أسدل الستار على فعاليات مهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ14 التي امتدت طوال الفترة من 10-20 ديسمبر 2013، في حفل ختام أقيم على مسرح الدسمة حضره الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب م.علي اليوحة ، والأمين العام لقطاع الشؤون الثقافية محمد العسعوسي ومدير المهرجان صالح الحمر، وضيوف المهرجان وعدد من الفنانين والمهتمين بالشان الفني.
قبيل بدء حفل الختام أقيم معرض فني للفنان الكبير فؤاد الشطي أستعرض فيها لوحات ترصد أهم محطاته الفنية وقام بإفتتاح المعرض الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب م.علي اليوحة.
بداية الحفل كانت مع مشهد مسرحي ضاحك قدمته فرقة خواطر الظلام السعودية والذي رمى إلى ضرورة الإتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي.
كلمة وزير الاعلام
وقامت عريفة سودابة علي بدعوة الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب م.علي اليوحة لإلقاء كلمة الختام نيابة عن راعي المهرجان وزير الإعلام رئيس المجلس الأعلى للثقافة والفنون والأداب سلمان الحمود الصباح والتي استهلها اليوحة بالقول:”
السادة الحضور: يسعدني أن أرحب بكم في ختام هذا المهرجان السنوي، الذي يجمع كعادته مثل هذا الحشد الطيب، من مختلف الشرائح ومن المهتمين بالشأن المسرحي، ليلتقوا هنا على أرض الكويت بلد المحبة والعطاء، فيتواصلوا ويتفاعلوا فيما بينهم، كما يتفاعلون مع جمهور المهرجان في أجواء احتفالية تتنوع ما بين عروض مسرحية، وندوات من البحث والنقاش والتفكير في قضايا المسرح، والتي نأمل أن تكون قد شكلت بأبحاثها ونتائجها إضافة نوعية على تطور المسرح وتعزيز دوره في مسيرة التنمية الشاملة، إن كان على المستوى الوطني أو على المستويين الخليجي والعربي بشكل عام.
الحفل الكريم
أربعة عشر عاما من عمر هذا المهرجان، وما زال قادرا على الاستمرار والعطاء ومواكبة المتغيرات الاجتماعية والثقافية بفضل ما تقدمه القيادة الرشيدة لهذه البلاد، من دعم لاستمرارية هذا المهرجان، وما يصاحبه من خلق لفرص التلاقي والحوار والعمل المشترك بين رموز المسرح والمبدعين الخليجيين والعرب… أربعة عشر عاما مضت من التلاقي المسرحي الوطني والخليجي والعربي، تحولت فيها الأماني والرغبات إلى خطوات فعلية على أرض الواقع، أسهم فيها الوعي الثقافي المستنير بنقل التجربة المسرحية – بكل ثقة واقتدار – من حالة تطويرية إلى أخرى سواء كان ذلك على مستوى الطاقات الإبداعية الشبابية، أو على مستوى الكيانات المسرحية، وهو الأمر الذي أسهم كثيرا في منح المسرح الكويتي، هويته الخاصة المنطلقة من بيئته وتاريخه وقضاياه من دون انفصال عن محيطه الخليجي أو العربي أو الإنساني… آخذين في الاعتبار كل القيم الأصيلة والتجارب الناجحة التي غرسها الرواد الأوائل في تربة المسرح، من أجل تثبيت دعائم الحركة المسرحية التي نحصد ثمارها جيلا بعد جيل.
السادة الحضور،
إننا في دولة الكويت ننظر لمبدعينا العاملين في الحقل المسرحي بعين الفخر والاعتزاز، فهم رافد رئيسي من روافد الثقافة التي تبنى عليها ثقافات وحضارات الشعوب، نسعد حينما نشاهد هذا الارتقاء والتألق منهم على خشبة المسرح، فاليوم نشهد بلا شك حالة من التعاطي الثقافي الراقي لشباب هذا الوطن، وما أن يسدل الستار على فعاليات هذه الدورة، حتى يظهر من جديد هاجس الإبداع والتوهج ليكون محفزا ودافعا للعمل بجد للتحضير للدورة القادمة، وهذا بحد ذاته يسعد القائمين على الشأن الثقافي والمسرحي ويدفعهم للعمل بشكل أكبر لتذليل الصعاب أمام المبدع والفنان فكل الشكر لمن أسهم في إنجاح هذه الدورة لمهرجان الكويت المسرحي من أبناء هذا الوطن ومن جميع المخلصين على أرضه.
حضورنا الكريم،
اليوم كلنا نحصد الجوائز ونفوز في هذا المهرجان، فمنا من فاز بمتعة المشاهدة، ومنا من فاز بالمتعة الفكرية والاستنارة العلمية بكل ما هو مفيد وجديد من خلال الندوات التطبيقية والفكرية، ومنا من فاز باكتساب الخبرة من خلال الاحتكاك والمشاركة بهذا المهرجان، ومنا من سيفوز اليوم بالجوائز الخاصة بمسابقة المهرجان حيث تحملت لجنة التحكيم عبء المفاضلة بين العروض المتنافسة، فكل الشكر والتقدير لأعضاء لجنة التحكيم لقبولهم هذه المهمة الصعبة، فالمفاضلة في أمر الإبداع والجمال فيه القدر الكبير من المشقة والشفافية العالية لأعضاء هذه اللجنة التي تعمل أثناء المفاضلة وفقا لمعايير وقياسات جمالية دقيقة وفاصلة.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أتقدم بالتهنئة للفائزين بجوائز هذا المهرجان… كما يسرني أن أتقدم بكلمة شكر إلى الفرق المسرحية الأهلية، وإلى فرق الهيئة العامة للشباب، والمسرح الجامعي، والمعهد العالي للفنون المسرحية وشركة سوبر ستار، فلا يمكن للمنصف إلا أن يوفيهم حقهم من التقدير والشكر، لما يبذلونه من جهد في سبيل إنعاش الحركة المسرحية الكويتية ولا يفوتني أن أكرر التهنئة لكل النجوم المخضرمين، الذين كرموا في هذه الدورة، وفي الدورات السابقة، اعترافا بما قدموه لنا هؤلاء الرواد من فن رفيع طوال مسيرتهم الفنية.. وهنا نذكر بالعرفان دور الصحف ووسائل الإعلام المختلفة التي دعمت هذا العرس المسرحي الكويتي مؤكدين على أهمية الدور الكبير للإعلام الذي كان له طيب الأثر في إنجاح أعمال هذه الدورة، ولا ننسى تهنئة الفنان الكبير فؤاد الشطي أحد أهم رواد الحركة المسرحية الكويتية على تكريمه الليلة شخصية المهرجان.
مرة أخرى… أشكركم ضيوفنا الكرام من الخليج والوطن العربي، فقد أسعدنا تشريفكم وحضوركم بيننا في بلدكم الثاني الكويت، ونحن على أمل أن نلتقي بكم بإذن الله في دورات قادمة ونجاحات وإبداعات وتبادل وجهات النظر في كل ما يستجد في الحقل المسرحي وفي الشأن الثقافي.
شخصية المهرجان
عقب كلمة م.علي اليوحة أعلنت سودابة علي عن شخصية المهرجان والتي استحقها بجدارة الفنان المخضرم صاحب التاريخ الطويل فؤاد الشطي والذي صعد المسرح وسط حفال واستقبال كبيرين ، وألقى الشطي كلمة قال فيها :”ألتمس المعذرة فأنا على علم أنكم تواقون إلى معرفة نتيجة الجوائز،وأعتذر لإخواني وإخوتي ضيوف المهرجان من الفنانين العرب الذين لم تتح لي الفرصة أن أتشرف بلقاءهم لظروف لا يعلمها إلا الله ولقد تحاملت على نفسي للحضور الليلة طمعا وتمنيا أن أموت وأنا على خشبة المسرح،وأشكر القائمين على المهرجان الصغير قبل الكبير وشكرا لكم أن أعطيتموني هذا الحضور الرائع”.
توصيات لجنة التحكيم
فور كلمة الشطي صعد أعضاء لجنة التحكيم وهم رئيس اللجنة د.عنبر وليد رئيسا وزهيرة بنت عمار وخالد جلال ود.سامي الجمعان وإبراهيم خلفان والذين فوضوا د.عنبر وليد لإلقاء كلمة توصيات لجنة التحكيم والتي جاء فيها:
أولا: نظرا لما لاحظته اللجنة من مستوى العروض المقدمة في هذه الدورة، وبناء على ما اطلعت عليه من تقارير حول عروض الدورات السابقة، وأن هناك سمة مشتركة جمعت بين الدورات المختلفة هي المستوى غير المتصاعد للعروض، تهيب اللجنة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بدراسة المسببات لهذا المستوى الثابت عبر لجنة مختصة تقوم بتلك الدراسة.
ثانيا: توصي اللجنة بتشكيل هيئة فنية مختصة لقراءة النصوص، وتقييم العروض قبل قبولها في المسابقة الرسمية وذلك لضمان جودة العروض.
ثالثا: توصي اللجنة بتأسيس ورش مسرحية «في فن الكتابة المسرحية» حيث تبين وجود ضعف واضح في البناء الدرامي في بعض النصوص المشاركة، وندرة النص المحلي المؤلف تأليفا كاملا.
رابعا: توصي اللجنة بتأسيس ورش مسرحية في «الإخراج المسرحي والسينوغرافيا» قبل بدء المهرجان لتدريب المشاركين بالعروض المسرحية.
خامسا: توصي اللجنة بالعناية بالممثل خاصة والعمل على تجويد مهاراته.
سادسا: توصي اللجنة باختيار النصوص المسرحية المعبرة عن واقع الكويت وبقية دول الخليج، لقربها من قضايا أبناء هذه البلاد.
سابعا: توصي اللجنة بإدخال أنشطة جديدة على فعاليات المهرجان، يكون من شأنها ضمان تواصل الفرق المسرحية مع ضيوف المهرجان ومع جمهور المسرح.
ثامنا: توصي اللجنة بإعادة النظر في استراتيجية المهرجان، من أجل تطويره وتطوير فعالياته بما يتلاءم مع التاريخ الطويل والمكانة الكبيرة للحركة المسرحية في الكويت.
تاسعا: توصي اللجنة بضرورة اهتمام الفرق المسرحية المشاركة، بسلامة اللغة نطقا وبنية وإعرابا.
عاشرا: توصي اللجنة بتخصيص جائزة باسم «جائزة لجنة التحكيم» تمنحها اللجنة وفق معايير خاصة بها.
حادي عشر: توصي اللجنة بتخصيص جائزة لأفضل مكياج مسرحي، وجائزة أخرى لأفضل عمل جماعي.
ثاني عشر: توصي اللجنة بمشاركة عروض مسرحية خارج فضاء العلبة الايطالية.
ثالث عشر: توصي اللجنة بضرورة استخدام أكثر من مسرح لعروض المسابقة – وذلك لاتاحة الفرصة الزمنية للفرق لإعداد الديكور واستكمال عناصر العرض الفنية والتقنية، شريطة أن تكون هذه المسارح متكافئة تقنيا.
رابع عشر: تود اللجنة أن تشيد بما لاحظته من مشاركة فاعلة ودعم ومساندة من جيل الرواد مع الجيل المسرحي الشبابي في التمثيل على الخشبة.. وهو الأمر الذي سيسهم حتما في تطوير قدرات هؤلاء الشباب الذين نعول عليهم في مواصلة مسيرة العمل الثقافي والنهوض بالحركة المسرحية الكويتية.
الجوائز
افتتحت الجوائز بحصول الممثل ميثم الحسيني على جائزة أفضل ممثل واعد عن مسرحية “عتيج الصوف” التي قدمتها فرقة المسرح الجامعي، في حين اقتنصت الممثلة هنادي قربان أحسن ممثلة واعدة عن مسرحية “بروباجندا” عن شركة سوبر ستار، وجاء هاني عبد الصمد كأفضل مؤثرات صوتية عن مسرحية “راديكاليا” لفرقة مسرح الشباب، في حين جاءت جائزة أفضل إضاءة من نصيب بدر المعتوق عن مسرحية “من منهم هو” لفرقة المسرح الشعبي.
وحصل أحمد البناي على جائزة أفضل ديكور عن مسرحية “راديكاليا” واقتنصت الشابة سارة رشاد جائزة أفضل ممثلة دور ثان عن مسرحية “عتيج الصوف” لفرقة المسرح الجامعي وحصل الممثل يوسف البغلي على جائزة أفضل ممثل دور ثان كذلك عن مسرحية “معزوفة الذاكرة” لفرقة المسرح الكويتي.
جائزة أفضل ممثلة دور أول حصلت عليها الفنانة أحلام حسن عن مسرحية “من منهم هو” في حين حصل على كاكولي على جائزة أفضل ممثل دور أول عن مسرحية “راديكاليا” كما حصل المؤلف سليمان حذامي على جائزة أفضل ممثل عن مسرحية “إمرأة لا تريد أن تموت” ليأتي الدور على أفضل مخرج مسرحي والتي حصدها المخرج خالد أمين عن مسرحية “من منهم هو” وجاءت جائزة أفضل عرض متكامل من نصيب عرض “من منهم هو” ليسدل الستار على دورة من أنجح دورات مهرجان الكويت المسرحي دون جدال.
قم بكتابة اول تعليق