عضو المجلس البلدي عبدالله الكندري أثار الأسبوع الماضي وجود 13 مجرور مياه موصولة مباشرة بجون الكويت تنفث سموماً على شكل مخلفات صناعية وزيوت محروقة، في حين زاد مصدر بيئي على أن 60% من مخلفات المواد الصناعية تلقي في البحر سراً.
ومن المعلومات المتوافرة أن المياه الإقليمية الكويتية تضم 80 سفينة غارقة مضى عليها أكثر من عقدين من الزمن، وهي بحسب مراقبين بيئيين كالزميلين وليد الفاضل وخالد الهاجري تشكل خطراً بيئياً وملوثاً للمياه، في حين يعتبرها مدير هيئة البيئة د.صلاح المضحي ملاذاً لمستعمرات المرجان!!
المضحي كان قد أكد في لقاء تلفزيوني أن حجم مياه المجاري المسكوبة في جون الكويت إبان أزمة محطة تنقية مشرف بلغت 180 ألف متر مكعب، وقرّب الرؤية بقوله إنها تعادل 8000 تنكر سعة كل واحد منها 5000 غالون.
الحاصل أن جون الكويت أصبح اليوم حاضناً مائياً مريضاً، ورغم ما يتم الإفصاح عن المعلومات حوله بعد حدوث كوارث إضافية يعدّ منطقة موبوءة حتى لو قالت المصادر الرسمية إن الأسماك فيه لم تتأثر بدرجات السمية التي تحتويه.
شواطئ منطقة الشويخ الممتدة إلى جامعة الكويت ومعهد الأبحاث العلمية وصولا إلى المستشفى الصدري كلها أشرطة عفنة، وذات رائحة سامة وكريهة بفضل الإهمال واللامبالاة، ودليل على استهتار أجهزة الدولة في الجانب البيئي، ومطلوب من القطاع النفطي أن يقوم بمبادرة وخطة لتأهيل جون الكويت لسببين: الأول لأنه أحد أطراف التلوث البحري، والثاني أنه قطاع لا يخضع للتعقيدات البيروقراطية لتنفيذ مثل هذه المشاريع، إضافة إلى توافر التكاليف المالية اللازمة للمشروع لديه.
ما يحدث في جون الكويت جريمة بيئية كاملة الأركان المتهم فيها مؤسسات الدولة كالبلدية والأشغال وهيئة البيئة والقطاع النفطي والصحي، ومعلوم أنه كمنطقة حساسة جدا وتتطلب عناية فائقة لكون حركة دوران المياه فيه بطيئة، ويحتضن كثيراً من أنواع الأسماك والكائنات البحرية الأخرى.
فهل يفعل الرئيس الأعلى لهيئة البيئة شيئاً لإنقاذ جون الكويت المريض؟
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق