صالح الغنام: كرامة السلطة

برأيكم… لماذا لا نجد جمهورا معتبرا يشجع فرق كرة القدم في أندية مثل: خيطان والنصر والساحل والصليبيخات والتضامن والشباب, وغيرها من الأندية “الكحيانة”? لماذا تنقسم الجماهير الكبرى بين ناديي العربي والقادسية, رغم إن مستويات جميع الأندية متقاربة? الجواب ببساطة: أن هذين الناديين يحققان الانتصارات في أغلب البطولات التي يخوضانها, هذا هو السبب المباشر الذي جعل الجماهير تنصرف عن الأندية المهزومة, وتتجه الى تشجيع الأندية التي تسعدهم وتمنحهم لذة الشعور بالفوز والانتشاء بحلاوة الانتصار. الناس تركض وراء الانتصارات, والجمهور يصفق دائما للحصان الرابح, حتى وإن كان من النوع “الخكري”, فالجمهور لا تهمه الظروف, ولا يحسب حسابا للحظ العاثر أو السلالة الأصيلة للأحصنة الأخرى ما دامت قد خسرت السباق.
هذا هو دأب العامة في كل مجال, وفي السياسة, لا يختلف الأمر في شيء, فالناس تعلم قوة الحكومة وتعي قدرتها على ضرب مصالح المؤزمين وتفريقهم, ومع ذلك, تتراجع شعبية الحكومة مقابل ارتفاع شعبية المؤزمين, وسبب ذلك, أن المؤزمين يمتعون الجماهير بتسجيل الأهداف وتحقيق الانتصارات! ابحثوا في كل القضايا والملفات, لن تجدوا موقفا واحدا تمسكت فيه السلطة بكرامتها أو حققت فيه نصرا يتيما على المؤزمين, فالفوز دائما وأبدا هو حليف المؤزمين. انتبهوا لكلامي جيدا, أنا أتحدث عن انتصار وليس صفعة عابرة, أو “قرصة أذن”, فقد تجدون خازوقا محترما رتبته الحكومة وأعدته بعناية للمؤزمين, إلا أن العبرة في الخواتيم, فالتجارب أثبتت, ما إن يعلو صراخ المؤزمين ويزيد نواحهم, حتى “تكع” الحكومة وتتراجع, فيتحول خازوقها إلى راية نصر تتناقله أيدي المؤزمين!
السلطة عندنا أنِسَت الخضوع وألفته, لدرجة لم تعد معها تبالي بكبرياء أو كرامة, أقول هذا وأنا مندهش لقرار الحكومة بإيقاف عدد من طائرات “الكويتية” عن العمل! فهذا القرار هو مبتغى الأوغاد والمؤزمين, ولو كان هناك من يتألم لكرامته, لأصدرت السلطة “فرمان” فوريا بإغراء الشركات العالمية بأعلى الأسعار نظير تأجير “الكويتية” 20 طائرة من أحدث الموديلات, ومن يعترض, تضع السلطة اعتراضه تحت مداسها ¯ أجلكم الله ¯ فالديكتاتورية مطلوبة حين يتعلق الأمر بأرواح الناس, والتفرد بالقرار, أمر ملح في حالتنا هذه, حتى تستعيد السلطة كرامتها التي أهدرتها حين رضخت للمؤزمين وأوقفت تحديث أسطول “الكويتية”. ولكن أنى للسلطة أن تفعل ذلك, وهي تتذرع بأن عملية استئجار الطائرات تستغرق وقتا طويلا لتوفير ميزانية والحصول على موافقات الجهات الرقابية… بالله عليكم, هل هذا سلوك ناس عندهم ذرة إحساس?
***
تشكيل لجنة ثلاثية مكونة من أحمد السعدون ومحمد الدلال وفيصل اليحيى, لصياغة وثيقة يتبناها أعضاء الأغلبية في الانتخابات المقبلة, يؤكد ما أشرنا إليه سابقا, بأن “الإخونجية” هم من يقود العربة, بينما وضعوا “الشعبي” ونوابه في مقدمتها… يعني مكان الحصان!

salehpen@hotmail.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.