هيكل: 2013 أعاد لمصر “مدنيّتها” و”الجزيرة” مشروع خطر

ذكر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل أمس الجمعة، أن مصر تواجه خلال هذه الفترة وضعاً مختلفاً لم يسبق لها أن واجهته في العصر الحديث، وذلك في حوار على فضائية “سي بي سي” المصرية.

وأضاف هيكل أن إسرائيل لم تكن مؤمّنة كما هي مؤمّنة الآن بسبب تفكك العالم العربي على الأقل، كما أن مصر لا يمكن أن تعيش في عزلة عن العالم العربي، فهي التي تواجه أزمة اليوم، ومن يساندها هو العالم العربي فقط.

الولايات المتحدة
وعن موقف الولايات المتحدة قال هيكل إن أمريكا تفاجأت بثورة 25 يناير (كانون الثاني)، وإن هناك ثورة بلا قيادة أو فكرة، الأمر الذي أوحى لها أن القوة الوحيدة التي تبدو منظمة ومتماسكة في المنطقة هي جماعة الإخوان، وكان هناك أشخاص مثل طنطاوي لم يكونوا قادرين حتى على التصور أنهم سوف يسلمون البلد للجماعة.

الجزيرة مصر
في سياق متصل تابع هيكل: “أنا مختلف مع السياسات التي تنتهجها خاصة قناة الجزيرة مصر، لأني أعتقد أنها مشروع خطر، من أول التخطيط لها وحتى مرحلة التنفيذ، فلكل بلد سيادة، قل رسالتك كما تشاء، لكن لا تأتي لبلدي وتُسَمِّي المحطة باسمها إلا إذا كنا داخلين في حرب، ولكن ما يحدث الآن هو أمر فادح في تجاوزه”.

سفراء مصر
وفي موضوع التمثيل الخارجي قال هيكل “أرى أن التمثيل الدبلوماسي الحالي يحتاج إلى مراجعة لأن المعلومات الآن تسبق أي سفراء، ونحن لدينا مشكلة في كل السفارات، فلابد أن تكون لدينا أذرع داخلية مثل الأمن القومي في المخابرات وأمن الدولة”.

إيران وإسرائيل
وعن إيران ذكر هيكل أنه “قبل نظام الثورة الإسلامية كانت كمية التعاون الموجودة بين الشاه وإسرائيل كبيرة جداً، وإذا وقع النظام أخشى أن يأتي نظام قريب في تعاملاته مع إسرائيل، وهناك إحساس في إيران أنهم توجهوا إلى العالم العربي وأهانوا أنفسهم في سبيل استعادة العلاقات، ومع ذلك لايزال النظام العربي يصدّ، وإذا تحولت إيران إلى إسرائيل فسيكون تحولاً استراتيجياً في المنطقة لا يمكن بأي حال من الأحوال مواجهته ببساطة”.

صورة الإسلام
وأضاف الإعلامي الكبير “أن الافكار الموجود على الأرض لا تموت بسرعة، ولا حملة الأفكار يختفون ببساطة، صحيح أن الإرهاب أثبت عقمه، لكن أنا حزين مما صنعناه في الإسلام وبالطريقة التي استغل بها، تقلقني جداً هذه الصورة البشعة التي أعطيناها للإسلام، وحتى يختفي هذا نحن نحتاج إلى تنوير قوي”.

وأضاف “أعتقد أن من مميزات ما حدث في مصر في 2013 أن البلاد عادت إلي مدنيّتها، وما يقلقني الآن هو تصفية الحسابات المصاحبة لمدنية الدولة، لكن ونحن في منطقة انتقال أو مرحلة نبحث وسط هذه الفوضى عن خارطة جديدة للعلاقات، وتحت قيادة لم تتحدد بعد لكنها موجودة، وفي ظل صعوبة استخدام القوات والجيوش المسلحة، تبقى الوسائل الجديدة ممكنة والتكنولوجيا تقوم بدور ما”.

التنظيمات التكفيرية
وأكد هيكل أن القوى التفكيرية “ستبقى لفترة ما وسيستمر دعم القوى الأجنبية لها نتيجة لأحوال العالم العربي، فقد حدث اختلال كبير وفوضى تشبه الحرب الأهلية تقريباً، والنفاذ الخارجي الذي يشغل الجماعات التكفيرية يعتمد على عناصر في الداخل، ولا أحد يريد لهذه المنطقة أن تقف”.

الجامعة العربية
وتابع إنه “إذا سقطت الجامعة، أعتقد أننا لن نستطيع أن ننشئ شيئاً أخر، فهي أشبه بمشروع لنظام عربي، وليست مشروعاً كاملاً، لكنها لم تعد الإطار الذي يمكن عمل شيء من خلاله”.

أمل مصر الجديدة
من جانب أخر أضاف هيكل أنه “طالما أن هناك حياة إذاً فهناك أمل، أعتقد أن هذا البلد بدأ يتنبه أن مصر ليست هي الموجودة قبل 25 يناير (كانون الثاني) وليست هي الموجودة قبل 30 يونيو(حزيران)، وأن ثمة مصر جديدة بشكل ما تتشكل، وأعتقد أن هذا أمل”.

شباب االخليج
وختم هيكل بالقول: “لابد أن أعترف أنني متأثر جداً بالشباب الظاهر في الخليج العربي إذ يملكون الوعي الكبير والفكر المستنير، ورأيتهم في الإمارات ورأيت كثيراً منهم في قطر، وفي بيروت لايزال هناك قوي حية أيضاً”.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.