بعض الاشخاص يمارسون هواية تربية الحمام الداجن من اجل المتعة في حين ينظر الآخرون الى المكاسب المادية الضخمة التي توفرها ما جعلها احدى ابرز الهوايات في الكويت.
وعلى الرغم من ان هواية تربية الحمام الداجن مورست في جميع انحاء العالم لآلاف السنين فان كتب التاريخ تجد صعوبة في تحديد الاصل الدقيق لهذه الهواية.
ومن المعروف ان العديد من اصحاب الحضارات العظيمة مثل العباسيين والاغريق اعتمدوا على الحمام الزاجل لتسليم الخطابات والرسائل عبر مسافات طويلة.
واعتمدت الحضارات القديمة ايضا على احساس الطيور وذاكرتها القوية في التعرف على مواطنها الاصلية وميلها الى العودة اليها عندما تشرد بعيدا.
واتخذت تربية الحمام الداجن اليوم اشكالا اخرى من خلال جمع بعض الاشخاص انواعا مختلفة من الطيور لمميزاتها الجسدية في حين يجمع آخرون الطيور لقدرتها البهلوانية الجوية ولا سيما قدرتها على الانقلاب والقفز اثناء الطيران هو ما يعرف باسم الحمام (الفرار والفتال).
وفي هذا الصدد قال فهد البصمان البالغ (35 عاما) وهو تاجر ومرب للحمام الداجن منذ 17 عاما وحتى الآن ان “خططه الاولية كانت استخدام هوايته في الاعمال التجارية لكنها تحولت الى شغف مع مرور الوقت”.
والى جانب تربية وبيع وشراء الطيور الملونة والجميلة المظهر قال فهد انه “يملك قطعة ارض خصصها للتجار من الكويت وخارجها الذين قدموا الى البلاد لشراء او بيع الحمام الخاص بهم”.
واوضح البصمان انه ينفق حوالي 15 ألف دينار سنويا على الاعلاف والصيانة والموظفين.
ولفت الى ان العديد من الزوار ومن جنسيات مختلفة يأتون للحصول على اقفاص لطيورهم مقابل تكلفة بسيطة.
وبين البصمان انه يخسر من هذه الهواية اكثر مما يكسب الا انه يهدف الى التقارب مع الاشخاص دون النظر الى المكاسب المادية مشيرا الى صفحته على برنامج تبادل ومشاركة الصور الشهير باسم (انستغرام) تحت اسم (كيو8بصمان) الذي يعرض السلالات التي يملكها.
وعلى الرغم من كون هواية تربية الحمام احدى ابرز الهوايات في الكويت فان مربي الحمام لا يملكون اسسا رسمية يمكنهم من خلالها شراء وبيع طيورهم.
وحول صفقات الحمام قال البصمان انه باع نوعا من انواع الطيور بقيمة 500 دينار مضيفا ان اغلى صفقة شهدها حينما باع طيرا بضعف هذا المبلغ.
واشار البصمان الى ان قيمة الطيور في دولة الكويت تتضاعف اكثر من نظيراتها العربيات ويرجع ذلك الى المجموعة الكبيرة من السلالات التي تمتلكها مقارنة بالدول المحيطة.
وذكر ان كثيرا من هواة تربية الحمام في الخليج العربي يأتون الى دولة الكويت لشراء الحمام نظرا لوجود افضل المربين في المنطقة مشيرا الى ان بعض الاشخاص يسافرون الى بولندا وهولندا وروسيا والولايات المتحدة لشراء الحمام الخاص بهم.
اما مربي الحمام (الفرار والفتال) بدر الدليمي (36 عاما) فقد احب هواية تربية الحمام التي ورثها عن والده وشقيقه الاكبر سنا.
وقال الدليمي انه يعتقد ان تربية الحمام وجدت في الكويت منذ اكثر من مئة عام حيث يعرف اشخاصا كان اجدادهم واسلافهم يمارسون هذه الهواية.
واضاف ان الحمام (الفرار والفتال) يباع بقيمة تفوق الانواع الاخرى حيث باع حمامة من هذا النوع بقيمة 10 آلاف دينار لكنه انفق نفس المبلغ لشراء طير آخر.
ويمتلك الدليمي حاليا ما يزيد قليلا على 100 حمامة من النوع (الفرار والفتال) التي يهجنها من اجل انتاج افضل الطيور البهلوانية.
وبين ان الحمام (الفرار والفتال) يعرف بقدرته على الطيران الى الامام مباشرة والعودة مرة اخرى ويمكنه ايضا ان “يتشقلب” في الهواء بطريقة فريدة من نوعها.
وحول خصائصه قال الدليمي ان الحمام (الفرار والفتال) ليس كبيرا وليس صغيرا ويحدد سعره وفقا لقدراته في الهواء او فصيلته.
واضاف ان “مربي الحمام يضعون الحمام في المنزل عندما يكون الطقس حارا بين شهري ابريل واكتوبر وينقلونه الى المزارع عندما يكون الطقس اكثر برودة خلال بقية اشهر السنة وحين يكون الطقس باردا تحدث الصفقات والمسابقات في الكويت”.
واوضح الدليمي ان جوائز مسابقات الحمام (الفرار والفتال) تتراوح بين خمسة آلاف و30 ألف دينار اي وعادة ما تنظمها الجهات الراعية المحلية.
وتفوز الحمامة ذات القدرات الهائلة بجائزة المسابقة التي تتم على اساس خروج المغلوب مع دخول زوجين من الحمام.
وبالنسبة لشغفه بتربية الحمام قال الدليمي ان هذه الهواية تعرفه على اشخاص جدد وبخاصة اولئك الذين باع لهم الحمام وهذا يؤدي الى شعوره بالفخر.
واكد ان هذه الهواية تعلمه الصبر فضلا عن كونها وسيلة رائعة للاستفادة من الوقت.
قم بكتابة اول تعليق