وصف رئيس مجلس الامة مرزوق علي الغانم العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بانها “جيدة” ولم تتأثر في كم الاستجوابات التي قدمت أخيرا الى الوزراء في الحكومة.
وقال الغانم خلال لقائه وفد (العلاقات مع شبه الجزيرة العربية) في البرلمان الاوروبي ان “العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية تمر بفترات سيئة واخرى جيدة وهذا امر طبيعي في اي دولة ديمقراطية والكويت ليست استثناء”.
واضاف ان الاهم هو التزام السلطتين في اطار الدستور الذي لم تخرج عنه الكويت منذ فترات زمنية طويلة مؤكدا ان الدستور هو المرجعية لأي خلاف يحدث بين المجلس والحكومة.
واوضح ان الدستور “وضع بالتوافق بين مختلف فئات وشرائح الشعب الكويتي وبالتالي ارتضيناه ليكون عقدا بين الحاكم والمحكوم وهذا امر نفخر به عبر التزام جميع الأطراف بهذا الامر”.
وافاد الغانم الذي يزور العاصمة البلجيكية بروكسل على رأس وفد برلماني في زيارة رسمية تستمر أربعة أيام بأن المادة (50) من الدستور تنص على “فصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية مع تعاونها”.
واوضح ان هناك عداد كبيرا من النواب الشباب في مجلس الامة الحالي “جاؤوا بعزيمة صادقة وارادة صلبة لتحقيق انجاز فعلي للشعب الكويتي”.
وردا على سؤال حول سبب عدم الغاء عقوبة الاعدام في الكويت قال الغانم “نحن نتفهم وجهة النظر الاوروبية في هذا الشأن .. ولكن على الدول الاوروبية كذلك تفهم وجهة نظر معظم الشعب الكويتي”.
واضاف ان ” الخلاف في وجهات النظر يجب ان لا يفسد للود قضية فعقوبة الإعدام أتت بتشريع قانوني صادر عن مجلس الامة وهي تعكس رأي الأمة وهو ما يجب ان يحترم”.
وذكر ” نحن نعتز بعقيدتنا الاسلامية وديننا الحنيف الذي يحترم جميع الاديان الاخرى ومن حيث المبدأ فإننا نتمسك بشريعتنا وما تنص عليه” مبينا ان “هذا الخلاف لا يقتصر فقط على دول الخليج بل هو موجود في العديد من دول العالم ومنها الولايات المتحدة الامريكية إذ يتباين القانون من ولاية الى اخرى في موضوع الاعدام فهذه القوانين تعكس خصوصية كل مجتمع ويجب ان تحترم سواء اتفقنا معها ام لم نتفق”.
وعن مدى اهتمام الكويت بقضايا حقوق الانسان اعرب الغانم عن فخره بما حققته الكويت من انجازات في هذا المجال ومنها انشاء مجلس الامة لجنة برلمانية متخصصة في حقوق الإنسان تعنى بهذه القضايا وتنظر في اي شكوى تقدم من أي مواطن.
وقال “ليس لدينا سجناء رأي في الكويت رغم سخونة الحراك السياسي والشعبي وان كان هناك سجناء مخالفون للقانون فهذا أمر موجود في كل دول العالم ” مؤكدا ان الدستور يكفل حرية الاعتقاد والديانات والرأي شريطة ان لا يسيء الى الاخرين.
واوضح ان هناك ادعاءات كثيرة بانتهاك بعض حقوق الانسان سواء في الكويت او اوروبا جراء “ارتفاع سقف الحرية” موضحا ان وجود الادعاءات “لايعني صحتها ونحن نقول البينة على من ادعى”.
وطالب الرئيس الغانم الجانب الاوروبي بتقوية وترسيخ وتطوير قنوات الحوار بين الجانبين مشددا على ضرورة التحقق من اي ادعاء في قضايا حقوق الانسان قبل ابداء الرأي فيه عبر قنوات الحوار والسؤال المباشر.
وعن موقف الكويت من الوضع المتدهور في سوريا قال رئيس مجلس الامة ان الكويت تعد من اكبر الدول الداعمة للشعب السوري لافتا الى استضافتها مؤتمر المانحين الدولي لدعم الوضع الانساني في سوريا في يناير الماضي وكذلك النسخة الثانية منه في يناير المقبل.
وطالب الغانم الدول الكبرى والمجتمع الاوروبي بتحمل مسؤولياتهم لايقاف حمام الدم وقتل الابرياء في سوريا مؤكدا ان ” الشعب الكويتي بصفة عامة لا يدعم النظام الحاكم في سوريا ونتوقع ونتمنى سقوطه بأسرع وقت”.
وقال “نحن نريد ان تتخلص سوريا من نظام مستبد وتتحول الى دولة موحدة ديمقراطية تنبذ فكرة التقسيم وتنعم بالامن والاستقرار ولا نريدها ان تتخلص من نظام مستبد لتقع تحت وطأة نظام مستبد آخر”.
وحول الاوضاع في مصر دعا الرئيس الغانم الى عدم التدخل في هذا الشأن الداخلي وترك الشعب المصري يقرر مصيره ومستقبله بنفسه من دون اي تدخل خارجي.
وعن الوضع الامني في العراق ومدى تأثر الكويت به اكد ان استقرار العراق هو من استقرار الكويت ودول المنطقة مبينا ان عدم الاستقرار في العراق له تداعيات سلبية على المنطقة.
واعرب الغانم عن حزنه الشديد لما يتعرض له العراق منذ سنوات طويلة وحتى الان من تفجيرات وتصفيات ونزيف للدماء دون اي تحسن يذكر.
وحذر من تداعيات تدهور الوضع الامني في العراق على الجميع داعيا الدول الكبرى وفي مقدمتها الدول الاوروبية ودول المنطقة الى وضع آلية معينة لوقف النزيف الدموي في العراق.
وعن الاتفاق الذي توصلت اليه مجموعة (5+1) وايران حول ملفها النووي في جنيف افاد الغانم بأن ” الشعوب الخليجية تشجع اي تقارب ما بين الغرب و ايران حرصا منها على اخلاء المنطقة من الاسلحة النووية”.
الا انه دعا “الاصدقاء الاوروبيين الى عدم النظر الى هذا الموضوع من عين واحدة عبر تحريمه على ايران مقابل التغاضي عن اسرائيل”.
وذكر ان ” دول المنطقة يجب ان تكون خالية من الاسلحة النووية سواء في اسرائيل او ايران ومن واجب الدول الغربية التوضيح للشعوب الخليجية ان تحالفهم والتزامهم بأمن دول الخليج هو التزام غير قابل للنقض”.
وقال ان “هناك شعورا بالقلق لدى الشعوب الخليجية من اي تقارب غير مدروس” موضحا ان التقارب المرحب به هو الذي يؤدي الى تحقيق الاهداف المشتركة.
واكد رئيس مجلس الامة ان دول الشعوب الخليجية ” لا تكن العداء لايران انما هناك خلافات على الجزر الاماراتية الثلاث” التي تحتلها.
وذكر الغانم ان “الشعب الخليجي واحد وسنلتزم بأي قضية تمس اي دولة من دول مجلس التعاون” معربا عن تمنياته بحل جميع القضايا العالقة بين دول الخليج وايران.
وحول العلاقات الثنائية دعا رئيس مجلس الامة البرلمان الاوروبي الى تطوير قنوات الاتصال والحوار المباشر مع مجلس الامة الكويتي بما يسهم في تعزيز العلاقات بين الجانبين.
وقال الغانم أن جزءا من اهداف زيارة الوفد البرلماني الكويتي الى البرلمان الاوروبي هو ابقاء قنوات الاتصال المباشر والحوار بين الجانبين وان لا يقتصر على زيارات معينة بين الحين والاخر.
من جانب آخر بحث رئيس مجلس الامة والوفد البرلماني المرافق له مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي المار بروك العلاقات الثنائية بين الجانبين وسبل تطويرها في المجالات البرلمانية اضافة الى عدد من القضايا الاقليمية.
ويرافق الغانم وفد برلماني يضم كلا من النواب يعقوب الصانع وفيصل الشايع والدكتور علي العمير والدكتور عبدالكريم الكندري والدكتور عودة الرويعي وراكان النصف وطلال الجلال وكامل العوضي وسيف العازمي اضافة الى الامين العام لمجلس الامة علام الكندري.
قم بكتابة اول تعليق