دشن المؤتمر الوطني «من الكويت نبدأ وإلى الكويت ننتهي» نسخته الحادية عشرة لهذا العام بحملة اعلامية توعوية موسعة تحت شعار مقولة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد «ان الكويت هي الوطن والوجود والبقاء والاستمرار وعلينا ان نكون قلبا واحدا في السراء والضراء»، وقد كرم المؤتمر في دوراته العشر السابقة نحو مائة وثلاث عشرة شخصية من النخب الوطنية والتي تلاقت مآثرها ومناقبها لتثري الساحة الكويتية بجلائل الأعمال على كل الأصعدة معززة لمفاهيم العطاء والايثار ومكرمة لقيم الوطنية والوسطية ودافعة لمسيرة العمل الخيري والتنموي.
وفي هذا السياق قال رئيس لجنة الاشراف العليا المحامي يوسف الياسين ان المؤتمر يزيح الستار عن نخبة وطنية يكرمها المؤتمر الحادي عشر هذا العام، مضيفا «اثنتا عشرة شخصية وطنية يمثلون كوكبة يقف لهم المؤتمر موقف التقدير والإجلال لنبين للمجتمع الكويتي بكل فئاته وقطاعاته كيف أنهم ساهموا في مسيرة العمل الوطني في العديد من محطات العطاء الكويتية ليسترشد ويقتدي بهم الأجيال الصاعدة والناشئة».
وزاد الياسين «يؤكد المؤتمر ومن خلال تكريمه لتلك النخب الوطنية أن الكويت هي الأم وهي المهد وهي الأرض التي تحوينا ونحويها نعمل من أجلها وندفن في ثراها وليس لنا وجود إلا بوجودها لا عز إلا بعزها، ويحمل على عاتقه رسالة تعميق مفهوم «الوطنية أصالة الآباء وامتداد للأبناء»، ويعمل جاهدا ومن دون كلل أو ملل إلى مساع نبيلة وغايات وطنية وقيمية تتمثل في ثمانية أهداف رسمت إستراتيجيته طوال السنوات العشر السابقة، لافتا إلى أن تلك المساعي هي التي تعمل على تعزيز قيم الولاء والوفاء لوطننا الغالي الكويت، ونشر معنى الوسطية والوطنية في المجتمع، وإحياء سير وقدوات لشخصيات كويتية مؤثرة في تاريخها، وتعريف الشباب بمناقب الآباء والأجداد. وفيما يلي نبذة مختصرة عن الشخصيات المكرمة في المؤتمر:
الشيخ عبدالله الجابر
الشيخ عبدالله الجابر (1900 ـ 1996) وزير كويتي سابق والمستشار الخاص لأميري الكويت الراحلين الشيخ صباح السالم، والشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراهما، هو حفيد حاكم الكويت الخامس الشيخ عبدالله بن صباح الصباح. عاش وحيدا لوالديه، وفي عام 1924 ترأس أول ناد أدبي في الكويت، وفي 1928 عين رئيسا للمحاكم، وكان في الفترة الصباحية يتولى النظر في قضايا أهل البادية وقضايا الغوص، وبالمساء يتولى النظر بقضايا التجار والبحارة، وفي عام 1932 عين رئيسا لدائرة البلدية، وعام 1936 عين رئيسا لمجلس المعارف، وفي 1948 رئيسا لدائرة الأوقاف، وعام 1948 رئيسا لدائرة الأيتام، وفي 17 يناير 1962 وفي أول حكومة في تاريخ الكويت بعد انتخابات المجلس التأسيسي عين وزيرا للتربية والتعليم، وأعيد تعيينه بنفس المنصب في 28 يناير 1963 بعد وضع الدستور وإجراء انتخابات مجلس الأمة، وفي 9 مايو 1964 عين بالإضافة لمنصبة وزيرا للعدل بالنيابة، وفي 3 يناير 1965 عين وزيرا للتجارة والصناعة، واستمر بهذا المنصب حتى عام 1967 حيث استقال من منصبه وترك العمل الوزاري.
سمير سعيد
سطع نجمه كرياضي في النادي العربي، ومن ثم في المنتخب الأول، ولكن الرياضة لم تكن سوى البداية والتي كان لها أكبر الأثر في بناء هذا الصرح الشامخ، رحل سمير سعيد وترك أجمل الأثر بين أهله ومحبيه وبين أهل الكويت بجميع أطيافها، وتغلغل في قلوب الناس بأخلاقه الكريمة وسماحة نفسه وابتسامته الدائمة وحبه الصادق للجميع، وكانت له رؤية وحلم عمل بكل جد اجتهاد لتحقيقهما حتى تركها نجوما في سماء الأعمال بمجموعة من الشركات الناجحة والتي يعرفها أهل الكويت ويرتبط اسمها باسم مؤسسها وراعيها رحمه الله، ذهب سمير سعيد إلى جوار ربه في ابريل 2011 وترك فراغا عند أهله وأحبابه لا يملؤه أحد.
علي جراق
علي حسين جراق من مواليد عام 1945 بدأ حياته العملية كضابط طيار، وكان له الكثير من الانجازات في هذا العمل والكثير من المبادرات الخيرية التي تذكره فئة كبيرة ممن عاصروه في هذه الفترة من حياته، انتقل بعد ذلك للعمل التجاري، حيث بدأ في العقار ببيع وشراء الأراضي، وايضا شراء العمارات الآيلة للخراب وبنائها من جديد حيث كان يحرص على التجديد من الناحية العمرانية يهتم بشكل كبير على بناء كل ما هو جديد ومناسب ايضا لسكن المواطنين والمقيمين، فعمله التجاري لم يكن تجاريا بحتا، بل الجانب الإنساني والمصلحة العامة كانا دائما هدفه الأساس.
فؤاد البدر
فؤاد هاشم عبدالرحمن البدر من مواليد 1945 ولد في الشويخ درس بالمدرسة المباركية أتم تعليمه الثانوي في المعهد الديني ثم التحق بجامعة بالمدينة قرابة السنة ليدرس علوم الدين والفقه إلا أنه لم ينه تعليمه، عمل في مستشفى الأميري مراقب التغذية ثم بعد ذلك أكمل تعليمه في جامعة الكويت تخصص لغة عربية في نهاية السبعينيات، درس في مدرسة الحريري التي حاليا أكاديمية الإبداع كما درس في الأحداث وعمل تاجرا في البخور لمدة بسيطة وتقاعد مبكرا لكي يتفرغ للدعوة.
عبدالرحمن السميط
داعية كويتي ومؤسس جمعية العون المباشر ـ لجنة مسلمي أفريقيا سابقا ـ ورئيس مجلس إدارتها ورئيس مجلس البحوث والدراسات الإسلامية، ولد في الكويت عام 1947، أسلم على يديه أكثر من 11 مليون شخص في افريقيا بعد أن قضى 29 سنة ينشر الإسلام في القارة السمراء ما يقرب حوالي 972 مسلما يوميا في المعدل، قبل أن يصبح ناشطا في العمل الخيري، كان طبيبا متخصصا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي، تخرج في جامعة بغداد بعد أن حصل على بكالوريوس الطب والجراحة، ثم حصل على دبلوم أمراض مناطق حارة من جامعة ليفربول عام 1974.
أنور النوري
هو ذاك المعلم الوقور في المدرسة المباركية نشأ في بيت علم وفي حضن أب عالم، كانت رحلة عمره عبارة عن حكايات ومواقف مؤثرة دونها في كتابه في «مرابع الذكرى» وهو خلاصة تجربة كانت مدار اهتمام أبناء جيله ومن بعده، لقد من الله عليه بحرية الاختيار فلم يجبر على عمل ولم يكن هناك ما يدفعه الى تركه بل دائما كان هو صاحب القرار والاختيار، كان رحمة الله عليه شخصا توافقيا وإنسانا مرتاحا مع نفسه، كما وصفه أحد أصدقائه المقربين، فيه عطاء للخدمة العامة وللعمل التطوعي، شخصية وطنية بحق، نال هذه الصفات بأعماله ومن جميل عطائه، ارتبط اسمه بالتعليم، أكثر من أي شيء آخر، وفي كل مركز كان يتولاه يكون له شأن فيه.
أحمد الأستاذ
هو المرحوم أحمد بن سلمان الأستاذ المولود عام 1884 ميلادي في الحي الشرقي «فريح البحارنة» من أسرة لها شهرتها في صناعة السفن الشراعية والده المرحوم سلمان الأستاذ صاحب إحدى العماير المعروفة في الحي الشرقي قديما المتخصصة في صناعة السفن بمختلف أحجامها من سفن الغوص «الجالبوت والبتيل والشوعي والبغلة والغتجة والبقارة» فتعلم الحرفة من والده وتنامت المهنة والخبرة لدية حتى أصبح من أشهر صناع السفن قديما ووصلت شهرته إلى معظم المدن الهندية وموانيها ولقب «بشيخ الأستاذية».
يوسف المشاري
من مواليد القبلة سنة 1940 حصل على شهادة الثانوية عام 1960 سافر الى لندن في نوفمبر 1960 لدراسة العلوم الشرطية وتخرج عام 1962 وعين في وزارة الداخلية برتبة ضابط ثان، وتدرج في الوظائف إلى أن وصل رتبة عميد أسندت إليه الإدارة العامة لأمن المنشآت وهذه الإدارة تتضمن (خفر السواحل، أمن المطار، القوات الخاصة) بالرغم من مهامه الوظيفية في وزارة الداخلية إلا أنه كانت له أنشطة أخرى وأهمها رئاسة اتحاد الشرطة الرياضي وكذلك رئاسة نادي القادسية الرياضي ومن أهم المهام التي أسندت إليه رئاسة اللجنة المنظمة للمؤتمر الإسلامي الذي عقد سنة 1984 في الكويت. في الثاني من أغسطس سنة 1990 عندما اجتاحت قوات المقبور صدام حسين الكويت كان الشهيد خارج البلاد، وعندما علم بالاحتلال قرر الدخول إلى الكويت وبدأ بتشكيل فريق المقاومة مع عدد من الضباط والمدنيين وأصبح همزة الوصل مع الحكومة في الطائف.
عبداللطيف العبدالجليل
المرحوم عبداللطيف عيسى العبدالجليل الملقب بـ «عبداللطيف المدير» ولد في عام 1872 وانتقل إلى رحمة الله في عام 1965 وقد لقب بالمدير نظرا لتعيينه مديرا لجمارك الكويت عام 1906 وظل في هذا المنصب حتى عام 1923 حيث تفرغ للتجارة والعمل الخاص والتحق بمكتب عمه المرحوم سليمان العبدالجليل في الهند، ومن المعروف ان عائلة العبدالجليل كانت تملك أسطولا من السفن المسماة «بلغة» يملكونها اسم يميزها فهناك قحطاني، سحيلة، مكابتي، فرست كلاس، كركماشة، مسليني، مصفر، وكانت تلك السفن الكبيرة ترسو في نقعة آل عبد الجليل في القبلة.
مريم العقروقة
عملت كباحثة اجتماعية في وزارة الشؤون ومن ثم باحثة للتراث في وزارة الاعلام «بيت البدر»، توفيت عام 14/10/2012 اهتمت بالأزياء الشعبية والبحث في الحرف القديمة وعملت في مجال التراث بعد التقاعد بالاضافة الى مساعدة الكثير من طلبة الماجستير والدكتوراه فيما يخص هذا المجال.
سلطان المضف
ابن بار من أبناء الكويت قدم خلال مسيرته المباركة قبسات وطنية أثرت في مجتمعه وأسست لعطاءات باتت نبراسا مضيئا، وهو مؤسس إحياء التراث للغوص البحري بالنادي البحري، وعضو مجلس ادارة وأمين سر النادي البحري الرياضي الكويتي، عقيد بكلية الشرطة.
عبدالله المرشد
ولد رحمه الله عام 1860 في بلدة العطار في عودة السدير في العربية السعودية، نتيجة لحالة القحط التي أصابت منطقة نجد في القرن التاسع عشر انتقل الى الكويت مع بعض أقربائه وكان عمره آنذاك عشر سنوات حيث كان الصبي في هذه السن يعتمد عليه في التجارة، وعمل نوخذة طواش «موسوعة السعيدان» حيث كان يتاجر باللؤلؤ بين البحرين والهند والكويت وكان بعض النواخذة يأتمنونه على ما تبقى لديهم من اللؤلؤ لبيعه في الهند ويوفيهم حقوقهم.
قم بكتابة اول تعليق