اعرب الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اليوم عن أمله في انعقاد مؤتمر (جنيف 2) الخاص بحل الازمة السورية بموعده المحدد في 22 يناير المقبل وعدم تعرضه لأي محاولة تأجيل.
وقال العربي خلال مؤتمر صحافي هنا أن “الأزمة السورية وصلت الى وضع مأساوي لا مثيل له في القرن الحالي متمنيا ان تكون هناك مفاوضات جادة بين ممثلي الحكومة والمعارضة السورية تؤدي الى نتائج تنهي الازمة السورية التي طال أمدها.
وشدد في هذا الصدد على موقف الجامعة الثابت حول ضرورة وقف اطلاق النار في سوريا وادخال المساعدات الانسانية لاكثر من ست ملايين نازح في داخل سوريا واكثر ثلاثة ملايين آخرين بدول الجوار.
وقال “ان هناك مؤشرات بامكانية الوصول الى تسوية لكنها صعبة ” معربا عن الامل في يتمكن طرفا النزاع السوري في ايجاد حل سياسي للازمة السورية التي انهكت الجميع.
واعتبر الأمين العام للجامعة العربية البيان الصادر عن مؤتمر (جنيف 1) متوازنا موضحا ان “الهدف من مؤتمر جنيف 2 هو تنفيذ ما جاء في الأول والذي ينص على انشاء هيئة حكومية بصلاحيات كاملة وذلك بالاتفاق بين الحكومة والمعارضة”.
وشدد على ضرورة المبادرة بمد يد العون للشعب السوري مشيدا في هذا الاطار بأهمية المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا المقرر عقده بالكويت في 15 يناير المقبل.
واعرب العربي عن تقديره العالي لدولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا لاستضافتها هذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات السياسية والانسانية والاقتصادية ومنها مؤتمر القمة العربية الافريقية.
وقال “نتمنى ان يؤدي المؤتمر الدولي للمانحين الذي يعقد تحت رعاية سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الى التخفيف من معاناة ابناء الشعب السوري”.
وفي الشأن الاقتصادي اشاد الامين العام للجامعة العربية بنتائج مؤتمر القمة العربية الافريقية التي عقدت احتضنتها دولة الكويت أخيرا وما حققته من نتائج ايجابية أهمها تبرع سمو أمير الكويت بمبلغ مليار دولار للاستثمار في افريقيا ومليار آخر تقدم قروضا ميسرة من اجل التنمية في القارة الافريقية.
وحول القضية الفلسطينية نفى الامين العام للجامعة العربية موافقة المجلس الوزاي العربي في اجتماعه الأخير في القاهرة على اتفاق اطاري بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وفق ما تردد في بعض التقارير.
وقال ان اجتماع وزراء الخارجية العرب عقد بطلب من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وتم خلاله الاتفاق على تكليف وزير الخارجية الليبي محمد عبدالعزيز رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة والامين العام للجامعة بتوقيع خطاب موجه الى الامم المتحدة يتضمن تأكيد الثوابت الاساسية في الموقف الفلسطيني.
وانتقد العربي استمرار اسرائيل في المشاريع الاستيطانية وقتل الفلسطينيين وكذلك المماطلة واللعب على عنصر الوقت الذي تعتبره “هدفا استراتيجيا” من دونه تعطل المفاوضات بين الجانبين.
وقال انه يمكن انهاء هذه المفاوضات خلال اسابيع قليلة بعد ان بحثت كل القضايا تحت رعاية امريكا التي تعهدت بالعمل على انهاء النزاع.
وفيما يتعلق بجهود المصالحة الفلسطينية اعرب العربي عن استغرابه من عرقلة موضوع المصالحة حتى الآن رغم قبول الاطراف الفلسطينية باتفاقي القاهرة والدوحة للمصالحة الوطنية.
وردا على سؤال حول موقف الجامعة العربية من اعلان الحكومة المصرية جماعة الاخوان المسلمين “جماعة ارهابية” وطلب القاهرة تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب قال العربي “انه بحث الموضوع مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي لكنه لم يتلق طلبا رسميا”.
واضاف ” أن الاتفاقية موقعة من قبل 17 دولة عربية اما تنفيذها فهو قرار سيادي لكل دولة والجامعة تقوم بدور الدبلوماسية الهادئة لتشجيع الاطراف على التهدئة وتحكيم العقل ونبذ العنف المفرط والعمل على انتهاج الوسائل القانونية لتحقيق المطالب”.
وفي الشأن الليبي اكد الامين العام للجامعة العربية حرصه على دعم الاستقرار في ليبيا مؤكدا ان الجامعة ستقدم الدعم لاعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية لاسيما الدستورية.
وفي لبنان حذر العربي من خطورة التفجير الاخير الذي أستهدف وزير المالية السابق محمد شطح معربا عن الامل في ان يتجه لبنان مع نهاية هذا العام نحو الاستقرار.
كما دان الامين العام للجامعة تصاعد موجة التفجيرات في العراق مؤكدا ان الجامعة تقوم باتصالاتها مع مختلف المسؤولين في العراق لنبذ العنف.
وفي اليمن عبر العربي عن امله بنجاح مؤتمر الحوار الوطني في التوصل الى التسوية والاستقرار في اليمن مؤكدا دعم الجامعة العربية لمسيرة الحوار هناك.
من جانب آخر اكد الامين العام للجامعة اهتمام الجامعة بالجوانب الاقتصادية والتنموية في العالم العربي لافتا الى القرارات الصادرة عن القمة التنموية الثالثة التي عقدت بالرياض في يناير الماضي وابرزها اقرار الاتفاقية العربية للاستثمار والاستراتيجية العربية لاستخدامات الطاقة المتجددة.
وقال أن عام 2015 سيشهد اطلاق الاتحاد الجمركي العربي كمرحلة سابقة للسوق لعربية المشتركة الى جانب انجاز الربط العربي الكهربائي الشامل.
واوضح في رده على سؤال ان موضوعي تطوير الجامعة العربية والنظام الاساسي للمحكمة العربية لحقوق الانسان اللذين اقرتهما قمة الدوحة في شهر مارس الماضي سيتم رفعهما الى القمة العربية المقبلة في الكويت مارس 2013 .
ونوه بتبرع العراق بمبلغ 15 مليون دولار لانشاء المبني الاداري الملحق للامانة العامة للجامعة العربية وكذلك بتبرع قطر بمبلغ 10 مليون دولار لصندوق المعاشات لموظفي الامانة العامة.
وحول القمة العربية الثقافية التي اقرتها قمة سرت 2010 قال العربي انه تم الاتفاق على عقد اجتماع موسع في فبراير لبحث التحديات التي تواجه المنطقة والافكار المطروحة للتعامل معها.
قم بكتابة اول تعليق