طالبت الأمم المتحدة الاثنين بمبلغ قياسي لمساعدة السوريين الذين يواجهون نزاعاً مدمراً مستمراً منذ حوالي ثلاث سنوات، محذرة من أن عدد اللاجئين من سورية قد يتجاوز الأربعة ملايين في نهاية العام 2014.
وجاء ذلك في وقت أعلن برنامج الاغذية العالمي ان نصف سكان سورية يعانون من انعدام الأمن الغذائي، واصفاً الأزمة السورية بأنها “الأسوأ منذ عقود”، بينما التصعيد العسكري مستمر على الأرض حيث أوقعت غارات جوية للنظام السوري على أحياء في مدينة حلب (شمال) 76 قتيلاً بينهم 28 طفلاً.
ووجهت وكالات الأمم المتحدة نداء لتمويل المساعدات التي ستقدم إلى السوريين خلال العام 2014 بقيمة 6.5 بليون دولار أميركي، و”هو مبلغ قياسي لبلد واحد” في تاريخ الامم المتحدة.
واعتبر المفوض الأعلى للاجئين في الأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، أن الأزمة السورية هي “التهديد الأكبر للسلام والاستقرار العالميين منذ الحرب العالمية الثانية”.
وقالت منسقة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس في مؤتمر صحافي عقد في جنيف “في آذار/مارس 2012، كنا نتحدث عن أكثر من مليون ضحية لا بد من مساعدتهم في سورية، وبعد بضعة أشهر، عن 6.5 مليوناً، واليوم 9.3 مليوناً”.
وتبلغ قيمة مجمل العمل الانساني الذي ستقوم به وكالات الامم المتحدة في العالم السنة المقبلة 12.9 مليار دولار مخصصة لـ52 مليون شخص في 17 دولة تعاني من ازمات ونزاعات، أي أن النزاع السوري وحده يستقطب نصف هذا المبلغ.
وكانت الأمم المتحدة طالبت في 2013 بمبلغ 4.4 بليون دولار للسوريين لم يتم التجاوب إلاّ مع 67 في المئة منها.
وستشمل المساعدات 16 مليون شخص، بينهم 9.3 مليوناً داخل سورية، ويتوزع الآخرون في مصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا.
وتوقعت الأمم المتحدة أن يصل عدد السوريين اللاجئين خارج بلادهم الى حوالي 4.10 ملايين لاجئ بحلول نهاية 2014 مقابل 2.4 مليون حالياً.
وسيتوزع 660 ألفاً من هؤلاء اللاجئين على مخيمات وسيكون وضعهم الاكثر هشاشة، بينما سيقيم 3.44 ملايين في منازل خاصة، بحسب تقديرات الامم المتحدة التي اوردتها في تقريرها حول الاستجابة الانسانية مع الازمة السورية.
وأعلن برنامج الغذاء العالمي ان “نحو نصف السكان داخل سورية يعانون من انعدام الامن الغذائي، وحوالى 6.3 ملايين في حاجة ملحة الى مساعدة غذائية للبقاء على قيد الحياة”.
وحددت قمة الغذاء العالمي التي انعقدت في 1996 برعاية منظمة الاغذية العالمية (فاو) “الامن الغذائي” بانه “القدرة الجسدية والاجتماعية والاقتصادية لاي شخص بالحصول في اي وقت على الغذاء الكافي والصحي والمغذي الذي يسمح له بإرضاء حاجاته الغذائية من اجل حياة صحية وفاعلة”.
ويبلغ عدد سكان سورية 23 مليونا، وقد نزح حوالي ثلاثة ملايين منهم الى الخارج.
ونقل البيان عن منسق عمليات برنامج الغذاء العالمي لسورية محمد هادي قوله “هذه اسوأ ازمة انسانية نراها منذ عقود، فيما كل يوم يحمل مزيدا من السوريين الذين يقتربون من حافة الجوع”.
ودعا غوتيريس الدول المجاورة لسورية لإبقاء حدودها مفتوحة.
قم بكتابة اول تعليق