أكد رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم أن سلسلة الاجتماعات الدورية لرؤساء البرلمانات
الخليجية سجلت تقدما ملحوظا في أسلوب العمل، والتنظيم المؤسسي، وقنوات الاتصال والتواصل، كما حققت العديد من النتائج المثمرة تمثلت في التشاور الجماعي وتوحيد المواقف، حيث برزت المجالس البرلمانية الخليجية في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية كتلة واحدة متجانسة تمارس دوراً فاعلاً في دعم قضايا ومواقف دول المجلس، كما أتى اتفاق رؤساء البرلمانات الخليجية على تشكيل لجنة مشتركة تعمل على توحيد التشريعات المتعلقة بالجوانب الاقتصادية تمهيدا للوصول إلى تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول المجلس، ليضاف بعدا هاما لمسيرة مجلس التعاون المباركة، يتكامل فيها الجانب البرلماني الشعبي بالجانب الحكومي الرسمي مؤكداً أن الاجتماعات ستواصل أداء دورها هذا بتكاتف وتلاحم، في ظل التوجيهات الحكمية لقادة الخليج، وبما يدفع عجلة التعاون الخليجي قدماً إلى الأمام.
وأضاف الغانم خلال كلمته في افتتاح الدورة الرابعة والثلاثون للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية
أن دعم قادة الخليج كان عاملاً حاسماً ومقرراً في هذا الإنجاز، متمنياً أن تنال مؤسسات المجتمع المدني الخليجي ذات الدرجة من التشجيع والمساندة لتنتظم لآلئها في عقد العمل الخليجي المشترك، وتمنح هذا العمل إمتداداً تشاورياً شعبياً، يزيده قوة وتماسكاً، ويزيد المواطن الخليجي معرفة وتمسكاً بمجلس التعاون ومنجزاته، وتفاعلاً وتفهماً مع مواقفه ومنطلقاته.
وأكد الغانم أنه حكمة قادة الدول العربية الخليجية الست، دخل مجلس التعاون لدول الخليج العربية عقده الرابع، وقد حقق من الإنجازات ما يعتبر نجاحاً بكل المعايير. لعل أبرزها هو ذلك الشعور المتنامي بين أبناء دول المجلس بالترابط و التكاتف، ووحدة الهدف ووحدة المصير، وذلك بحد ذاته إنجاز تعتز و تفتخر به شعوب دول المجلس، فلم نعد شعوبا خليجية متفرقة بل شعب خليجي واحد.
وقال الغانم :نحن بقدر ما نفخر بهذا النجاح، بقدر ما ندرك بأن الطريق مازال طويلاً، وأن إنجازاتنا لم ترق بعد إلى طموحات قادتنا، ولا إلى آمال شعوبنا، ولم تستجب لكل دواعي التحديات وتسارع إيقاع التغيرات. ذلك أنه لم يسبق لمجموعة دول أن جوبهت بمسؤولية إنمائية وأمنية، مركزة ومكثفة، مثلما جابهت دول مجلس التعاون الخليجي ولا تزال. ولم يسبق لمجموعة دول أن تحملت مسؤوليات قومية وإقليمية، ومسؤوليات إنسانية وأخلاقية، كما تتحمل دولنا اليوم، وفي منطقة مثقلة بحساسيات التاريخ، وصراعات الجغرافيا، وأطماع السياسة.
وأضاف الغانم أن الإسراع في الإنجاز، والمزيد من الفاعلية في أداء مؤسسات العمل الخليجي المشترك ، وتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي ورفع وتيرته، تفرض وجودنا بين الكتل الاقتصادية العالمية من خلال سوق مشتركة، وزيادة وتنويع آليات وقنوات التشابك الثقافي والمعرفي والمجتمعي، والاهتمام بقضايا الشباب الذين هم عماد المستقبل ووقود التنمية، أمراً تتطلع إليه شعوبكم باهتمام خلال المرحلة القادمة للانتقال من مرحلة التعاون إلى دائرة التكامل.
قم بكتابة اول تعليق