في خضم التطورات السريعة والخطيرة التي يواجهها الاخوان المسلمون في مصر، والتي بالتأكيد ستنجم عنها تداعيات مساوية في الحجم في المنطقة العربية كلها ومنها الكويت. تابعت كثيرا من اللقاءات مع رجال سياسة ودين تحدثوا حول الموضوع في أعقاب سقوطهم، اي الاخوان في مصر.
ولو انني لم افاجأ بما طرحه هؤلاء، خصوصاً رجال الدين، الا انني وجدت السبب المباشر في نفور كثير وقاعدة عريضة من الشعب العربي في كل دولة من هذا التنظيم، بعد ان اثبت الاخوان في مصر انهم يبدون غير ما يضمرون منذ اللحظة الاولى لرفع رؤوسهم، بعد ان مزجوا الدين بالدولة ودخلوا في صلب السياسة، رغم نفيهم المتكرر النية في ذلك، وحين استغلوا الحاجة والعوز عند قاعدة عريضة من فقراء مصر فاشتروا ولاءاتهم ودعمهم، ليضمن هؤلاء الفقراء ما يأكلون وما يشربون فقط، الامر الذي لم يدم طويلا فانقلب السحر على الساحر.
من أصعب الامور على الانسان ان يقرر الآخر له انه صالح او غير صالح، وان يضع هذا الآخر نفسه مكان الرب، فيقرر له النار المستعرة، لمجرد انه لا يؤمن كما الاول يريد وكما يريده ان يكون، لان العلاقة بين الانسان والرب هي علاقة واضحة ومباشرة، ولا تحتاج الى وسيط، مهما كان حجم هذا الوسيط.
في لقاء تلفزيوني مع باحث وداعية اسلامي لم اشعر من حديثه اي غلاظة في القول او تطرف في الفكر، بل كان بالنسبة إلي على الاقل هو الاسلام الذي ابحث عنه لاستمع اليه، واحمد ربي انني مسلمة مثله، لا مثل اي من رجال الاخوان.
يقول هذا الداعية ان الاخوان المسلمين احتكروا الاسلام واحتقروا المسلمين، المسلمين الذين لا يسيرون في فلكهم وفي دائرة اسلامهم، وانهم يسلبون حق الله في ادخال الناس الى النار، ويدخلون انفسهم الى الجنة، لانهم وفق ما يعتقدون هم الاولى بدخولها، لانهم هم المسلمون الحقيقيون، وفق فكرهم.
لهذا السبب تأكد سبب نفور الناس منهم ومحاولة ازاحتهم عن المكان الذي التصقوا به بالقوة وبالوسائل غير المرغوبة والمقبولة، حين نجحوا في مصر بشكل مؤقت. والحمدلله فقد انزاحت الغمة ليعود اسلام التسامح والحب والمحبة. الاسلام الذي افتقدناه منذ ان خرج لنا الاخوان، ومن على شاكلتهم.
اقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
Iqbalalahmed0@gmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق