاء الموسى أن المؤتمر هو السابع ضمن سلسلة من المؤتمرات التي ترسخ التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي في مجال منع ومكافحة العدوى مؤكدة انه فرصة قيمة لتبادل المعرفة والتعرف على الجهود المحلية والعالمية الحديثة في هذا المجال.
وأكدت حرص إدراة منع العدوى على تطبيق أحدث السياسات والمعايير خاصة تلك المدعمة بالأدلة العلمية والصادرة من قبل المنظمات العالمية وذلك من خلال تنظيم مثل هذه المؤتمرات وورش العمل والتي يتم من خلالها تبادل المعلومات والخبرات في مجالات منع العدوى مبينة انه سيتم خلال المؤتمر وعلى مدى ثلاثة أيام مناقشة أحدث الطرق لمواجهة تحديات العدوى المكتسبة في دور الرعاية الصحية ومدى إمكانية توفير بيئة آمنة في المنشات الصحية وكذلك إستعراض أهم الموضوعات المطروحة على الساحة العالمية والتي تتبناها منظمة الصحة العالمية.
وأشارت الموسى الى ان التحدي العالمي الثالث لسلامة المرضى هو مدى إمكانية تفادي فقدان فعالية المضادات الحيوية والعودة إلي عصر ما قبل إكتشافه حيث يقف الأطباء عاجزين عن إيجاد العلاج الناجح والفعال لشفاء المرضى المصابين بالعدوى متمنية أن يخرج عن المؤتمر نتائج وتوصيات قيمة تقدم المزيد من الوعي للكادر الصحي لتقديم خدمة طبية آمنة والقدرة على المنع أو التقليل من فرص الإصابة بالعدوى المكتسبة داخل المنشات الصحية.(
قم بكتابة اول تعليق