لم تعرف فرنسا في تاريخها الحديث فنانا مثيراً للجدال مثل ديودونيه، بسبب مواقفه من الصهيونية، ما حدا بوزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس، إلى إصدار بلاغ رسمي الجمعة حول نية الوزارة، بعد التوصل إلى قاعدة قانونية سليمة “منع التجمعات الجماهيرية التي يكون ديودونيه طرفاً فيها” بعبارة أخرى منع عروض الممثل الأسود المسرحية والسينمائية.
ويعود القرار الجديد لوزير الداخلية، حسب موقع مجلة لاكسبرس الفرنسية اليوم السبت، إلى حركة اخترعها الممثل الفكاهي المعروف منذ سنوات بخلافه مع الحركة الصهيونية في فرنسا والعالم التي تتهمه بمعاداة السامية، والتي (أي الحركة) يتعمد أداءها كلما سنحت الفرصة، وتتهمه المنظمات والجمعيات الصهيونية بأداء “التحية النازية” الشهيرة.
ونجحت الجهات المعادية لديودونيه، في مناسبات عديدة في منعه من العروض المسرحية، ومقاضاته في أكثر من مرة، وقامت بعض المنظمات على غرار الحركة الصهيونية “بيطار” المتطرفة بمهاجمة المسارح التي كانت تقدم عروضه وتهجمت واعتدت على الجمهور، أكثر من مرة.
انتشار كبير
ورغم أن تحية ديودونيه الكاميروني الأصل غير جديدة، وتعود إلى أحد عرض مسرحي في 2009، إلا أن استعمالها على منشورات انتخابية من قبله مع شخصيات معادية للصهيونية وفي مقدمتها المفكر آلان سوريل، الذي تعتبره الحركة الصهيونية أكبر منظر لمعاداة السامية واليهودية بعد الحرب العالمية الثانية في فرنسا، بمناسبة ترشحه لانتخابات البرلمان في 2009، فتحت عليه أبواب الجحيم بعد تتالي القضايا المرفوعة ضدّه من قبل المنظمات اليهودية والصهيونية في فرنسا، إضافة إلى رابطة مناهضة معاداة السامية، واس أو اس ضد العنصرية، وغيرها من الحركات.
ورغم ذلك لم تتحرك السلطات الفرنسية مثلما فعلت الجمعة، ويعود السبب في ذلك، إلى انتشار الحركة، بين قطاعات واسعة من المجتمع الفرنسي، وأصبحت الحركة المعروفة بـ”كينال” أو “Quenelle” بمثابة “نداء الحرب لكلّ الحركات العنصرية في فرنسا” على حدّ قول الجهات المعادية للممثل، الذي أشعل الحريق عندما قال منذ أيام في مؤتمر صحافي إن “كينال هي محاولة لتحريك بركة الصهيونية الآسنة”.
تحية نازية؟
فما كان من المعادين إلا أن فتحوا النار على ديودونيه وحركته التي تمثل في الواقع “التحية النازية بشكل معكوس، في إشارة إلى الاستعباد الجنسي الذي تعرض له ضحايا النازية اليهود”.
لكن كلما اشتدت الحملة ضد الممثل، تزايدت شعبية الحركة أو التحية، بين الشباب الفرنسيين وخاصة بين المهاجرين والمهمشين، وتزايدت شعبية عروض الممثل رغم منع عدد منها بأمر القضاء، فضلاً عن الحملات الإعلامية المعادية التي تشنها عدة صحف وقنوات تلفزيونية على الممثل الذي قرر بدوره مقاضاة عدد منها وفي طليعتها لوموند، وفرانس 2 وبي اف ام تي في وحتى وزير الداخلية مانويل فالس.
قم بكتابة اول تعليق