عرفنا شخصية في التاريخ العربي باسم «زياد ابن أبيه»، أما «زياد ابن أمه» فهو زياد الرحباني نجل السيدة فيروز.
وأنا هنا لا انسبه لأمه من الناحية الفسيولوجية من حيث الحمل والولادة، ولكنما قصدت ان كل ما حققه زياد من نجومية وشهرة واسعة في عالم الفن الغنائي والموسيقي والمسرحي كان بفضل والدته السيدة فيروز، والتي لولا أمومتها له ما كان له كل هذا القدر الكبير من الفن والشهرة واتساع الأماكن لاستقباله وتذليل الصعاب أمامه وهو الأمر الذي فرش طريقه بالورود والقلوب المفتوحة.
فيروز في محراب الفن وصلت درجة التبتل والخشوع الكامل حتى غدت وهي تغني كأنها في حالة صلاة.
وفيروز نأت بنفسها وصانت لسانها عن كل ما هو ليس بغناء، فليس لها من حضور وتواجد إلا على مسرح او في استديو، ولم تتخذ في حياتها موقفا سياسيا لا مؤيدا ولا معارضا لأي طرف سياسي، وغنت وهي المسيحية للإسلام، دلالة تقبلها لكل الأديان والعقائد وعدم انحيازها لأي عقيدة دينية او مذهب سياسي.
وما أوجب هذه الكتابة العجول عن السيدة فيروز لا التذكير بها وتعريف القراء بطبيعتها العفيفة، ولكن موجب تلك الكتابة هو توريط «زياد» أمه بموقف سياسي حيث ادعى أنها تناصر حزب الله.
فلو كان للسيدة فيروز موقف مؤيد لأي حزب سياسي لكانت قالت ذلك بنفسها وربما أتبعته بفعل يدلل على هذا الموقف، والآراء والمواقف السياسية كالشهادة التي لا يصح أن ينوب فيها أحد عن غيره.
لذلك فإن كلام زياد عن موقف أمه كأن لم يكن وكفقاعة كاذبة التهمها الهواء دون أن تبصرها عين واحدة.
ولكن ما هو القصد من وراء توريط زياد لأمه بموقف مثل هذا يجعلها في أنظار محبيها مباركة لأفعال حزب الله سواء في سورية أو حتى في لبنان والمجازر الطائفية التي ارتكبها في بيروت
الإجابة عن هذا السؤال صعبة وتزداد صعوبة الوضع وحراجته بان السيدة فيروز ليست في وارد الرد والتوضيح فمن ناحية ذلك يتنافى مع طبيعتها بالخوض في بحور القضايا الخلافية ومن ناحية ثانية الخوف من بطش حزب الله إن هي نفت تأييده.
ماذا فعلت بأمك يا زياد؟!
katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق