2013 عام عودة عالم التنس بالزمن إلى الوراء

قدمت ملاعب التنس خلال العام المنصرم لعشاق الكرة الصفراء وجبة متكاملة لم تقتصر على الرياضة فحسب، بل شملت أيضا مشاهد ملحمية ودرامية، بل وحتى توصلت إلى صيغة أعادت الزمن إلى الوراء

وكان دور البطولة في مجمل مشاهد العام للإسباني رافائيل نادال، الذي أبعدته الإصابة التي تعرض لها في الركبة اليسرى بعد مشاركته في بطولة ويمبلدون 2012 لمدة سبعة أشهر.

وكالعادة قدم نادال مشاهد ملحمية خلال الموسم، حيث تأهل لنهائي 14 من أصل 17 بطولة خاضها بعد عودته من الإصابة، فاز منها بعشرة، بينها إنديان ويلز وسينسيناتي ومونتريال وأمريكا المفتوحة، وجميعها تقام على الأراضي الصلبة.

ويدين نادال بجانب كبير من الفضل في التفوق الذي حققه على الأراضي الصلبة إلى الإصابة، التي جعلته يلجأ بشكل أكبر إلى الأسلوب الهجومي، الأمر الذي يناسب الأرضية السريعة، ويرسخ أقدامه بشكل أكبر على عرش الأراضي الترابية، التي لم يخسر من بطولات الأساتذة التي تقام عليها هذا الموسم سوى مونت كارلو أمام ديوكوفيتش.

ومكن هذا التعديل نادال من السفر عبر الزمن لما قبل عهد نوفاك ديوكوفيتش، الذي حرمه من ستة ألقاب في موسم 2011 فقط، ليصبح 2013 ثاني أفضل عام للاعب الإسباني من حيث البطولات، بعد 2005 الذي توج فيه بأحد عشر لقبا.

بل وفاز “ملك الأراضي الترابية”، الذي توج ببطولة رولان جاروس للمرة الثامنة، على “نولي” مرتين على الأراضي الصلبة، التي يقدم فيها الصربي أفضل مستوياته، وتحديدا في نصف نهائي مونتريال ونهائي أمريكا المفتوحة فضلا عن استعادة صدارة التصنيف، بعد تراجعه للمركز الخامس إثر الإصابة.

لكن ديوكوفيتش “تعلم الدرس” وأنهي العام بعد خسارته نهائي أمريكا المفتوحة دون هزيمة، ليفوز بالبطولات الأربع التالية: بكين وشنغهاي وباريس بيرسي والبطولة الختامية، ما يرفع رصيده من الألقاب خلال العام إلى سبعة.

وحملت بطولتا بكين والبطولة الختامية مغزى خاصا لديوكوفيتش، حيث تغلب في نهائيهما على نادال ليؤكد أن عهده لا يزال قائما رغما عن “آلة الزمن”، التي لم يسلم منها السويسري روجيه فيدرير.

فقد عاد “المايسترو” 12 عاما إلى الوراء، وتحديدا إلى عام 2001 أول مواسمه كلاعب محترف، والذي لم يفز فيه سوى بلقب واحد في ميلانو، حيث أخفق هذا الموسم في الفوز بأي لقب سوى بطولة هاله.

وحاول فيدرير (32 عاما) استدراك الوضع من خلال مضرب جديد بإطار أوسع، إلا أن المحاولة لم تجد نفعا في مواجهة “آلة الزمن” التي خبأت مفاجأة سعيدة للبريطانيين.

فقد توج الأسكتلندي آندي موراي، الذي خضع لعملية جراحية في الظهر نهاية الموسم، بلقب بطولة ويمبلدون، التي تقام في لندن، للمرة الأولى في مسيرته الاحترافية، ليصبح البريطاني الأول الذي يفوز بالبطولة منذ 77 عاما.

كما شهدت بطولة ويمبلدون كذلك العديد من المشاهد الدرامية، بانزلاق عدد من اللاعبين واللاعبات على أرضيتها العشبية، التي أدت إلى إصابة بعضهم، أبرزهم الأرجنتيني خوان مارتين ديل بوترو، بعد أن خسر أطول مباراة نصف نهائي في تاريخ البطولة أمام ديوكوفيتش، والتي استمرت أكثر من أربع ساعات ونصف الساعة.

ولم يسلم من “فخ” ويمبلدون الدرامي الفرنسي جو ويلفريد تسونجا، والبيلاروسية فيكتوريا أزارينكا، اللذين اضطرا للانسحاب من البطولة نتيجة إصابة ناجمة عن الانزلاق.

وادخرت اللعبة التشويق والإثارة للموسم الجديد، الذي سيدافع فيه نادال عن كم هائل من النقاط والبطولات أمام ديوكوفيتش الذي عاد على ما يبدو لمستواه المعهود وفيدرير الذي يؤكد تحرره من كل الضغوط وموراي الذي يسعى للسير على خطى عودة نادال الملحمية.

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.