في ليلة كان عنوانها التكريم والوفاء للمربي الفاضل والفنان التشكيلي القدير المرحوم أيوب حسين الأيوب، أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حفلا تأبينيا تكريما لذكراه وتقديرا لأعماله، الى جانب اقامة معرض لعدد من أعماله وذلك في مكتبة الكويت الوطنية، بحضور الامين العام للمجلس الوطني المهندس علي اليوحة، والامين المساعد لقطاع الثقافة والفنون د. بدر الدويش وكوكبة من الفنانيين والمثقفين والأكاديميين الكويتيين، وجمهور الفنان أيوب حسين جاءوا ليشهدوا ليلة تكريم الفنان القدير.
تعددت كلمات الوفاء والتقدير في ليلة التكريم، وكانت البداية مع مدير مكتبة الكويت الوطنية الدكتور حسين الانصاري الذي ألقى كلمة نيابة عن وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح، وأكد فيها أن المبدعين يصنعون مجد أوطانهم ويضيئون مشاعل الحضارة ليكون الغد أجمل كما ان أعمال المبدع تحفر اسمه في سجل الخالدين ومن واجبنا ان نسلط الضوء على انجازات الراحلين لتبقى حاضرة في ذاكرة وقلوب الاجيال.
وأضاف الدكتور الانصاري ان الفنان المكرم كان يتمتع بمواهب عدة منها الرسم التشكيلي والشعر والادب “فرسم بلوحاته التي تقارب ال 700 لوحة تاريخ الكويت وتراثها وعاداة أهلها ليخلد بذلك مرحلة من تاريخها وعمل أيضا على الحفاظ على اللهجات ودراسته كما عمل مربيا للاجيال الصاعدة على مدى 30 عاما.
من جانبها قالت رئيسة المجلس الاستشاري لمكتبة الكويت الوطنية الدكتورة كافية رمضان في كلمة مماثلة ان المميزين هم الذين يرتبطون عضويا بأوطانهم التي تعرف بهم ويعرفون بها فيضيفون للوحة الوطن جمالا لا تغيبه الايام ولا تأخذ بريقه السنون.
وأضافت الدكتورة رمضان ان من حق المبدعين على أوطانهم ان ينالوا من التكريم شيئا مما يستحقونه فليس من أحد يستطيع أن يعطي الفنان ما يستحق أو ما يعادل موهبته وابداعه لكن في المقابل اهمال المبدعين هو اهمال لاجمل ما يصنع تاريخ الحضارة الانسانية.
ولفتت الى سعي المكتبة الى انجاز مشروع (ذاكرة الوطن) الذي يؤرخ لحضارة دولة الكويت ويخلد أسماء المميزبن فيها لتبقى في ذاكرة الاجيال جيلا بعد جيل ويحرص هذا المشروع على توفير البيانات والصور لكل تلك الذاكرة.
وذكرت ان أول من رسمت له صورة زيتية حديثة ضمن مشروع المكتبة كان الفنان الراحل أيوب حسين التي ستحتل موقعها المميز في اورقة المكتبة كما ستضم كتبه وبعض لوحاته لتصل بذلك الى أيدي الاجيال.
من جهته قال رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية الدكتور عبدالله الغنيم ان الراحل أيوب حسين من المبدعين الجديرين بأن يفاخر بهم وطننا الذين يأسى لفقدهم ويحزن لرحيلهم فقد كان رافدا من روافد التراث الكويتي وقدم من خلال ريشته وقلمه موسوعة حية عن الكويت في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.
وأضاف الدكتور الغنيم ان الفنان الراحل كان يسعى من خلال أعماله الى تعريف أجيال وطنه جيلا بعد آخر بملامح الحياة القديمة في وطنهم كما أرخ حصيلة أعماله في كتاب صدر عام 2002 بعنوان (التراث الكويتي في لوحات أيوب حسين) بالتعاون مع المركز ووضع فهرسة موضوعية شاملة لهذه اللوحات يسرت الاستفادة منها والاستعانة بها.
وذكر ان العديد من لوحات الفنان الراحل وزعت على مدارس الكويت كما تعاون مع مركز البحوث والدراسات الكويتية لاصدار كتبه منها كتاب (ألعابنا الشعبية الكويتية) عام 2005 بطبعة جديدة مختلفة عن طبعته الاولى واصدار آخر بعنوان (من قديم ألبومات ايوب حسين الايوب) عام 2011 وضم صور الراحل الفوتوغرافية التي التقطها عبر مسيرته العلمية والفنية.
ولفت الدكتور الغنيم الى اعتزام المركز اصدار كتاب جديد للراحل يتضمن أكثر من مائة صورة تمثل مجموعة من الادوات والاشياء التي كان الكويتيون يستخدمونها قديما مشيرا الى مسيرة الفنان الراحل الحافلة بالعطاء وحصوله على (جائزة الدولة التشجيعية) عن أعماله التصويرية عام 1997 و(جائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون التشكيلية) عام 2001.
بدوره قال الامين العام المساعد لقطاع الثقافة والفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب بدر الدويش ان الفنان الراحل غاب عنا إلا أن أعماله الفنية وسيرته موجودة وستبقى تدل على ابداعه ومن واجبنا ان نحافظ عليها ونقدمها الى أبناء وطننا خصوصا انه كان نموذجا رائعا في حب الوطن والعطاء الانساني والجهد الابداعي الخلاق.
وأضاف الدويش: أيوب حسين المعلم والوكيل والناظر والفنان ترك لنا مؤلفات قيمة عن الكويت القديمة، في سيرته كما في لوحاته صفحات تنبض بالحياة وتستحق أن نوليها العناية اللائقة ونقدمها لأبنائنا بشكل ميسور، ونقدم لهم أيضا نموذجا في حب الوطن والعطاء الانساني والجهد الابداعي الخلاق… مثل هذا المبدع سيظل باقيا بيننا بما تركه لنا من ارث ثقافي وقيم عظيمة ستتوارثها الأجيال.
من ناحيته قال حسين نجل الفنان الراحل أيوب حسين في كلمة نيابة عن اسرة الفنان الراحل اننا ودعنا بالامس القريب أبا للتراث الكويتي وعاشقه وحافظه وموثقه وقد فقدت الكويت برحيله علما من اعلامها ورائدا من روادها فقد أحب رحمه الله الكويت بصدق وتجلى حبه لها في أعماله التي ارخت تاريخها وثقافتها القديمة سواء في لوحاته أو كتبه.
وأضاف حسين ان أعمال الراحل أصبحت مصدرا لماضي الاباء والاجداد في زمن لم تكن فيه أجهزة تصوير أو أفلام توثيقية بل كانت ريشة الراحل وقلمه يوثقان كل سكة وصيهد ومدرسة ومسجد أو بيت أو باب دخل منه او وقف بجانبه.
من جانبه قال الدكتور عبدالله الحداد في كلمة ألقاها نيابة عن الفنانين التشكيليين ان سيرة حياة الفنان الراحل أيوب حسين الذي ولد بحي القناعات في منطقة شرق بالكويت القديمة عام 1930 وتلقى تعليمه بالمدرسة المباركية ومن ثم عمل بقطاع التعليم مدرسا للرسم كانت حافلة فقد أصبح فنانا تشكيليا ورسم بيئة الكويت القديمة التي لم ينلها التطور والعمران.
وفي نهاية حفل التأبين قدم المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب درعا تكريمية لعائلة الفنان الراحل أيوب حسين الذي رحل في 15 شهر نوفمبر الماضي وذلك تكريما لدوره في اثراء الفن والادب الكويتيين.
قم بكتابة اول تعليق