كان عالم كرة القدم الأسبانية يعرف مهارة نيمار وجاذبية تحكمه بالكرة لكنه أمام سلتيك الأسكتلندي في ختام مرحلة المجموعات من دوري أبطال أوروبا بات يعرف أيضا أن لاعب برشلونة يتمتع بالشخصية التي تؤهله للرد على الانتقادات عبر تقديم أفضل ما لديه من تألق.
ذلك ما حدث ليل الأربعاء ، عندما تحول البرازيلي إلى بطل مطلق يساهم في تحقيق الفوز 6/1 على الفريق الأسكتلندي ، بعد أن سجل ثلاثة أهداف (هاتريك). كانت تلك أهدافه الأولى في دوري الأبطال.
جاء إعلان نيمار الكبير عن نفسه بعد أسبوع من اتهامه بقلة الأهداف وضعف إنهاء الفرص في برشلونة الذي كان يصرخ طلبا لمن يحتل مكانة المصاب ليونيل ميسي.
ورد نيمار لم يكن ليصبح أكثر إقناعا. ذلك ما احتفت به صحيفة (سبورت) الخميس عندما أكدت: “أخيرا جاءت ليلته الكبرى ، فبرز على المستوى الجماعي وزين أداءه بثلاثة أهداف ستمنحه الثقة والطمأنينة. إننا أمام لاعب يتمتع بقدرة كبيرة على التطور”.
وأضافت “ني (تدليل نيمار) يملك كل الميزات التي تجعله مهاجما يصنع التاريخ في كامب نو” معقل الفريق الكتالوني.
وتطرقت (الموندو ديبورتيفو) إلى أمر شبيه عندما علقت بأن “سلتيك لم يتمكن من فعل شيء إزاء الإلهام الذي أصاب نيمار الذي تحمل مسؤولية تعويض غياب ميسي وسجل ثلاثة أهداف ، وقدم تمريرات حاسمة ، ووجد نفسه مستريحا في ذلك المركز الذي يتمتع بحرية أكبر من المهاجم المتأخر ، حيث يمكنه أن يربط بين لعب برشلونة كله”.
نيمار نفسه لم يتمكن من إخفاء أنه كان لديه دينا قديما مثلما اتضح في الطريقة التي ظهر عليها أمام عدسات المصورين بعد أن سجل هدفيه الأخيرين.
بالنسبة للبعض كانت تلك بادرة تعال ، لكن لآخرين لم تكن إلا محاولة إثبات للنفس.
لأن نيمار بسنواته الإحدى والعشرين عاش في الأسابيع الأخيرة واحدة من المراحل الأكثر صعوبة في عالم كرة القدم تلك التي تتوالي فيها الانتقادات والضغوط الناتجة عن اللعب في واحد من أكثر الأندية أهمية في العالم كله.
وفي غياب ميسي ، جاءت الهزائم ولم يتألق نيمار مثلما فعل في تلك المباريات الأولى من الموسم التي برز فيها بصورة كبيرة.
وكان نيمار وجاريث بيل هما النجمان الكبيران الجديدان القادمان إلى كرة القدم الأسبانية وفي تلك المرحلة من بداية الموسم تلقى البرازيلي كل المديح فيما وضع قطاع من النقاد قدرات لاعب ريال مدريد محل شك.
لكن بمرور الموسم ، انقلبت الأوراق وأصبحت الإشادة ببيل تتزايد كلما تحسنت لياقته وتوالت أهدافه. العكس تماما كان يحدث مع نيمار.
وتبدو مباراة واحدة كافية 90 دقيقة من أجل تغيير الكثير من الأحكام للنقيض والآن حان الوقت لنيمار كي يعود إلى ما كان معتادا عليه في مسيرته الاحترافية المتوهجة رغم قصرها: الإعجاب.
ومع ذلك طبق مدربه خيراردو مارتينو طريقته المفضلة من أجل تخفيف الصخب الإعلامي المحيط باللاعب مؤكدا أن “العام الكروي لنيمار كان شديد الصعوبة لما قدمه مع سانتوس ثم صفقة انتقاله ، ولأنه كان عنصرا أساسيا في كأس القارات ولأنه لم يحصل على فترة إعداد للموسم وللرحلات التي قطعها مع منتخب بلاده”.
وأضاف “بالنسبة له الموسم ليس في منتصفه ، بل في نهايته ، وهو يصرخ طلبا للراحة. نأمل أن نستطيع منحه تلك الراحة. ربما بعد احتفالات العام الجديد يعود في أفضل صورة”. ويدرك مارتينو جيدا أن كرة القدم متقلبة من ناحية المشاعر ، فضلا عن حمل المباريات دون راحة التي خاضها نيمار في الأشهر الثلاثة الأخيرة. ما يجعل البرازيلي يعود الآن إلى قلب الأمواج.
قم بكتابة اول تعليق