دان مجلس الأمن الدولي هنا اليوم “بشدة” اعمال العنف ضد المدنيين وطاقم الأمم المتحدة وأفراد من الطوائف والاقليات العرقية في جنوب السودان ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى وعشرات الآلاف من المشردين داخليا.
كما دان المجلس “بشدة” الهجمات على المنشآت النفطية والتي اسفرت عن خسائر فادحة في ارواح عمال النفط داعيا جميع الأطراف إلى ضمان أمن البنى التحتية الاقتصادية وسلامة الموظفين.
وقال رئيس المجلس جيرار ارو من فرنسا في بيان عقب الجلسة المغلقة من مسؤول في حفظ السلام في الامم المتحدة ادموند موليه حول تطورات الوضع في جنوب السودان ان الأعضاء أعربوا عن قلقهم ازاء التدهور الأمني السريع والأزمة الانسانية الناتجة عن خلاف سياسي بين الزعماء السياسيين.
وحذر من أن هذا الوضع يهدد الاستقرار على المدى الطويل في جنوب السودان والمنطقة ويشيع المخاوف بأن يؤدي إلى حرب أهلية فيما أكد المجلس “ضرورة أن ترفض كافة الأطراف العنف بجميع أشكاله وأن تحل خلافاتها بالطرق السلمية”.
وذكر أرو أن المجلس دعا رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه السابق ريك ماشار لإظهار القيادة في تحقيق حل سريع وسلمي لهذه الأزمة من خلال الدعوة لوقف الأعمال العدائية والبدء فورا في حوار.
ودان المجلس بشكل خاص و”بأشد العبارات” الهجوم على معسكر بعثة الامم المتحدة (يونميس) في (أكوبو) أمس والذي أسفر عن مقتل اثنين من قوات حفظ السلام وجرح آخر وكذلك ما لا يقل عن 11 من المدنيين الذين لجؤوا للمعسكر مطالبا (جوبا) بالتحقيق في الحادث وتقديم الجناة إلى العدالة.
ودعا المجلس جميع الأطراف إلى حماية المدنيين مناشدا جميع الدول والمنظمات ذات الصلة إلى استخدام نفوذها مع القادة السياسيين في جنوب السودان لوضع حد للعنف والشروع في مصالحة لاسيما بعد أن بلغ عدد المدنيين الفارين لمنشآت الأمم المتحدة في جميع أنحاء البلاد أكثر من 35 ألفا.
ورحب في هذا الصدد بمبادرة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق افريقيا (إيغاد) التي أرسلت وفدا وزاريا الى جوبا أمس في إطار السعي لإطلاق حوار والتوسط بين الزعماء الرئيسيين.
وحث المجلس “بشدة” جميع الأطراف على التعاون مع هذه المبادرة محذرا من أن شن هجمات متعمدة ضد موظفي ومنشآت ومواد ووحدات أو مركبات مهمة من مهام حفظ السلام المنتشرة وفقا لميثاق الأمم المتحدة “قد ترقى إلى جريمة” بموجب القانون الدولي.
وأثنى المجلس أيضا على الوكالات الإنسانية لإيواء الآلاف من المدنيين الذين لجؤوا إلى مقراتها مطالبا جميع الأطراف بالتعاون التام مع بعثة (يونميس) في تنفيذ ولايتها ومحذرا من أن الجهود الرامية إلى تقويض جهودها “لن يتم التسامح معها”.
وتعهد المجلس في ختام بيانه بمواصلة متابعة الوضع في جنوب السودان “عن كثب” وحذر من انه سيتخذ “خطوات إضافية حسب الضرورة”.
وفي رده على اسئلة الصحافيين قال ارو ان الوضع في جنوب السودان “الى حد كبير في تغير مستمر” والعديد من العناصر لا تزال “غير واضحة”.
يذكر أن جنوب السودان يعيش على وقع أحداث عنف واسعة منذ الاحد الماضي عندما اشتبك جنود الحكومة الموالية للرئيس سلفا كير الذي ينتمي إلى قبيلة (الدينكا) مع الموالين لنائب الرئيس السابق ريك مشار الذي ينتمي إلى قبيلة (النوير) المنافسة.
قم بكتابة اول تعليق