أعلن الكاتب السجين محمد المليفي ان ما كتبه عبر «تويتر» قبل أشهر، وأدخل بسببه السجن لم يكن يقصد به الا هداية الناس وارشادهم وابعادهم عن أي اعوجاج.
وقال المليفي في بيان له من سجنه حصلت «الوطن» على نسخة منه: ان كان ثمة استفزاز أو قسوة فيما نصحنا وكتبنا فإنني أبرأ الى الله من ان أكون من المنفرين عن دين الله وتوحيده، وأضاف: نحن في عصر وزمن قد ماجت فيه الفتن وتلاطمت وصرنا أحوج ما نكون الى التآلف والتراحم لا الى الفتن والقطيعة، وفيما يلي نص البيان كاملا: الى أهلي.. عزوتي.. اخواني.. الى كل من أحبني في الله وأحسن الظن بي والى كل من أساء فيّ الظن.. الى كل من أثنى وكل من عاتب وهجا.. أحييكم جميعا بتحية الاسلام السلام عليكم ورحمة الله..
ان ما أصابني من ابتلاء وضيق ما هو الا من أقدار الله المؤلمة التي ستر الله خيرها عنا في هذه الدنيا الفانية، فكل ما يقع للمؤمن من شر انما هو خير له اذا احتسب أجره على الله وليعلم الجميع بأن ما أصابني لم يكن ليخطئني أبدا وما أخطأني لم يكن ليصيبني، فكل شيء مقدر ومكتوب قبل ان نخلق في بطون أمهاتنا وما على المسلم في دار البلاء الا ان يستشعر دائما وأبدا قوله تعالى: {الم أَحَسِبَ النَّاسُ ان يُتْرَكُوا ان يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} فنسأل الله ان يجعلنا من المحتسبين الذين لا يرجون من وراء هذا الابتلاء الا تخفيف الذنوب ورفع الدرجات.. آمين أيها الناس جميعا: كل من يصيبه مصاب وبلاء فعليه ان يتذكر قوله سبحانه وتعالى: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ ان ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} فنسأل الله ان يجعلنا من أهل الصبر والعزائم حتى لا يضيع الأجر منا.
قصدي الهداية لا التنفير
انني أتحدث وبصوت عال لعشرات الآلاف المؤلفة الذين يتابعونني وأقول وبكل صراحة: بأنني عندما كتبت ما كتبت قبل عدة أشهر لم يجر في خلدي أو يخطر على بالي بأنني قد فتحت على نفسي وأولادي وأهلي باب شر بل كان كل قصدي هو هداية الناس وارشادهم وابعادهم عن أي اعوجاج.. فان كان ثمة استفزاز أو قسوة فيما نصحنا وكتبنا فانني أبرأ الى الله من ان أكون من المنفرين عن دين الله وتوحيده والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول «انما بعثتم مبشرين لا منفرين» فالمؤمن الحق المتجرد من هوى النفس وحظوظ الدنيا لا يريد بدعوته لدين الله ومنهاجه الا الاصلاح وان أريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله العلي العظيم.
أيها الأخوة الأفاضل:
لقد وصى الرسول صلى الله عليه وسلم أتباعه بأن يكونوا كما جاء في الحديث الصحيح «المؤمن مفتاح للخير مغلاقا للشر» ونحن في عصر وزمن قد ماجت فيه الفتن وتلاطمت وازدادت في هذه السنوات الأخيرة فعلى المؤمن منا ان يستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بالله ويبتعد عن كل ما يثير الفتنة في المجتمع المسلم فنحن أحوج الى التآلف والتراحم لا الى الفتن والقطيعة فنسأل الله تعالى ان أكون من من ينصر دين الله وتوحيده على الهدي النبوي الصحيح وان نكون من من يستمع القول فيتبع أحسنه.
أيها الأخوة لقد بلغني بأن هناك تغريدات أرسلت من حسابي هذا تتقاطر حزنا وألما وحرقة وقد كتبت قبل أيام وقد تم توجيه بعضها الى وزير الداخلية والى ادارة السجون والنواب..
و كلها قد كتبت دونما اذني وعلمي..
وانني اذ أعتب على أولادي وأهلي فرط حماسهم وحرقة قلبهم الا أنني ألتمس العذر لهم.. فهم ليس لهم بعد الله تعالى معيل ومرشد سواي.. فالتمسوا العذر لهم وادعوا الله معي ان يمسح على قلوبهم ويصبرهم على فراقنا الذي طال ويصلح بالهم وأحوالهم.
وانني أوصي نفسي وأوصيهم وأوصي كل متابع بكثرة الاستغفار فهو مفتاح كل فرج ومخرج لكل ضائقة وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا».
فلنستغفر معا ونقول (أستغفر الله العظيم الذي لا اله الى هو الحي القيوم وأتوب اليه).
أيها المتابعون الكرام اوصيكم جميعا وأخص بالوصاية أهل الفضل والصلاح والقيام والصيام.
أوصي أخواتي الأمهات الصالحات اللاتي يبكينه في الليل خوفا من الله ويصمنه في النهار طمعا في رحمته ومغفرته.
أطلب منكم ان ترفعوا يد الضراعة الى الله الرؤوف الرحيم وتدعو لأخيكم محمد المليفي بأن يثبت الله قلبه على دينه وان يعجل له فرجه وان يزكي له نفسه ويرزقه النفس المطمئنة وان يجعل سريرته خيرا من علانيته…
و اعلموا يا أيها الأحباب بأن أعظم الدعاء هو دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب فلا تنسونا من صالح دعائكم بارك الله فيكم جميعا.
و نختم بالشكر الجزيل لكل من وقف معنا وساندنا وذب عن عرضنا وكذلك نشكر ادارة السجن المركزي وادارة السجن العمومي على أخلاقهم العالية معي ومع باقي المساجين ونسأل الله تعالى ان يفرج عنا جميعا عاجلا غير آجل.
هو ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم تلميذ مدرسة سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام محمد يوسف المليفي.أبو عمر
قم بكتابة اول تعليق