انتحر الطيار وأسقط الطائرة عمدا، وقتل 32 آخرين كانوا معه على متنها حين هوت وتحطمت قبل 3 أسابيع فوق “محمية بوابواتا” النائية والممتدة في متاهات الشمال الشرقي لناميبيا على مساحة 6100 كيلومتر مربع عند حدود مع أنغولا وبوتسوانا، تتكاثر فيها الفيلة والأسود والكلاب البرية، وغيرها من الضاريات الإفريقية.
رئيس مؤسسة الطيران المدني في موزمبيق، جواو أبريو، كشف أمس السبت في مؤتمر صحافي عقده، ونقلت وقائعه الوكالات، عن حقيقة ما جرى للطائرة بعد أن أقلعت في نهاية الشهر الماضي من عاصمة البلاد، مابوتو، إلى العاصمة الأنغولية لواندا، وعلى متنها 10 موزمبيقيين و9 أنغوليين و5 برتغاليين وفرنسي وبرازيلي وصيني، إضافة إلى طيارها ومساعده وطاقم من 4 أفراد، ممن كانوا في رحلة تستغرق عادة 4 ساعات، لكنها كانت من الأغرب بامتياز.
ظنوا في تحقيق أولي وسريع بدأوا به في اليوم التالي لتحطمها، ولخصه نائب مفوض الشرطة الناميبية، ويلي بامتون، أن السبب كان سوء الأحوال الجوية، لكن شركة “أمبراير” البرازيلية، وهي التي صنعت الطائرة وباعتها قبل عام من الحادث إلى “شركة طيران موزمبيق” قررت إرسال فنيين إلى موقع الحادث، للمشاركة بالتحقيق، وبأقل من 3 أسابيع تأكدوا أن الكارثة سببها واحد لا غيره: الطيار قرر الانتحار، ونحر معه جميع من كانوا معه على متنها.
وملخص ما قاله جواو أبريو في المؤتمر، بحسب ما راجعته “العربية.نت” في صحف موزمبيق والبرتغال الصادرة اليوم الأحد، مستند بشكل خاص إلى ما تم العثور عليه في صندوقي الطائرة الأسودين من تسجيلات ثانية بثانية لبيانات الرحلة الدموية للطائرة، فمنهما تم التأكد أن قائدها هيرمينيو دوس سانتوس فرناندس “تعمد بكل وضوح إسقاطها، ولأسباب ما زلنا نجهلها، لكن التحقيق مستمر” كما قال.
راح يناور بها كأنها طائرة تدريب
وأوضح أبريو أن قائد الطائرة، وهي طراز “أمبراير أس.أيه 190” للرحلات القصيرة، انتهز غياب مساعده الذي كان خارج القمرة، فأغلق على نفسه بابها وتجاهل كل إشارات الإنذار، ولم يسمح للمساعد بالعودة إليها، فأصبحت تحت إرادته يفعل بها ما يشاء، وسط ذعر دب في الركاب وطاقمها، ممن بدت استغاثاتهم مسموعة عبر ما سجله الصندوق الأسود.
وبعد أن أقفل باب قمرة القيادة من الداخل، قام بتشغيل الطيار الآلي، ثم تم سماع طرق ملح على بابها من أحدهم بدا أنه كان يريد الدخول إليها، وربما كان مساعد الطيار نفسه. كما تم سماع أجهزة الإنذار، في وقت راح الطيار يمعن في التلاعب بالطائرة لتسقط.
قام بتغيير ارتفاعها 3 مرات يدويا من أقصى ما كانت عليه، وهو 38 ألف قدم، إلى 592 قدما، كما قام بتغيير سرعتها مرات عدة، بل المناورة بها كأنها طائرة تدريب “مصرا على إسقاطها عمدا” على حد تعبير أبريو الذي لم يستخدم كلمة انتحار، على عادة شركات طيران سبق وواجهت انتحارات مماثلة، مما يمكن العثور عليه “أون لاين” بسهولة، وباللغة العربية أيضا.
قم بكتابة اول تعليق