اعترف النائب أسامة الطاحوس بتحمله المسؤولية كاملة عن تراجعه المفاجئ عن الحديث مؤيدا لاستجواب سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، واصفا ذلك بأنه أمر خاطئ وقصور يعتذر عنه للشارع الكويتي، مرجعا السبب الى النائبين عادل الخرافي ود.حسين القويعان اللذين تخليا عن رياض العدساني في اللحظة الأخيرة على الرغم من أنه كان مستعدا للوقوف مع العدساني، مؤكدا ان ماحدث عَلَّمه ألا يثق بعد ذلك في أي نائب.
وألقى الطاحوس – خلال حواره مع الاعلامي علي حسين في برنامج «المشهد السياسي» على شاشة «تلفزيون الوطن» – باللائمة على بعض النواب الذين لا يعرفون شيئا عن الدستور واللائحة الداخلية ولايصلحون الا لتخليص المعاملات فقط، أي مجرد «نواب معاملات» – بحسب وصفه – مشددا على ان كل ماحدث ويحدث في استجوابي المبارك ود.رولا من «تكتيك» الحكومة التي تحرك هؤلاء النواب الموالين لها كما تشاء !
وخلال الحوار، رفض الطاحوس بشدة وصف النائب السابق مسلم البراك للمجلس بأنه مجلس «أراجوزات» بعد جلسة الاستجوابات الأخيرة، قائلا بحسم: «لا أريد ان أدخل في سجال مع الأخ البراك، لكن أقول له قف عند حدود الأدب يامسلم، فأنت تعرف مَنْ هم الأراجوزات، ولا تعمم فنحن أحرار ولسنا دُمَى».
وفيما يتعلق باستجواب وزيرة التخطيط د.رولا دشتي، وصف الطاحوس د.رولا بأنها «ضحية بيت العز»، مؤكدا أنه تمت التضحية بها من أجل الحفاظ على وزير الصحة الشيخ محمد العبدالله، ولاظهار المجلس على أنه قوي قادر على اتخاذ القرار، ويستطيع ان يقدم المساءلة السياسية للوزراء، والدليل على ذلك ان جميع المعترضين على الاستجوابات، والموافقين على شطب محاور استجواب النائب رياض العدساني، وافقوا على طرح الثقة في وزيرة التخطيط، وكان الأجدى لمن وقع على كتاب طرح الثقة في د.رولا دشتي ان يوقع برفضه على شطب محاور استجواب العدساني.
وبالنسبة لأسباب توقيعه كتاب طرح الثقة بوزير الصحة، أوضح الطاحوس ان الوزير ارتكب أمرا خطيرا بفتح باب التدخل في الشأن الاداري بوزارته، موجها رسالة قوية لمن وقف مع الشيخ محمد العبدالله في طرح الثقة، قال فيها: «عليكم بالعافية وسأوجه له سؤالا عن عدد المبتعثين للعلاج بالخارج»، معتبرا في الوقت نفسه ان ماحدث مع د.كفاية اجرام والمشكلة ان الوزراء في الكويت فاشلون ويتدخلون في النقل والتعيين – بحسب وصفه..
ومع التفاصيل في السطور التالية:
< كان من المتوقع ان يتحدث النائب اسامة الطاحوس مؤيدا لاستجواب سمو رئيس الوزراء في جلسة الاستجواب.. لماذا غيرت رأيك ولم تتحدث؟
– رفضت شطب محاور استجواب النائب رياض العدساني الاول لسمو رئيس مجلس الوزراء.. واتفقت في الاستجواب الثاني مع النائبين عادل الخرافي ود.حسين القويعان على التحدث مؤيدين لاستجواب رئيس الوزراء، وغير ذلك لم اكن مستعدا للحديث لان الاستجواب صار في الساعة الثانية او الثالثة ليلا، وسألت النائبين اللذين تم الاتفاق معهما على التحدث فردا قائلين «خلاص يابا مو عندنا اكثرية» ورفضنا التحدث.
اعتراف بالخطأ
< لماذا اعتذرت في يوم الجلسة ولم تتحمل المسؤولية؟
– اتحمل المسؤولية في ذلك، وهذا قد يكون قصورا مني، ولكن المشكلة انني وثقت في البعض، ولم اكن مستعدا للتحدث في محور الاستجواب.. وبالنهاية عدم تحدثي في هذا الاستجواب خطأ اعترف به امام الشارع الكويتي، ولدي الشجاعة الادبية للاعتذار.. وتعلمت من السياسة انك لا تثق بأحد ابدا، وهؤلاء ينطبق عليهم المثل الكويتي «قصوا الحبل».
< لماذا لم توقع على طلب طرح الثقة في وزيرة التخطيط د.رولا دشتي من قبل النائب خليل عبدالله؟
– لان طلب طرح الثقة في وزيرة التخطيط وقع عليها عشرة اعضاء، ولكن د.معصومة المبارك سحبت اسمها من الطلب ولم اكن على علم بهذا الامر.
تكتيك حكومي
< كيف ترى كلمة النائب صالح عاشور في دفاعه عن الوزيرة د.رولا دشتي عندما قال: «من وقع على طلب طرح الثقة في رولا دشتي الاولى ان يوقع على عدم التعاون مع سمو رئيس الوزراء»؟
– من وقع كتاب طرح الثقة في د.رولا دشتي كان من الاجدى ان يوقع برفضه على شطب محاور الاستجواب، وهناك بعض النواب لا يدرون شيئا عن اللائحة الداخلية والدستور، وكأنهم نواب معاملات فقط، وعندما تتحدث معهم يقولون «احنا عندنا تكتيك» وهو في الاصل ليس «تكتيكهم» ولكن «يتكتك» لهم من قبل الحكومة!!
< ما ردك على تصريح النائب مسلم البراك بعد جلسة الاستجوابات الاخيرة عندما قال: «هذا مجلس ارجوزات»؟
– لا اريد ان ادخل في سجال مع الاخ مسلم البراك بشأن وصفه المجلس بارجوزات لانني اترفع عن هذا الكلام، ولكنني اقول: «والنعم فيك يا اخ مسلم ولكن مو احنا الارجوزات وانت تعرف مَنْ الارجوزات، ولتقف عند حدود الادب والاحترام، ولا تعمم لاننا احرار ولسنا دمى».
< هل عدد النواب الذين «يتكتك لهم» حسب كلامك كثيرون؟
– نعم.. والدليل على ذلك شطب محاور استجواب رياض العدساني لسمو رئيس مجلس الوزراء، وهم لا يدرون شيئا!!
ضحية العز!
< هل ترى انه تم التضحية بالوزيرة رولا دشتي من قبل الحكومة؟
– د.رولا دشتي ضحية بيت العز، حيث ضحي بها من اجل الحفاظ على وزير الصحة وتهدئة الامور، ولكي يبينوا ان المجلس قوي ولديه القدرة على اتخاذ القرار، والدليل على ذلك ان جميع المعترضين على الاستجوابات والموافقين على شطب محاور الاستجواب وافقوا على طرح الثقة في وزيرة التخطيط د.رولا دشتي، على الرغم من انه لم يتكلم احد منهم في مخالفة لشطب محاور الاستجواب، اضف الى ذلك لدينا حكومة تصارع بعضها البعض، ومجلس امة حدثت فيه مخالفة لم تحدث في المجالس السابقة بشأن شطب محاور الاستجواب.
< ألا ترى ان شطب محاور استجواب النائب رياض العدساني لرئيس الوزراء «سنة حميدة» كما قال الرئيس؟
– لا يوجد شيء اسمه شطب محاور الاستجواب في اللائحة، واذا افترضنا انها سنة حميدة، فسنجد ان الحكومة تمتلك 15 صوتا ومن 17 الى 20 نائبا، بمجموع 35 صوتا يستطيعون شطب أي استجواب.
< هل ما حدث يعتبر اجراء دستوريا؟
– هناك خبراء دستوريون واساتذة قانون لم يؤيدوا هذا الاجراء، بل اشاروا الى ان هذا الامر قد يؤثر في المادة 100 من الدستور، التي تختص بالاستجوابات والمساءلة واصبحت الاداة الرقابية بيد الحكومة، ما يشير الى ان أي استجواب قادم سيكون بيد الحكومة.
أمر خطير
< لماذا وقعت كتاب طرح الثقة بوزير الصحة؟
– نحترم الأخ وزير الصحة ولكنه ليس فنيا ومسؤولا عن وزارة فنية، وقام بأمر خطير وهو فتح باب التدخل في الشأن الاداري، فضلا عن مشاكل في مناقصة الورق «محارم»، حيث تم ترسية المناقصة على ثاني اعلى الاسعار بأقل جودة، وثالث اقل الاسعار ذات جودة كاملة رفضت تماما، فمن المستفيد من هذا الامر؟!..
اضف الى ذلك ان هناك ورقا «زيادة» في المخازن، والشركة ذكرت انها تمتلك 30% ممن الورق في مخازنها يخص وزارة الصحة ولم تتسلمه من العام الماضي، وعلى الرغم من ذلك تعرض مناقصة اخرى، اضف الى ذلك ترقية اشخاص تسببوا في اتلاف ادوية بقيمة 2 مليون دينار، وهناك عقدان بنفس المواصفات الاول في العام 2012 بشأن ادوية ومحاليل لفحص مرضى الكبد والايدز لمدة ثلاث سنوات بقيمة مليون و800 الف دينار، ومع ذلك يُبرم عقد ثانٍ في العام 2013 بنفس المواصفات والسعر!!
إجرام!
< كيف ترى قضية د.كفاية؟
– ما حدث مع د.كفاية اجراء غير صحيح واعتبره اجراما، ولماذا يتدخل الوزير في الشأن الاداري؟!
فهذه سابقة خطيرة في تدخل المسؤولين لنقل فلان وعلان، ما قد يخلق اسرة غير متوائمة، لأنه جانب فني لا يحق للوزير التدخل فيه بل يترجم السياسة العامة للوزارة وليس التنقلات، والمشكلة لدينا في الكويت ان الوزراء فاشلون لتدخلهم في نقل فلان وترقية فلان، وقضية د.كفاية فتحت الباب على مصراعيه على الاخطاء الادارية، فأين الاخطاء الادارية الاخرى في تسيب المال العام؟!
< لماذا نحمل جميع التراكمات على وزير الصحة؟
– وزير الصحة طار مباشرة على «د.كفاية» ووجهنا له العديد من الاسئلة البرلمانية، ولم نتلق ردوداً عليها.
عليهم بالعافية
< إذن كيف تفسر وقوف النواب مع الوزير في كتاب طرح الثقة؟
– «عليهم بالعافية».. وسأوجه له سؤالاً برلمانياً عن عدد المبتعثين للعلاج بالخارج من العام 2011 الى اليوم، كي اوضح انه خلال فترة الاستجواب يزداد العلاج بالخارج.
< ما الفائدة التي تعود على المواطن من كثرة الاستجوابات وتعطيل الجلسات والاولويات والانجاز والتنمية؟
– يجب معرفة مكان الخلل وتحميل الوزير المعني المسؤولية ومساءلته سياسياً ليعالج القصور في وزارته، إنما مقولة ان الاستجواب يعطل المجلس والاولويات والتنمية، فهناك امكانية لعقد جلسات خاصة لمناقشة الاستجوابات التي تقدم وتقع على المراطن فائدة في معرفة مكامن الخلل، وتقييم نوابه، والافكار التي يطرحونها، غير ذلك من الذي يتحمل تعطيل البلد، النواب ام الحكومة؟!
تنمية جامدة!
< كيف تعطل الحكومة التنمية ولدينا برنامج عمل؟
– برنامج عمل الحكومة لايرتقى لان يكون برنامج عمل، لعدم وجود رؤية ومدة زمنية، ولم يحدد مكامن الخلل، بل فلسفة البلد كما هي فالبرنامج منذ العام 85 ولم يتغير شيئاً غير التركيبة السكانية، وتنشيط القطاع الخاص، الذي ضربته الحكومة في المجالس السابقة من خلال زيادة الكوادر والرواتب، ما ادى الى تسرب المواطن الكويتي من القطاع الخاص الى الحكومي، بل زاد اقصاء المواطن الكويتي من القطاع الخاص دون حماية وفق قوانين واضحة لضمان المستقبل الوظيفي، وبالتالي برنامج عمل الحكومة يعطل التنمية في البلد.
< اين الشباب من أولويات المجلس الحالي؟
– رفعنا خلال مجلس الأمة شعار «للشباب كلمة».. ولكن وقعت طامة بسبب وجود مجموعة من الشباب ارادوا ان يكشفوا بعض المخالفات في بعض مؤسسات الدولة، فقام 80 شاباً كويتياً بتقديم شكوى الى سمو الرئيس على مؤسس الموانئ الكويتية يستفسرون عن الشركة التي وقعت العقد مع صندوق الموانئ، ولكن الصندوق لم يسفر عن شيء واموالهم ضاعت عليهم! حيث يقولون في الشكوى: سمو الرئيس عقد الاستثمار المبرم بين الشركة المتعهدة باستثمار تلك الاموال مع مؤسسة الموانئ، لوحظ فيه بان الممثل للتوقيع لمؤسسة الموانئ الكويتية لديه شراكة تجارية مع اصحاب هذه الشركة»…
وهي شركة «كي جي ال»، بل طلبوا من الاخ مصعب الفيلكاوي، وهو محقق لديه حصانة، التوقيع علي تعهد بانه لم يكن يعلم محتوى هذا الكتاب الموجه لسمو الرئيس ولم يطلع اليه، ومارسوا ضغطاً عليه بل وهددوه!! وسحبوا باقي الموقعين للتحقيق معهم، ما جعلهم يقدمون كتابا الى رئيس الوزراء يقولون فيه: وضماناً على سلامتنا يعتبر اعلاننا هذا إقرارا صريحاً منا جميعاً بعدولنا عن توقيع طلب الاستفسار والشكوى على الشركة»..
وهناك شكوى مقدمة بالتخابر مع دولة من قبل احدى الموظفات للنيابة العامة، حيث وقع تحت يدها مستندات مايقرب من 4000 ورقة تثبت ان هناك تآمر على الكويت، وتخابر لصالح دولة اجنبية..
فهذه الشركة لها شراكة مع ايران وتمول المفاعل النووي الايراني، وامن الدولة لا يعلم ان هناك سفناً ممنوعة دوليا وتدخل موانئ الكويت وتمول المفاعل النووي الايراني!! بل عناصر الاستخبارات الايرانية يدخلون الكويت لذلك، وهذه الشركة اسمها «والفجر» تابعة لشركة «ارسل» الإيرانية الممنوعة دوليا، وعليها عقوبات وحظر تعامل معها، لتجارة غير مشروعة واستخدام برامج نووية وصاروخية، وهذه الشركة هي الخطوط الملاحية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي تستخدم اذرعها في وزارة الداخلية لتهديد 80 شاباً كويتياً، ما قد ينزل عقوبات على الكويت.
اضف الى ذلك صدور حكم من النيابة بالقبض على احد مؤسسي هذه الشركة منذ 6 اشهر ولم يتم القبض عليه حتى الآن، وهو كويتي ويسافر يومياً، ولماذا شركة «اكي جي ال» بهذه القوة؟!
أمننا مخترق
ماذا ستفعل في هذه القضية؟
– ساقدم استجواباً للوزير المعني على اختراق امن الديرة ولماذا تم تحويل القضية من مخفر الشويخ الى مخفر الصالحية؟! ذلك لوجود امر مدبر لوجود الشخص الفلاني، فهؤلاء تبع فلان، والسؤال هنا: كيف خرجت الاسماء بالكامل من مجلس الوزراء؟!
< هل لديكم كلمة أخيرة؟
– الله يحفظ الكويت، وأميرها، ودستورها، الذي كفل حق المساءلة وتفعيل الادوات الرقابية، وعلمنا كيف نكون ديموقراطيين، ونحن نمارس صلاحياتنا بما هو موجود في الدستور.
المصدر”الوطن”
قم بكتابة اول تعليق