لولاكي 3 تحقق نجاحاً جماهيرياً بارزاً

تعتمد العروض المسرحية الجماهيرية على موهبة النجوم المشاركين في بطولتها، وغالبا ما يخرج هؤلاء النجوم عن النص في حوارات جانبية تبتعد أو تقترب من الفكرة الأساسية للنص المسرحي حسب أجواء العرض ومقدرة هؤلاء النجوم على التعاطي مع الفكرة، ومسرحية «لولاكي 3» التي كتبها وأخرجها الفنان محمد الحملي وقدمت عروضها على مسرح تنمية المجتمع في الزهراء واحدة من الأعمال التي حققت نجاحا جماهيريا كبيرا، وقد برز في العرض أكثر من ممثل موهوب.

شارك في بطولة المسرحية عبدالرحمن العقل ومحمد الحملي وهبة الدري ومبارك المانع ونورا العميري وناصر الدوب ومشاري المجيبل وبدر البناي وأحمد الفرج إلى جانب فرقة استعراضية.

تنطلق الفكرة الأساسية التي رسمها محمد الحملي من خلال أسرة كويتية تعاني مشكلة أزلية تتمثل برفض البنت الكبرى الزواج بمن يتقدم لها، وتفرض شروطا تعجيزية مما يجعلها تدخل منطقة العنوسة، ويفكر والدها بحيلة مع الخادم الذي يعمل لديه من أجل إرغامها على الزواج بحيث تقوم شقيقة الخادم بدور الفتاة، المفاجأة ان العريس المنتظر يقود باللعبة نفسها مع خادمه. وتتوالى الأحداث في أجواء كوميدية لتنتهي برفض الفتاة الزواج بالشاب الذي تقدم لخطبتها بعد أن عرف كل منهما حقيقة الآخر.

قد تكون الفكرة التي استندت إليها فكرة المسرحية مستهلكة سبق تقديمها في العديد من الأعمال مثل «الثالث» و«الشاطر حسن» و«الملك هو الملك» وغيرها، لكن الجديد فيها هو تقديمها في عرض جماهيري لمناقشة قضية اجتماعية بحتة، إذ جرت العادة أن يكون الطرح سياسيا في كل مرة.

يغلب على الأعمال الجماهيرية عدم الاهتمام بالشخصيات الدرامية، لأن العمل غالبًا ما يعتمد على حوارات طويلة بعيدة عن القضية المراد التطرق إليها، وفي مسرحية «لولاكي» يمكن الإشارة الى بعض الشخصيات التي اتخذت مسارا واضحا لم تخرج منه الا قليلا ومنها شخصية الأب، وشخصية الابن ناصر، والعريس بدر.

أما بقية الشخصيات فلم تتضح معالمها الرئيسية واعتمدت على حوارات جانبية وطويلة غالبا ما كانت ثنائية، لكن يغفر لتلك الشخصيات أنها كانت بعيدة في حوارتها عن الاسفاف، واحترمت المشاهد إلى درجة كبيرة.

محمد الحملي كان أمام مأزق الرضوخ لرغبات الفنانين المشاركين في العرض في الخروج عن النص، ولم يكن أمامه إلا الانصياع لتلك الرغبة، ومنحهم مساحات طويلة من الحوارات المجانية، لكنه في المقابل عمل على تقديم رؤية إخراجية من خلال توظيف المجاميع، والاستفادة من الموروث في بعض الاستعراضات مما شكل نوعا من التوازن في العرض المسرحي.

كما نجح الحملي في توظيف الأغاني في عرضه المسرحي إلى حد بعيد خاصة في مشهد الزار.

ربما يكون الفنان مبارك المانع هو النجم الأكثر تألقا بين الفنانين المشاركين في العرض المسرحي لأنه كتب شهادة ميلاده بقوة، ومن المحتمل أن يكون رقما صعبا في قادم الأيام لأنه فنان موهوب يمتلك ما يؤهله للمضي قدما في طريق التفوق الفني، يمتلك الموهبة والحضور الفني وسرعة البديهة وهي مؤهلات مهمة ستساعده بلا شك في وضع بصمته الفنية، وجاء أداء الفنان عبدالرحمن العقل متوازنا كالعادة وقاد فريق المسرحية إلى بر الأمان بخبرته وحنكته، وبرز في العرض الفنان محمد الحملي ومشاري المجيبل وناصر الدوب.

 

القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.