سامي النصف: لو عاد ابن الأحمر للأندلس

إحدى المآسي التاريخية التي يتحدث عنها الارث الانساني هي مغادرة الامير أبي عبدالله محمد الصغير آخر خلفاء دويلات الطوائف بالأندلس ورافع راية «لا غالب إلا الله»، ودمعة الحسرة التي ذرفها عندما نظر خلفه ليرى نهاية دولته التي تسمى باللاتينية «El ULTMO SUSPIRO DEL MORO»، وقول والدته عائشة الحرة، تميزا لها عن ضدتها الجارية ايسابلا او ثريا «ابك كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال».
>>>

والسنوات الأخيرة لحكم بني الأحمر ترسم خارطة زرقاء متكررة لسقوط الدول والممالك، فقد تفشى الخلاف والصراع بين أسر ملوك الطوائف، وطرد ابوعبدالله الصغير الذي اسماه اهل غرناطة بالزغابي (اي المشؤوم) والده ابا الحسن بعد معارك شرسة بينهما ثم استدار لحرب عمه حاكم مالقا الامير أبي عبدالله محمد الزغل (الزغل تعني الشجاع) ولم ينتبه ابان تلك الصراعات للمتغيرات على حدود بلاده عندما تحول الصراع التاريخي بين مملكتي قشتاله والارغون الى تفاهم وتحالف حرر الاندلس من اعدائهم.

>>>

والأكيد ان القدر لو اعاد ابا عبدالله الصغير الى مملكته لما كرر اخطاءه، وفي المقابل في عام 90-91 ضاع بلدنا كما ضاعت الاندلس عام 1492، وعدنا لوطننا في مصادفة تاريخية نادرة الحدوث، فهل استفدنا من دروس الضياع ام عدنا بنفس الاخطاء ومن ثم التحضير لضياع آخر؟! وهل نحن اكثر ترابطا في الداخل وقوة ومنعة في الخارج مما كنا عليه قبل صيف عام 90؟!

>>>

آخر محطة: (1) لمن استمتع بإجازة صيف 90 ربيع 91 نقول لو لم يتحرر بلدنا عبر مصادفة تاريخية غير قابلة للتكرار، لانتهى الدعم الحكومي الذي ابقى المهاجرين في فنادق 5 نجوم، ولضاق الضيف بضيوفه ولتحولنا لحالة «بدون» في تلك البلدان ولبتنا قضية منسية اخرى من قضايا عالمنا الواسع، وما القضية الفلسطينية عنا ببعيد.

samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.