كيف تشتري عاصفة باسمك؟

مثل دب روسي حلت العاصفة الثلجية أليكسا على الشرق الأوسط وخاصة الأردن وفلسطين المحتلة وسوريا ولبنان، وفرضت نفسها ضيفاً طريفاً في البداية بحكم البياض الناصع الذي وشحت به الأرض، ولكنها سريعاً ما تحولت إلى ضيف ثقيل الوطأة على السكان والاقتصاد والحياة العامة في المنطقة عموماً.

 

ولكن من هي أليكسا؟ ولم هذا الإسم دون غيره، وفي النهاية لم تسمية العواصف المماثلة بأسماء بشرية؟

الأرصاد اللبنانية أطلقت التسمية
وللتعريف بأليكسا، نشير إلى أنها حزمت حقائبها من روسيا في اتجاه دول المنطقة، ليتعاظم تأثيرها على امتداد الطريق بين المنطقة القطبية التي نشأت فيها والشام والشرق الأوسط بشكل عام، أما التسمية فهي من ابتكار مصلحة الأرصاد الجوية اللبنانية، التي أطلقته عليها،على طريقة كلّ المؤسسات التي تسمي العواصف المماثلة بأسماء نسائية ورجالية.

وتُنسب تسمية العواصف والأعاصير إلى عالم المناخ والأرصاد الأسترالي كليمنت راغ، ولكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تقول إنها اعتمدت منذ 1970، مبدأ تسمية الأعاصير والعواصف وغيرها من الظواهر الطبيعية والمناخية الهامة، بأسماء بشرية اعتماداً على قائمة سنوية يجري إعدادها على حسب حروف الأبجدية.

من الميكانيكية إلى البشرية
وقطعت المنظمة بذلك مع الطريقة القديمة القائمة على تسمية العواصف والأعاصير بطريقة ميكانيكية، أي الفئة إن كان إعصاراً أو عاصفة مثلاً مع السنة، وإضافة حرف من حروف الأبجدية حسب أولوية الحدوث، بالطريقة التالية، عاصفة 2013 أيه أو إعصار 2013 بي.

لكن إطلاق أسماء بشرية على هذه الظواهر الخارقة بدأ رغم ما تقوله المنظمة العالمية، في أوروبا وتحديداُ في معهد الأرصاد الجوية بجامعة برلين الحرة في 1954، بعد أن أطلقت إحدى الطالبات على العواصف التي حصلت في ذلك العام أسماء بشرية، ومنذ ذلك التاريخ راجت تسمية العواصف في أوروبا بأسماء إنسانية، وأصبحت التسمية من اختصاصات هذا المعهد الألماني إلى اليوم.

اشتر عاصفة باسمك
لم يكتف المعهد الألماني بابتكار “التسمية” للتمييز بين العواصف وتمييزها، لكنه أضاف منذ سنوات إمكانية مشاركة الجمهور في اختيار الإسم، بل التمتع بحق التسمية، من ذلك أن العاصفة التي ضربت فرنسا في أكتوبر (تشرين الأول) 2013، وتسببت في عزل مئات آلاف الأشخاص في شمال  فرنسا وبريطانيا وألمانيا والدول الاسكندينافية 3 أيام بلا كهرباء أو تدفئة، حملت اسم كريستيان، وتحديداً كريستيان فنديرا، وهو ألماني “اشترى” حق تسمية تلك العاصفة الهوجاء.

ذلك أن المعهد لا يمنح حرية التسمية بل في الواقع يبيع لمن يريد حقّ تسمية العواصف، ويتراوح سعر العاصفة الواحدة بداية من 199 يورو للعاصفة الضعيفة والمتوسطة، إلى 299 يورو، للعاصفة القوية المدمرة، وفي صورة ترشح أكثر من اسم، يحيل المعهد المصرين على الفصل بينهما عن طريق المزايدة، على موقع eBay، بكل بساطة مع إضافة بعض المصاريف. وربما لذلك يكمن سبب هيمنة الأسماء الألمانية أو ذات الأصل الجرماني على أسماء العواصف الكبرى في أوروبا، مثل غونتر وفرومهولد في 2010، ولوثار ومارتن في 2009.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.