استضافت مكتبة الكويت الوطنية محاضرة ضمن الموسم الاول للديوانية الثقافية تناولت تاريخ الفن التشكيلي في الكويت بمختلف مراحله قدمها معلم الفنون الجميلة الدكتور عبدالله الحداد.
وقال الدكتور الحداد في المحاضرة التي شهدت حضور العديد من الفنانين المخضرمين والمهتمين وقدم لها الفنان والنحات سامي محمد ان الحركة التشكيلية في الكويت لها أساس ثابت وشهدت حالة انتعاش في خمسينيات القرن الماضي باهتمام مجلس المعارف آنذاك بتطوير المجتمع ومحو الامية والارتقاء بالحس الجمالي ككل.
وأضاف ان اهتمام وزير التربية والتعليم في أول حكومة كويتية الراحل الشيخ عبدالله الجابر الصباح شخصيا بالثقافة والابداعات المختلفة ساهم في ارتقاء الحركة التشكيلية وايضا ابتعاث عدد من الكويتيين لدراسة الفنون الجميلة في الخارج.
ولفت الى تركيز الدولة أيضا على نشر ثقافة الجمال والفكر ما ولد جيلا من رواد الحركة الثقافية والتشكيلية في الكويت الذين أقاموا أول معرض تشكيلي في الكويت عام 1959 تحت اسم (الربيع) وكان بمنزلة الانطلاقة الحقيقية للفن التشكيلي في الكويت.
وذكر الدكتور الحداد الذي عمل كموجها فنيا بوزارة التربية وله العديد من الابحاث المتخصصة ان هؤلاء الرواد أظهروا وجه الكويت الحضاري وساهموا كثيرا في تغيير نظرة المجتمع الى الثقافة والتشكيل وارتقوا بالذوق العام للمجتمع تزامنا مع نهضة الكويت التعليمية بشكل عام.
وقسم الحركة التشكيلية في الكويت الى حقب عدة منها ما كانت في حالة ازدهار وأخرى انخفض مستواها تشكيليا لكثير من الاسباب مبينا ان الفترة بين عامي 1930 و 1945 كانت بداية التعليم في الكويت وظهور بعض الشخصيات المبدعة في المجال التشكيلي ومنهم الفنان أيوب حسين وغيره.
وأشار الى ان فترة الخمسينيات والستينيات شهدت انتعاشة في الحركة التشكيلية والاهتمام الملحوظ بها ومن ثم انعكس ذلك في الاعوام بين 1970 و1981 ومثلت تلك الحقبة قمة الازدهار في الفنون التشكيلية وكان الفن ذا فكر حظي باشادة في الاوساط الفنية العالمية لتبدأ بعدها فترة الانحدار مع ظهور الضغوطات باختلافها لاسيما اقتصاديا ما أثرت سلبا على الحركة الفنية التشكيلية في الكويت.
واستعرض الدكتور الحداد عدة أسباب أخرى أدت الى عزوف الاهتمام بالفن التشكيلي من أهمها غزو النظام العراقي السابق للكويت عام 1990 والذي ترك آثارا كبيرة على المجتمع بمختلف النواحي “والحركة التشكيلية منذ عام 2000 حتى الآن فردية لا يجمعها الفكر والهدف الجماعي في الارتقاء بالمجتمع وذائقته الجمالية”.
وتناول تجربة بعض الفنانين الكويتيين الذين درسوا في الخارج “كان لهم اسلوب أثر ايجابا في المواطن والمجتمع منهم الفنان معجب الدوسري الذي يعتبر أول فنان كويتي درس الفن في الخارج وتحديدا مصر والفنان عبدالله القصار الذي تميز بالدقة.
وتطرق الى تجربة الفنان خليفة القطان الذي تميز بأسلوب الدائرية وأصلها الفلسفي وأيضا التجارب الفنية لكل من النحات خزعل القفاص والفنانين حميد خزعل وسامي محمد ومحمد الدمخي وحسين مسيب.
قم بكتابة اول تعليق