تعول منظمات دولية ومعنيون بقضية اللاجئين السوريين على مؤتمر المانحين الذي تستضيفه دولة الكويت منتصف شهر يناير المقبل للتخفيف من محنة اللاجئين وهم على اعتاب العام الثالث من اللجوء والعيش في مخيمات في دول تعاني صعوبة في تامين احتياجات مواطنيها.
ومع دخول ازمة اللاجئين السوريين عامها الثالث يؤكد ممثلون عن منظمات وجهات معنية بقضية اللاجئين السوريين اهمية المؤتمر الذي يعقد بمبادرة من سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لدعم جهودهم امام تضاؤل الامكانات وتراجع القدرة على سد احتياجات اللاجئين السوريين الذين يعانون ظروفا انسانية ومناخية صعبة.
واشاد الرئيس العام للهلال الاحمر الاردني الدكتور محمد الحديد في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) هنا اليوم بدولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا على مبادراتهم الانسانية باستضافة المؤتمر واستجابتهم السريعة لدعم المشاريع الانسانية الناجمة عن تداعيات الازمة السورية.
وقال الحديد ان دولة الكويت لم تتوان يوما عن تقديم العون والدعم الانساني لمستحقيه وانجاح الجهود الدولية المعنية مؤكدا ان مؤتمر المانحين المقبل يجدد هذا النهج ويعكس خبرة دولة الكويت الطويلة في تنسيق الجهود الاغاثية والانسانية وانجاحها.
واعرب عن امله في ان يكون مؤتمر المانحين الثاني بمستوى نجاح المؤتمر الاول نفسه قائلا انه كان ناجحا بجميع المقاييس وجمع اموالا اكثر من المبالغ المطلوبة.
وأشار الى ان الحركة الدولية للهلال الاحمر والصليب الاحمر تعول على المؤتمر لتنفيذ مشاريع تخدم اللاجئين السوريين.
من جانبه قال مسؤول العلاقات الخارجية والتمويل للدعم الكويتي في مكتب التنسيق الاقليمي للاجئين السوريين في مفوضية الامم المتحدة مأمون محسن ل(كونا) ان امالا كبيرة معقودة على الدور الانساني الطليعي لدولة الكويت في المؤتمر المرتقب نظرا لاستفحال الأزمة الانسانية السورية وتضاعف معاناة اللاجئين في فصل الشتاء القارس خصوصا الأطفال.
واضاف ان اهمية المؤتمر تنبع من انعقاده مجددا بدولة الكويت التي اختطت مسارا نوعيا ومتقدما في مجال العمل الانساني عموما وخصوصا ما يتصل بالأزمة الانسانية السورية الراهنة والاستجابة للخطة الاقليمية التي اعلنت عنها الامم المتحدة اخيرا وتبلغ قيمتها 6.5 مليار دولار.
واشار محسن الى ان المؤتمر ياتي في ظل تفاقم التداعيات الانسانية للصراع المدمر في سوريا المتمثلة في ازدياد حركة النزوح الداخلي واستمرار تدفق اللاجئين الى دول الجوار الأربع والمنطقة الأوسع حيث يتوقع ان يزداد عدد الفارين من سوريا الى لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر من 2.3 مليون لاجئ هذا العام الى نحو 4.1 مليون بحلول نهاية 2014.
من جانبها اكدت مديرة مشروع الجرحى في مستشفى الجزيرة في الاردن بدرية شيخ البساتنة ل(كونا) اهمية الدور الكويتي في دعم اللاجئين السوريين.
وقالت ان 99.9 بالمئة من الدعم الذي يتلقاه مشروع علاج الجرحى في الاردن هو دعم كويتي خالص.
واكدت اهمية مؤتمر المانحين الثاني في تقديم الدعم والمساعدة للتخفيف من مأساة اللاجئين السوريين مشيرة الى ان جهود الاغاثة الكويتية للاجئين السوريين في الاردن اسهمت في علاج حوالي ستة الاف مصاب سوري.
وطالبت بضرورة تنسيق الجهود الرسمية للدول المانحة وتقديم الدعم للاجئين مباشرة من خلال مؤسسات المجتمع المدني في هذه الدول والاستفادة من التجربة الكويتية الممتدة على مدى 60 عاما في هذا المجال.
من جانبه قال سفير دولة الكويت لدى الاردن الدكتور حمد الدعيج ان الاستعدادات تتواصل لانجاح اعمال مؤتمر المانحين الذي يعقد للعام الثاني على التوالي بمبادرة من صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه لاستضافته من اجل تضافر الجهود الدولية ولفت الاهتمام لمعاناة الشعب السوري الشقيق وايجاد الدعم اللازم للتخفيف من مأساته.
وتقدر بيانات الامم المتحدة اجمالي عدد اللاجئين السوريين حاليا ب 2.3 مليون لاجئ ولاجئة فروا الى دول جوار سوريا (الاردن ولبنان وتركيا والعراق) هربا من الازمة التي اندلعت في بلدهم في شهر مارس عام 2011.
قم بكتابة اول تعليق