وتتواصل عروض وندوات مهرجان الكويت المسرحي الرابع عشر، حيث أقيمت مساء أمس الأول عرض “راديكاليا” لفرق مسرح الشباب، وأعقب العرض ندوة التطبيقية في قاعة الندوات بمسرح الدسمة وحضرها جمهور غفير وحشد من الفنانين والمهتمين بشؤون المسرح تقدمهم الأمين العام المساعد لقطاع المسرح محمد العسعوسي ونائب المدير العام للشباب بالهيئة العامة للشباب والرياضة المخرج عبد الله عبد الرسول ومدير مهرجان الكويت المسرحي صالح الحمر وأدرها إبراهيم الفودري وعقب عليها المسرحي العماني الدكتور محمد الحبسي وصعد بجوارهما على المنصة مخرج ومؤلف العرض علي البلوشي، وقد استهل الحديث عريف الندوة مثنيا على جهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي استطاع أن يقدم مهرجان مسرحي حافلا بالعروض والفعاليات المميزة والتي عبرت في مضمونها عن تطوير المسرح في الكويت ، وقال الفودري أن العرض كان مسك ختام العروض لاسيما أن القائمين عليه مجموعة من شباب الكويت الذي يحلم بمستقبل جيد وان وجودهم في هذا الفضاء إنما يؤكد كلمات صاحب السمو أمير البلاد في أكثر من مناسبة والتي وصفهم بصناع المستقبل لأنه يكملون مسيرة البناء ، وأضاف لعل استحداث وزارة للشباب في الكويت يأتي من أجل هؤلاء ، وكذلك يؤكد كلمات وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون الشباب التي قالها نيابة عنه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م علي اليوحة بضرورة أعطاء الشباب فرص للعمل والحوار .
من جهته تقدم الحبسي في مستهل تعقيبه بالشكر لكل من الأمانة العامة للمجلس الوطني على تنظيم المهرجان والى الهيئة العامة للشباب والرياضة التي تبنت عرض “راديكاليا” والشباب الذين قدموه ، وقال أن هذا العرض المسرحي كان بمثابة “كولاج” مسرحي حمل منودراما رمزية مبالغ فيها لكن المخرج أراد من خلال المضامين والأفكار التي قدمها أن تكون هناك ثورة للتغيير الجذري في النواحي السياسية والاجتماعية وغيرها وكان لافتا ذلك من خلال استخدامه إلى مجموعة من النصوص المسرحية ، مشيرا إلى أن النص بحاجة إلى المزيد من إعادة الكتابة لأن الدعوة للعدالة الاجتماعية واستنطاقها تحتاج إلى إعادة تأليف من جديد .
وأضاف أن فكرة العرض تخاطب نفوسنا وضمائرنا لكنها بحاجة الى الاشتغال على البنية الدرامية من أجل أن تصل أكثر للمتلقي ، منوها إلى أن وجود المخرج والمؤلف في شخص البلوشي إنما أعطاه الفرصة أن يضيف ويحذف باستسهال .
واعتبر أن السنغرافيا هي بطل رئيسي في العرض لما حملته من رؤية بصرية وان كانت البساطة مطلوبة في المستقبل، متمنيا أن يكون كل القائمين في العرض ومن يعملون فيها أن يتفهموا معناها ومقاصدها .
وأشاد الحبسي بالممثلين الذين شاركوا في العرض لاسيما على كاكولي ، وقال كان هناك أداء جمالي وكذلك الموسيقى والأزياء ، مطالبا بعدم إقحام الكوميديا في أي مشهد .
وقد تحدث مجموعة من جمهور الحضور بينهم عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور فهد السليم الذي أشاد بالشباب وطلبة وخريجي المعهد والفنان علي كاكولي.
أما حسام عبد الهادي فقال نحن أمام حالة إبداعية ومأساوية استثنائية ، حيث شعرت بتقدم الحركة المسرحية في الكويت من خلال هذا العرض الذي استطاع أن يغازل الصالة التي أكدت على الوعي المسرحي في الكويت ، منوها إلى أن المسرحية حملت جماليات مهمة وكان هناك توافق عقلي وعصبي جيد لدى الممثلين.
واعتبر الناقد علاء الجابر أن كاكولي وضع لجنة التحكيم في حيرة بسب أدائه الرائع ، وقال كم تمنيت أن يعمل كاكولي عل نص خاص به لما لديه من طاقة ، مشيدا بجهود القائمين على العرض وخصوصا المخرج الذي استطاع التغريب، بينما أكد محمد عبد الرسول أن هذا العرض شهد ولادة مخرج استطاع أن يستخدم كل مقومات العرض المسرحي .
ورأى الكاتب حمد بدر أن هناك تكرار في الحوارات بالنص ، بينما انحنت مجد القصص للفنان علي كاكولي لما قدمه في العرض وأكدت على ما ذكره حمد بدر من تكرار الجمل والحركة معا .
وقال الناقد عبد المحسن الشمري أن السنغرافيا تغلبت على النصوص في كل عروض المهرجان وعرض “راديكاليا ” ليس ببعيد ، كذلك كان هذا العرض اقرب للمنودراما، بينما شدد الفنان عصام الكاظمي على أن العمل خرج بشكل مكتمل يحمل رؤية بصرية ممتعة ، وأشاد بالفنان على كاكولي وبما قدمه من أداء على خشبة المسرح ، وأضاف لقد كان طالب عندي مع علي الحسيني في المسرح المدرسي وكان متميز .
اما الدكتور عزيز خيون فقال هذا الجيل يعي زمنه جيد ولن تقوى عليه دبابة أو طائرة ، بينما أشاد الفنان طارق العلي بهذا الجيل من الشباب المسرح وقال الكويت فخورة بكم وأتمنى أن أرى المنتجين ليشاهدوا هذا الشباب كما كنت أتمنى أن ينافس هؤلاء الشباب المسرحيين الذين ينتمون للفرق الأهلية الذين يأتون إليها من أجل التصويت لاختيار مجالس الإدارة فقط.
وكشف هاني النصار عن أنه أجل سفره حتي يشاهد هذا العرض وقال كل من شارك في هذا العمل اشتغل بجدية وقدم نفسه من جديد لاسيما سارة وعبد الله الحمود وغيرهم .
من جهته ألقي الأمين العام لقطاع المسرح محمد السنعوسي كلمة قال فيها لقد أعرضت عن التعقيب على العروض طوال أيام المهرجان ولكن بما إننا اقتربنا من انتهاء هذه الدورة أتقدم بالشكر لكل من شارك وساهم في هذا المهرجان وكل من صعد على خشبة المسرح وجلس على منصة الندوات وكل من بذل جهد وقدم فكرة ، مشيرا إلى أن كل الأفكار والاقتراحات سيتم الأخذ بها بعين الاعتبار .
واعتبر أن المكسب من هذا المهرجان هو بناء لبنة جديدة من لبناته ووجود هذه النخبة المسرحية والنقاد من الخليج والعالم العربي وكسب مجموعة كبيرة من المخرجين والمؤلفين والممثلين والفنين ، وأضاف أن المكسب الأكبر هو هذا الجهور الذي ملء قاعة المسرح وقاعة الندوات فشكرا للجميع فنانين ونقاد وإعلاميين وكل عام وانتم بخير والى اللقاء في فعاليات ومهرجانات جديدة.
وفي نهاية الندوة تقدم مخرج ومؤلف العرض بالشكر لكل من شاركه معه في العرض وكل من سانده ، وقال أنه سيأخذ بكل الاقتراحات والأفكار التي طرحها النقاد في العرض .
قم بكتابة اول تعليق