الكويت في القطب الجنوبي تنقل رسالة المحبة والسلام

بعد أن سبق له أن ثبت علم الكويت في القطب الشمالي خلال مارس الماضي من خلال مغامرة جريئة ورحلة محفوفة بالمخاطر بدأت من أيسلندا ثم النرويج إلى القطب الشمالي، استكمل فريق الاستكشاف الكويتي مغامراته ليتجه إلى الأرجنتين ومن ثم القطب الجنوبي (أنتاركتيكا) عبر كاسحة الثليج «بلانسيوس» في مغامرة استكشافية جديدة جسد من خلالها صور المحبة والسلام وثبت فيها علم الكويت.

وقد ضم الفريق عبدالله الحسينان المهندس في شركة إيكويت إلى جانب مناور الخترش وعبدالله بو قماشة وسمي بفريق المرحوم عمر فيصل العمر أحد أعضاء الفريق في رحلته السابقة إلى القطب الشمالي والذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في نهاية سبتمبر الماضي وقد كان من ضمن المتحمسين لرحلة القطب الجنوبي وللمساهمة في تثبيت علم الكويت فيه مثلما سبق وما قام به وزميله الحسينان في القطب الشمالي.

الحسينان ومن خلفه السفينة بلانسيوس

من جهته، قال م.الحسينان إن الهدف من رحلة القطب الجنوبي لم يختلف عن الرحلة السابقة في استكشاف المجهول والتعرف على جمال الطبيعة وخلق الله تعالى، ولتوصيل رسالة سلام واحترام ومحبة تمثل الكويت بالدرجة الأولى وأمتنا العربية والإسلامية إلى بقية المستكشفين والمغامرين من أقطار العالم إلى جانب كونها رحلة وفاء للفقيد الراحل عمر العمر، مضيفا أن الرحلة امتدت إلى 12 يوما من الكويت إلى الأرجنتين ومن ثم الى مدينة أوشوايا جوا وهي المحطة الاخيرة وتقع في أقصى جنوب الأرجنتين ومن ثم الانطلاق من مينائها عبر كاسحة الثليج السفينة «بلانسيوس» التي تحمل العلم الهولندي ومعدة للأبحاث العلمية ورحلات المستكشفين في كلا القطبين لقابليتها الكبيرة في الصمود في أقسى الظروف، ويتكون طاقمها من قبطان روسي وملاحين هولنديين وعاملين من الفلبين فيما كان عدد المستكشفين المشاركين في الرحلة 90 مستكشفا من الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا وروسيا وألمانيا وأوروبا وشرق آسيا إلى جانب الفريق الكويتي وهو الفريق العربي الخليجي الوحيد المشارك، وكان البريطانيون والألمان الأكثر خبرة من حيث الإحاطة والمعرفة العلمية والحرفية في تسلق الجبال ومعرفة جغرافية الصخور والأحياء القطبية والبحرية والأساليب والطرق الاساسية للتعامل مع الظروف القاسية والأجواء والعواصف المناخية، والغوص القطبي والتجديف والتخييم.

الفريق الكويتي في القطب الجنوبي

وأشار الحسينان إلى أن الرحلة احتوت على الكثير من المغامرات البحرية والثلجية كتسلق الجبال والمجلدات الشاهقة والرحلات الاستكشافية في عمق الاراضي الجليدية والتخييم والنوم فيما استخدمت قوارب الكاياك الصغيرة للتجول حول المجلدات العائمة والجزر المنتشرة حول الشواطئ، كما تميزت الرحلة بزيارة قواعد ومراكز البحوث العلمية التابعة للاتحاد الدولي والتي وثقت فيها تاريخ الاستكشافات القطبية منذ بدايات القرن العشرين واثار المستكشفين الأوائل فيما تميز القطب الجنوبي عن القطب الشمالي بكثرة تواجد الأحياء البحرية وطائر البطريق الذي اتخذ القطب الجنوبي موطنا له.

..وآثار الثلج بادية على وجهه

وذكر الحسينان أن الرحلة لم تتميز فقط بالمغامرات والإثارة فحسب بل في التعرف على الكثير من المعلومات والتي تم تقديمها من خلال المحاضرات العلمية لفريق المنظمين بكل احترافية، فيما كان للروابط الإنسانية والاجتماعية حضورها المميز حيث توطدت علاقات إنسانية صادقة بيننا جميعا مبنية على التعاون والتلاحم والتعاضد، وعلى احترام الطبيعة والمحافظة عليها والعمل بروح الفريق الواحد خاصة في المحطات والمهام الصعبة والأجواء القاسية وقد كان الفريق الكويتي محل اهتمام كبير من قبل جميع المستكشفين الأجانب للصورة الرائعة والثقافة العالية التي تميز بها، وللرسالة النبيلة التي حملها من خلال وهي رسالة المحبة والسلام والتسامح والتعاون.

   جانب من الرحلة في القطب الجنوبي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.