فوتوغرافي مصري يدعو لتصميم علم جديد لبلاده

أطلق المصور الفوتوغرافي المصري حمدي رضا، دعوة لتغيير تصميم وألوان العلم المصري، على صفحته في «فايسبوك»، داعيا الى دولة مدنية جديدة. ولاقت الدعوى استجابة لافتة من عدد من التشكيليين الذين تعاونوا على تقديم تصميمات بديلة للعلم الحالي الذي يعود استخدامه للعام 1984.

ويشير صاحب الدعوة حمدي رضا إلى أنه بعد «ثورة ٢٥ يناير»، أُشيعت أفكار من أكثر من فنان لتغيير شكل العلم ليتناسب مع المرحلة الجديدة، نوقشت في الاجتماع الأول لائتلاف الثقافة المستقلة في «أتيلييه القاهرة» في شباط (فبراير) ٢٠١١، حيث طرح الفنان محمد عبلة تغيير النسر بالهلال والصليب رمزي الوحدة الوطنية. لكن الدعوة لم تلق رواجاً في خضم التحولات العنيفة التي عاشتها الثورة المصرية .

ويوضح رضا الذي يدير محترف «آرت اللوا» الفني في الحي الشعبي «أرض اللواء»، أن فكرة تغيير العلم في حد ذاتها راقت له، على اعتبار أن التحول الذي تشهده مصر في حاجة الى راية جديدة، راية تعبر عنه وتؤكد فكرة التغيير.

ويتكون العلم المصري الحالي من ثلاث مستطيلات متساوية ويبلغ طوله ضعف عرضه، وهي بحسب الترتيب الأحمر في المستطيل العلوي، ويشير إلى التوهج بالإشراق والأمل، والأبيض في المنتصف تعبيراً عن النقاء، والأسود في الجزء السفلي معبراً عن العصور التي تخلّصت منها مصر، وداخل المستطيل الأبيض صورة النسر باللون الذهبي وهو أقوى الطيور. وقد عرفت مصر منذ ثورة العام 1952 أربعة أعلام بتصميمات مختلفة، لكنها شبيهة الألوان والمحتوى.

ويكشف رضا أن الدعوات الفردية لتغيير شكل العلم تكرّرت بوضوح عندما ظهر علم الثورات في ليبيا وسورية، ولكن غالبية تلك الدعوات لم تترجم على أرض الواقع، وكانت ردود الأفعال غالباً ما ترفض الفكرة لارتباط الشعب بشكل العلم الحالي.

وبحسب الداعي إلى تغيير ألوان العلم المصري، فقد كان تغيير ألوان العلم وتصميمه هاجساً شخصياً تفاقم مع أحداث شارع محمد محمود الدموية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011. وازداد هذا الهاجس لأن العلم الحالي يعبر عن «حكم العسكر والدولة الأمنية التي ينبغي التخلص من رموزها».

وطرح حمدي رضا فكرتين حول تغيير العلم على «فايسبوك»، لاقتا سخطاً شديداً ورفضاً حتى من المثقفين والناشطين، باستثناء الناشطة الثقافية بسمة الحسيني مديرة مؤسسة «المورد الثقافي» التي أعجبتها فكرة تغيير العلم واقترحت طباعة ٥٠ نسخة منه وتوزيعها في ميدان التحرير، لتعرف مدى ردة فعل الناس على الفكرة. لكن رود الأفعال على «فايسبوك»، أعطت مؤشراً سلبياً مسبقاً، وبالتالي أتت النتائج مماثلة على أرض الواقع.

ويقول مدير «آرت اللوا» لـ «الحياة»: «اندهشت بردة الفعل التي اختلفت 360 درجة، وبدا أن هناك تجاوباً أكبر مع الفكرة وصل إلى حد اقتراح ألوان وشكل التصميم الجديد من قبل الفنانين رضا عبد الرحمن، حمدي عطية، وشريف عبد البديع». ويضيف: «أثمرت هذه النقاشات عن تصميم رمز جديد مختلف عن الهلال والثلاث نجوم، وساعد الفنان شريف عبد البديع في تأكيد الهوية المصرية واقترح إضافة النجمة الخماسية المرسومة على أسقف المعابد المصرية داخل قرص الشمس… ليصبح العلم المقترح بلونين هما الأخضر في النصف العلوي والأسود في السفلي، وهما اللونان الأساسيان في تجربة استقرار المصريين الأوائل على ضفاف النيل، استلهاماً لحضور أزوريس، و «كمت»، أي الارض السوداء الخصبة والزرع الأخضر، إضافة إلى حمامة سلام بيضاء ترفرف خارجة من ظلمة سواد الليل في اتجاه شمس مصر الحضارة على خلفية الزرع الأخضر».

النحات شريع عبد البديع يؤكد أنه تفاعل مع الفكرة من منطلق الإيمان بأهمية التأكيد على فكرة التحول السياسي الذي تعيشه مصر، وهي تبدأ تجربتها في صياغة دستور جديد بعد ثلاث سنوات من المعاناة. ورأى أن هذا التحول يستلزم التخلص من دلالات العلم الحالي التي أظهرت الأزمات السياسية على قدر ما تعانيه مصر من انقسامات. ويعتبر عبد البديع أن «فكرة حمدي رضا جاءت لتبلور طرحاً كان يقع في دائرة المسكوت عنه».

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.